عانت الأجنبيات المتزوجات من سعوديين من مشكلات تتعلق بحقوقها في الإقامة والتعليم والصحة لفترات طويلة حتى بدأت رائحة الظلم تفوح جراء حرمانهن من حقوقهن مما دفع مجلس الوزراء إلى إصدار قرار بتغيير هذا الواقع رفعا للظلم وإنهاء لهذه المعاملة السيئة من قبل الدولة. وذكرت مصادر صحفية سعودية أن جوازات منطقة الرياض سلمت عدداً من زوجات ومطلقات وأرامل مواطنين، من غير السعوديات، إقامات دائمة بدون كفيل أو رسوم، وذلك للمرة الأولى في المملكة. وبحسب المصادر فإن ذلك يأتي تفعيلاً لقرار مجلس الوزراء الصادر في عام 1434ه، والقاضي بالموافقة على منح الأم الأجنبية ولديها أبناء سعوديون، إقامة دائمة في المملكة بدون كفيل، على أن تتحمل الدولة رسوم إقامتها، إضافة لاحتسابها ضمن نسب السعودة في القطاع الخاص، ومعاملتها معاملة السعودية من ناحية الدراسة في التعليم العام والجامعات والعلاج في المستشفيات الحكومية. وبحسب القرار فإنه "يمكن للأجنبية المتزوجة من مواطن وأم لأبناء سعوديين الحصول على الإقامة، بالتقدم للجوازات بصك الزواج الرسمي وشهادة ميلاد أبنائها السعوديين وجواز سفرها، أما المطلقة فتحضر صك إثبات طلاق وكارت العائلة وشهادات ميلاد الأبناء، وكذلك الحال بالنسبة للأرملة مع إحضار صك وفاة الزوج". وفي تصريحات صحفية أكد عددٌ من السيدات اللاتي حصلن على الإقامة الدائمة "أن قرار منحهن الإقامة الدائمة، يساعد على حل الكثير من المشكلات التي تواجه الأبناء في حال الطلاق أو الوفاة، ويحفظ حقوق الزوجة والمطلقة والأرملة، ويضمن لهن عدم حرمانهن من رؤية أبنائهن في حال وقوع مشاكل بين الزوجين". ارتفاع حالات زواج الأجانب من الجنسين وتشكل قضية زواج السعوديين والسعوديات من جنسيات مختلفة قلقا كبيرا داخل الأوساط السعودية الرسمية والمجتمعية، حيث تشهد المملكة العربية السعودية مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في نسب الزواج من أجانب وجنسيات خارج المملكة السعودية بالرغم من التشدد الرسمي والقيود التي تضعها السلطات السعودية في سبيل منع ذلك. وتتعلل السلطات السعودية في وضعها قيودا مشددة على زواج السعوديين والسعوديات بالأجانب، بأن ذلك يفتح الباب للعمالة للاستقرار الوظيفي الدائم بالمملكة من بوابة الزواج الشرعي، كما أنه يؤثر على حقوق أبناء السعوديين الأصليين. وفي المقابل فإن نسب السعوديات المتزوجات من أجانب زادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث تقول إحصائية رسمية صادرة قبل عامين: إن 700 ألف سعودية يشكلن عشرة في المئة من عدد النساء متزوجات من أجانب. وبحسب تقرير نشره موقع "شؤون خليجية" في وقت سابق فإن إحصاء جديدا صدر هذا العام كشف أن 13 ألف سعودية تزوجت أجانب في 2013، وكانت النسبة الأكبر منهم قطريين وكويتيين وإماراتيين، إضافة إلى أتراك وسوريين وجنسيات أخرى. إلا أن المفاجأة كانت بزواج خمس منهن بأمريكيين، وثلاث آخريات تزوجن بريطانيين.