تباينت ردود الفعل الدولية حول الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شبكة حواسيب شركة سوني بيكتشرز اليابانية للإنتاج السينمائي بالولاياتالمتحدة، والذي أسفر عن اختراق واسع لتلك الشبكة وتسريب نسخ من أحدث أفلام سوني السينمائية والبيانات السرية لأكثر من 45 ألف شخص. ففي الوقت الذي أدانت اليابانوكوريا الجنوبية الهجوم الإلكتروني بشدة، اعتبرت صحيفة غليوبال تايمز الصينية اليوم السبت الفيلم "وقاحة ثقافية" وقالت إن السينمائيين الأميركيين ليسوا محقين في سخريتهم من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وأضافت في افتتاحيتها أن "فيلم المقابلة الذي يسخر من زعيم عدوة الولاياتالمتحدة، لا يمكن أن يكون مصدر فخر لهوليود والمجتمع الأميركي". على الطرف المقابل وردا على الهجوم الإلكتروني، قالت كوريا الجنوبيةواليابان إنهما ستتعاونان مع جهود دولية ضد الجريمة الإلكترونية تلبية لطلب من واشنطن. ورغم الإدانة اليابانية، فإن متحدثة باسم الخارجية ذكرت أنه من غير المرجح أن يكون له أثر مباشر على محادثات مع بيونغ يانغ بشأن مواطنين يابانيين خطفهم عملاء من كوريا الشمالية قبل عقود. كما أكد متحدث باسم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن بلاده ستنسق عن كثب مع المجتمع الدولي بما في ذلك الولاياتالمتحدة بشأن التحرك الذي ينبغي القيام به لمواجهة الهجمات الإلكترونية. بدورها، قالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إنه لا يمكن التهاون مع مثل هذه الهجمات، وإنها ستواصل تبادل المعلومات ذات الصلة بالهجوم الإلكتروني. وكانت عمليات التحقيق في هذا الاختراق -والتي شارك فيها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف بي آي)- ألقت بالشبهات في الهجوم الإلكتروني نحو قراصنة من كوريا الشمالية. لكن لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية أدانت ما وصفتها ب"الشائعات الكاذبة" التي تشير إلى تورط بيونغ يانغ في الهجوم على سوني الذي وصفته مع ذلك ب"العمل المشروع". وأعلنت الشرطة الفدرالية الأميركية «اف بي آي»، الجمعة، أن كوريا الشمالية مسؤولة عن عملية القرصنة المعلوماتية الضخمة ضد شركة سوني في نهاية نوفمبر . وقالت الشرطة الفدرالية في بيان إن «لدى الأف بي آي ما يكفي من الأدلة للاستنتاج بأن حكومة كوريا الشمالية مسؤولة عن هذه الأعمال». وأضافت أن الهجوم على سوني «ليس سلوكاً مقبولاً تقوم به دولة». وتمت قرصنة خمسة أفلام حديثة من إنتاج سوني بيكتشرز في هذا الهجوم من بينها فيلم "المقابلة" (إنترفيو) الكوميدي الذي يتناول قصة خيالية لصحفييْن جندتهما وكالة المخابرات المركزية الأميركية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية، وكانت كوريا احتجت على هذا الفيلم ووصفته بأنه "عمل عدائي" وهددت بالانتقام "بلا رحمة".