التقى مسؤولون إيرانيون، بقيادات بارزة في جماعة الحوثي في العاصمة اللبنانيةبيروت لتنسيق المساعي للاطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادي. وكان ضمن الوفد الحوثي الناطق الرسمي باسم الجماعة «محمد عبدالسلام»، و«ضيف الله الشامي» عضو المجلس السياسي بالجماعة، و«عبدالملك العجري» وفقا لمصدر يمني مطلع. وأشار المصدر إلى أنه جرى التباحث بين الطرفين على ملفات عديدة منها استكمال خطة السيطرة على الحكم، عبر الإطاحة بالرئيس اليمني الحالي، واقتراح شخصية بديلة من أبناء محافظاتجنوب البلاد، موالية لطهران، لم يفصح عنها. ووفقاً للمصدر المطلع فإن قادة «الحوثي» اجتمعوا مع المسؤولين الإيرانيين في بيروت، واتفقوا على خارطة طريق تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الستة أشهر المقبلة، وتشكيل مجالس عسكرية في محافظاتجنوباليمن. ولفت المصدر إلى أن طهران طمأنت «الحوثيين»، بشأن انفصال الجنوب، ووضعت ضمانات في هذا السياق، بناءً على حجم النفوذ الذي تتمتع به لدى قيادات من الحراك الجنوبي، منوهاً إلى أن طهران، قامت بإطلاق قناة جنوبية جديدة، تحمل اسم (صوت الجنوب)، وتبث من العاصمة البريطانية لندن. وأوضح أن الخطة التي اتفق عليها مسؤولون إيرانيون وممثلون عن جماعة «أنصار الله»، شملت تعليمات إيرانية ل«الحوثيين»، بتأدية دور فاعل في التنسيق والتواصل مع المجموعات الشيعية الموالية لطهران في المملكة العربية السعودية، كأحد أدوات الضغط القادمة للإيرانيين ضد الرياض، على حد تعبيره. وفي وقت سابق شن زعيم جماعة «أنصار الله»، «عبدالملك الحوثي»، في خطاب أمام مناصريه، هجوماً غير مسبوق على الرئيس «هادي»، واتهمه بتمويل تنظيم «القاعدة»، واحتضان الفاسدين، محذراً إياه من تداعيات هذا التوجه، كما اتهم «الحوثي»، مطلع الأسبوع الجاري دول «مجلس التعاون الخليجي» بالتبعية لأمريكا، على خلفية بيان قمة الدوحة، الذي طالب «الحوثيين» بإنهاء احتلالها لمؤسسات الدولة اليمنية. وعزز «الحوثيون» وجودهم المسلح حول محيط وزارة الدفاع بعد طردهم في وقت سابق من قبل وزير الدفاع اليمني «محمود الصبيحي» من مبنى الوزارة. يأتي هذا فيما دول الخليج التي عملت على إضعاف التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن)، ولم تتوقع أن يتحالف الرئيس السابق «علي صالح» مع الحوثيين، تقف الآن عاجزة عن تغيير دفة الأمر الواقع الذي تفرضه إيران عبر الحوثيين. وفي سياق متصل، أفاد مصدر صحفي عن مصدر مقرب من نائب الرئيس اليمني الاسبق وأحد قادة الحراك الجنوبي «علي سالم البيض» أن علاقات الرجل بطهران، فترت بشكل غير مسبوق، على خلفية تمسكه بخيار انفصال الجنوب عن شمال اليمن، ورفضه لمطالب إيرانية بالتراجع عن هذا المسار، الذي يرفعه منذ سنوات، وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن ضغوط إيران على «البيض»، أجبرته على مغادرة مقر إقامته في لبنان، حيث كان في ضيافة «حزب الله»، إلى النمسا حيث يقيم هناك حالياً. وبيّن المصدر أن «البيض»، رفض الفكرة التي تقدمت بها طهران بشأن مستقبل الجنوب، التي تنص على بقاء الوحدة مع الشمال؛ ولكن في إطار دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي، مشيراً إلى أن إيران أوقفت تمويل قناة «عدن لايف» التي تديرها مؤسسة «المنار» التابعة ل«حزب الله» اللبناني، وتم طرد العاملين المواليين ل«البيض» من القناة. ولفت إلى أن مسؤولين إيرانيين توصلوا إلى تفاهمات مع رئيس جمهورية اليمنالجنوبي الأسبق «علي ناصر محمد»، المقيم في العاصمة السورية، حول فكرة اتحادية الدولة من إقليمين، حيث يجري مباحثات مع قيادات جنوبية حول هذا الشأن. يشار إلى أن «علي ناصر محمد»، سبق وأن حكم دولة اليمنالجنوبي، بداية الثمانينيات من القرن الماضي، قبل أن يتخلى عن السلطة في يناير/كانون الثاني 1986، حيث شهدت هذه الفترة أحداث دامية، خلفت أكثر من 15 ألف قتيل من المواليين ل«ناصر» والمناوئين له.