قيادي حوثي يواصل احتجاز طفل صحفي ويشترط مبادلته بأسرى حوثيين    وفاة وإصابة خمسة أشخاص في حجة وصعدة جراء الصواعق الرعدية    ما هو شرط زيدان لتدريب فريق بايرن ميونيخ؟    الارياني: الأسلحة الإيرانية المُهربة للحوثيين تهدد الأمن والسلم الدوليين ومصالح العالم    ثمن باخرة نفط من شبوة كفيلة بانشاء محطة كهربا استراتيجية    أكاديمي: العداء للانتقالي هو العداء للمشروع الوطني الجنوبي    إيران وإسرائيل.. نهاية لمرحلة الردع أم دورة جديدة من التصعيد؟    الكشف عن تصعيد وشيك للحوثيين سيتسبب في مضاعفة معاناة السكان في مناطق سيطرة الميلشيا    صمت "الرئاسي" و"الحكومة" يفاقم أزمة الكهرباء في عدن    غارات عنيفة على مناطق قطاع غزة والاحتلال أكبر مصنع للأدوية    السيول الغزيرة تقطع الخط الدولي وتجرف سيارة في حضرموت    مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    بالصور .. العثور على جثة شاب مقتول وعليه علامات تعذيب في محافظة إب    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استنفار وحراك ساخن في العائلة السعودية والملك غائب عن الوعي
سيناريوهات ما بعد وفاة العاهل السعودي
نشر في الخبر يوم 08 - 01 - 2015

تشهد العائلة السعودية المالكة في الرياض حراكاً ساخناً من أجل الترتيب لمرحلة ما بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يرقد في غيبوبة بأحد مستشفيات الرياض، فيما بدأت بوادر الخلافات بين اقطاب العائلة ومراكز القوى فيها تلوح في الأفق، في مؤشر بالغ الأهمية على أن المرحلة التي ستلي وفاة الملك عبد الله ستكون بالغة الصعوبة.
وأمضى الملك عبد الله بن عبد العزيز السنوات القليلة الماضية في محاولة تقريب إبنه الأمير متعب من السلطة، أملاً في توريثه الحكم محاولاً إنهاء عقود طويلة من تداول السلطة في أبناء الملك عبد العزيز، إلا أن محاولات الملك تواجه الكثير من المقاومة داخل العائلة، إذ من المفترض أن يخلفه ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز، فضلاً عن مطامع للأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، وهو ابن الأميرة حصة بنت أحمد السديري، والتي يعتقد أبناؤها أنهم الأحق بالحكم في السعودية.
وبينما لا يزال المرشح الأقوى لخلافة الملك عبد الله ولي عهده الأمير سلمان، إلا أن العودة المفاجئة مؤخراً لكل من رئيس الديوان خالد التويجري، ورئيس الاستخبارات السابق بندر بن سلطان، وذلك عبر الوساطة في الملف القطري المصري، أعادت الاعتقاد بأن فرص وصول متعب الى الحكم تتزايد، إذ أن التويجري وبندر هم حلفاؤه التقليديين والداعمون له من أجل توريثه ملك أبيه.
وقال مصدر سعودي في الرياض إن المساعي السعودية الحثيثة لتسوية الخلافات مع قطر، ثم تسوية الخلافات القطرية المصرية، لم تكن سوى عملية تهيئة لرحيل الملك عبد الله بعد تدهور حالته الصحية، إذ أن دوائر صنع القرار تخشى من أن تؤثر الأزمات التي تشهدها المنطقة على عملية نقل السلطة في المملكة، ولذلك استنفر التويجري وبندر وغيرهما من المقربين للملك من أجل تسوية هذه الأزمات.
* قناة مصرية: الملك سيتنحى
وذكرت قناة النهار المصرية يوم الاثنين الخامس من كانون ثاني/ يناير 2015 أن الملك عبد الله سيتنحى عن الحكم خلال ساعات، على أنه سيولي الأمير سلمان ملكاً، والأمير مقرن ولياً للعهد، والأمير متعب ولياً لولي العهد، واكتفت القناة بهذه المعلومات دون أن توضح المزيد فيما قال مصدر في الرياض أن "هذا السيناريو مرجح جداً، حيث يريد الملك ومن حوله (التويجري تحديداً) ضمان أن يجلس متعب على الطريق الى الحكم".
