قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البكالي إن الحوثيين في الأيام السابقة مارسوا الضغط على الرئيس هادي بصور شتى كان من بينها السير مع رغبة صالح ونجله في الانقلاب على هادي، منوهاً بأن الحوثيين لم يكونوا يرغبون في إزاحة هادي من المشهد ليمارسوا السلطة من خلاله فيتخلصوا من ضغط صالح ونجله كما تخلصوا من نقائضهم. وأوضح البكالي في حديث ل «الخبر» أن الحوثيين كان لديهم هدفين رئيسين من الضغط على هادي أحدها إدماج المليشيات وإحكام السيطرة على الموارد المالية للدولة. وأضاف متحدثا عن الهدف الأول: إنهم «قد توصلوا مع هادي إلى اتفاق بإدماج تدريجي لمليشياتهم تبدأ من صنعاء وفي غضون أيام قليلة سيتم إدماج كافة المليشيات المسلحة في صنعاء بالجيش والأمن وسترتدي الزي الرسمي ولكنها ستبقى هي ذاتها مسيطرة على المواقع والنقاط بزي رسمي، وسيتوالى إدماج المليشيات بعد ذلك تباعاً في كل المحافظات بنفس الطريقة». وأشار إلى أن الاشكالية كانت في قضية تأهيل المليشيات قبل دمجها، وقد توصل الطرفان إلى اتفاق على دورات بسيطة لأيام محدودة ويصبح بموجبها أعضاء المليشيات جنوداً رسميين وربما بعضهم يمنح رتباً بحسب مستواه القيادي في صفوف المليشيات، معتبراً أن هذه العملية ستضع عن كاهل الجماعة الحوثية ثقلاً كبيراً من حيث الكلفة المالية للمليشيات. وفي حديثه عن الهدف الأخر كشف البكالي عن أن «الجماعة الحوثية تسعى لإحكام السيطرة على الموارد المالية للدولة إيراداً وصرفاً وهذا جزء من الاتفاق الذي انتزعوه من الرئيس هادي حيث استجاب لمطلبهم في الاشتراك في عمليتي الايراد والصرف في كل مؤسسات الدولة بحيث لا يصرف أي مبلغ إلا تحت توقيع مندوبيهم وهذا يعني التحكم الكلي بسياسات وتوجهات وقرارات الدولة وسلطاتها ومؤسساتها لأن التحكم في الموارد المالية ايرادا وصرفاً يعني انتزاع القرار السيادي للدولة والسيطرة عليه بشكل كلي». وبيّن أن الجماعة الحوثية تسعى لوراثة تركة صالح ومحسن وغيرهم من النافذين الذين كانت لهم موازنات مخفية ضمن إيرادات الدولة. وأردف: «هي تدرك تماماً أنه لا يوجد قانون ينظم عمليات الايراد ويحقق فيها الشفافية لذا تحرص أن تحكم القبضة على الايرادات بشكل كلي وعلاوة على ذلك سيعاد تشكيل أجهزة الرقابة لتتحكم فيها الجماعة بشكل كلي وهذا يعد بمثابة الوراثة الحقيقية لسلطة صالح ورفاقه بشكل كامل». ولفت إلى أن الحركة الحوثية باتت بهذه الاتفاقات تتحكم بالدولة بشكل كلي وغدت مؤسسة الرئاسة والرئيس هادي شكلاً مفرغاً من المضمون. وكشف البكالي النقاب عن سر الاتفاقيات التي سعت إليها الحركة الحوثية مع هادي بأنها باتت تتحكم في الدولة بشكل حقيقي وهي تسعى من خلال هذه الاتفاقات مع هادي لتأمين سيطرتها على السلطة والدولة ولكن من وراء ستار في هذه المرحلة، موكداً بأنه في الأيام القادمة ستعد الحركة الحوثية نفسها أيضاً لاستلام السلطة بشكل كلي.