ويقول المصدر السعودي إن الأمير سلمان أصلاً ليس في حالة صحية أفضل بكثير من الملك عبد الله، وهو ما يعني أن توليه الحكم قد يكون لفترة قصيرة جداً، وهو ما يعني أن الملك القادم فعلياً سيكون الأمير مقرن، ويكون ولي عهده الأمير متعب، وذلك في حال سار السيناريو المشار اليه على ما يرام.
* استنفار في المملكة
وبينما تلوح في الأفق بوادر الخلافات في العائلة السعودية، فان القلق يبدو واضحاً جلياً في أجهزة الأمن والأجهزة العسكرية تحسباً لوفاة الملك في أية لحظة، أو اضطرار السلطات للكشف عن كونه يرقد في غيبوبة منذ أعيد الى المستشفى بعد ساعات على خروجه منها.
وفي الاطار الاستنفار الأمني السعودي وحالة القلق، بدأت الحكومة السعودية حملة تحث فيها على الالتزام بطاعة ولي الأمر، وهو ما يعني أن ثمة مخاوف من فقدان الرياض السيطرة على المملكة في حال إعلان وفاة الملك.
وبحسب المعلومات التي يجري تداولها على الانترنت فان السلطات تقوم بتوزيع أقراص صوتية ضمن حملة منظمة تحث المواطنين على وجوب طاعة ولي الأمر، والالتزام بحكمه، وعدم الخروج عليه.
ويحتوي القرص المدمج على مادة صوتية بداخلها عدة فتاوى لبعض مشايخ السعودية "تحث على طاعة ولي الأمر، وعظم إثم الخروج عليه، أو التفكير في معارضته، استناداً إلى نصوص دينية تم تأويلها وفقاً لهؤلاء الشيوخ".
القرص الذي يجري توزيعه تظهر فيه صورة لكتابات وضعت على القرص المدمج بعنوان: «هلاك خمس دول.. تجنبه يا ابن بلدي في خمس دقائق (صوت فقط)، وإذا كنت لن تسمع لهذا القرص فأهده لغيرك أو أرجعه إلينا، ونحمّلك أمام الله مسؤولية هذا».
ويقول الناشطون إن المقصود بالدول الخمس: «مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن».
* 6 أسباب تصعّب مهمة خلافة الملك
وتتعالى الأصوات في المملكة السعودية حول خلافة الملك عبد الله في دولة يحكمها نظام ملكي غير دستوري، حيث لا يوجد دستور للدولة ، وظلت الدولة تتناقل السلطة السياسية عرفيًّا بين أبناء الملك «عبد العزيز» الأحياء من بعده (من الأخ إلى أخيه وليس من الأب إلى ابنه كما في الملكيات التقليدية)، إلى حين قيام الملك «فهد بن عبد العزيز» عام 1992بتدوين النظام الأساسي للحكم، والذي أقر العرف القائل بتداول السلطة بين أبناء الملك عبدالعزيز دون تحديد آلية واضحة للاختيار فيما بينهم.
ومع تقدم أبناء الملك «عبد العزيز» في العمر شرع بعض أمراء العائلة المالكة إلى التفكير في آلية جديدة لتسمية الملك وولي العهد لتلافي الخلافات الداخلية عند انتقال السلطة إلى جيل الأحفاد، فشرع الملك «عبد الله» في عام 2006 إلى إصدار قرار ملكي بتشكيل هيئة البيعة، والتي أسندت إليها مهمة اختيار الملك وولي العهد ليبدأ بذلك فصل جديد من فصول الصراع على السلطة داخل العائلة الحاكمة التي تحرص على أن تبدو دومًا مستقرة ومنسجمة.
* تدهور صحة الملك «عبد الله»
لا يعرف بالتحديد تاريخ ميلاد العاهل السعودي، لكن التقارير تشير إلى أن عمره يبلغ حوالي 91 عامًا، يوم الأربعاء الماضي تم نقل العاهل السعودي إلى المستشفى للعلاج من نوبة التهاب رئوي وفقًا لبيان الديوان الملكي، وتعرض العاهل السعودي خلال الفترة الأخيرة إلى أكثر من نوبة توعك صحي اضطرته للغياب عن الظهور الديبلوماسي لفترات طويلة.
يذكر أن العاهل السعودي كان قد خضع أيضًا لجراحة مشابهة في أكتوبر عام 2011 كما خضع لجراحة في الظهر مرتين في الولايات المتحدة عام 2010، وأمضى فترة نقاهة دامت ثلاثة شهور خارج السعودية، وقد شككت عدد من التقارير الصحفية في صحة البيان الأخير للديوان الملكي، وزعموا أن حالة الملك تدهورت بشدة مما تطلب نقله للمستشفى وعدم علاجه في قصره المجهز طبيًّا، بل وصل الأمر إلى حد ادعاء وفاته، وأيًّا كان مدى صحة هذه التقارير فإن ارتفاع سن الملك ووعكاته الصحية المتكررة دائمًا ما تحمل ملف خلافته إلى صدارة الاهتمامات المحلية والعالمية.
غياب الملك عبد الله عن المشهد الانتقالي المضطرب سواء بالوفاة المفاجئة أو بالمرض الشديد يجعل مهمة خلافته أكثر صعوبة في ظل وجود عدد من الملفات العالقة التي لم تحسم بعد داخل البيت الحاكم.
1- ولي العهد مصاب بالزهايمر "الخرف"
ولي العهد هو الأمير «سلمان بن عبدالعزيز»، وهو يصغر الملك الحالي بحوالي 13 عامًا "عمره 78 عامًا تقريبًا"، ووفقًا ل«سايمون هندرسون» الباحث بمعهد واشنطن فإن ولي العهد لا يتمتع بكامل التركيز العقلي اللازم لإدارة الدولة، حيث إنه مصاب بالخرف، ويبدأ في فقدان تركيزه خلال الاجتماعات بعد مدة قصيرة، إلا أن حضوره البارز في المحافل الرسمية يعكس تمسكه الشديد بتولي السلطة في أعقاب رحيل أخيه، أو على الأقل يعكس رغبة جناح كبير من العائلة المالكة في ذلك، حيث ينتمي «سلمان» إلى السديريين السبعة وهم الإخوة الأكثر نفوذًا من أبناء الملك المؤسس «عبد العزيز آل سعود»، وهم أبناؤه من زوجته «حصة بنت أحمد السديري»، ووفقًا ل«هندرسون» فإن الملك «عبد الله» ربما كان يخطط للإطاحة بأخيه الأمير «سلمان» – عبر تشكيل لجنة طبية تؤكد عدم صلاحيته لتولي المنصب- وبذلك تؤول السلطة بشكل تلقائي إلى ولي "ولي العهد" والنائب الثاني لرئيس الوزراء الأمير «مقرن بن عبد العزيز».
2- ولي ولي العهد: خلاف حول المنصب والشخص
في 27 مارس 2014، صدر أمر ملكي يقضي باختيار الأمير «مقرن بن عبد العزيز» وليًّا لولي العهد. ويبايع ك(ولي للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكًا للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد)، كما حرص الأمر الملكي على التأكيد على أن «اختيار سمو ولي العهد لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز جاء بأغلبية كبيرة تجاوزت ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة».
ويعتبر منصب ولي ولي العهد هو منصب غير مسبوق في تاريخ المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا. امتد الجدل أيضًا ليشمل هوية صاحب المنصب الأمير «مقرن بن عبد العزيز»، وهو أصغر أبناء الملك عبد العزيز سنًّا "حوالي 70 عامًا".
ويأتي منشأ الجدل حول الأمير «مقرن» من نقطتين رئيستين، الأولى أن ارتقاء «مقرن» في السلطة يتحدى تفاهمات متعارف عليها حول مؤهلات الأمراء لكي يصبحوا ملوكًا، لأن الأمير «مقرن» هو واحد من العديد من أبناء «عبد العزيز» من «بركة اليمانية» إحدى جواري الملك «عبد العزيز»، مما يعني أن مقرنًا تقدم على إخوته الأرفع نسبًا –السديريين مثلاً- مما قد يكون موضعًا للطعن والجدل.
أما النقطة الثانية، فتكمن في تجاوز الملك «عبد الله» في تعيين الأمير مقرن لبعض إخوته الأكبر سنًّا، وعلى رأسهم الأمير «أحمد بن عبد العزيز»، وزير الداخلية الأسبق الذي أعفي من منصبه –أعلن أنه بطلب منه رغم تشكيك العديدين في ذلك- لصالح ابن أخيه الأمير «محمد بن نايف».
3- تهميش هيئة البيعة
هيئة البيعة هي مجلس عائلي يضم ممثلين من كافة أفرع العائلة المالكة، تأسست بموجب قرار ملكي من الملك عبد الله عام 2006،وتضم الهيئة أبناء الملك «عبد العزيز آل سعود» وبعض أحفاده لأبنائه المتوفين أو العاجزين طبيًّا، إضافة إلى أحد أبناء الملك وأحد أبناء ولي العهد، ويتولى الأمانة العامة للهيئة رئيس الديوان الملكي، ويفترض أن مهمتها تتلخص في اختيار الملك وولي العهد.
يدور جدل كبير حول حقيقة الدور الذي لعبته هيئة البيعة في اختيار ولي العهد، ثم عند اختيار ولي ولي العهد خاصةً، حيث أكد بعض أمراء العائلة المالكة، ومنهم الأمير «سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود»، وهو حفيد الملك سعود وريث عرش الملك المؤسس وأحد أعضاء هيئة البيعة أن اجتماعات الهيئة صورية بشكل كبير، وأنه والعديد من الأمراء لم يتم أخذ آرائهم حول بيعة الأمير «مقرن».
ويرى جناح غير قليل من أمراء العائلة المالكة، ويؤيد تلك الرؤية المغرد الشهير «مجتهد» المقرب من الدوائر الحاكمة في السعودية، أن هيئة البيعة لم تكن إلا حيلة من رئيس الديوان الملكي «خالد التويجري» نصح بها العاهل السعودي لأجل تمرير قراراته دون معارضة، وللتمهيد إلى نقل السلطة للأمير «متعب بن عبد الله» عبر بوابة الأمير «مقرن».
4- خلافات العائلة بدأت في الظهور للعلن
وخلافات العائلة الحاكمة لم تعد تكتفها السرية كما كان من قبل، فالصحف العالمية سلطت الضوء خلال العام الماضي على قضية بنات الملك السعودي المحتجزات، كما شهدت السنوات الأخيرة أكثر من إعلان انشقاق عن العائلة المالكة، كما بدأت الأصوات الداخلية تتعالى بالنقد.
وبرزت أول ملامح الخلافات المتوقعة في التحذير الواضح على لسان أحد أعضاء هيئة البيعة، وهو الأمير سعود بن سيف النصر الذي كتب تغريدة على حسابه الشخصي على "تويتر" يستلهم فيها قصيدة الشاعر الأموي نصر بن سيار المشهورة والتي يحذر فيها من الفتنة في بني أمية.
وكتب الأمير السعودي على "تويتر": "قال نصر بن سيار مخاطباً بني أمية: أرى تحت الرماد وميض جمرٍ ويوشك أن يكون له ضرام، فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب مبدؤها كلامُ"، وأكمل القصيدة في تغريدة أخرى قائلاً: "فإن لم يطفها عقلاء قومي يكون وقودها جثث وهامُ، فقلتُ من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام؟ فإن يقظت فذاك بقاء ملكٍ وإن رقدت فإني لا ألامُ".
وعادة ما تستخدم قصيدة نصر بن سيار في إطار التحذير من الفتنة والخلافات، فيما يبدو واضحاً بأن الرجل كلامه مرتبط بالوضع الصحي المتردي للملك، حيث أن آخر تغريداته قبل التحذير هو الدعاء بالشفاء العاجل للملك.
الوليد بن طلال ينتقد ويتذمر
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، بعث الأمير الثري الوليد بن طلال برسالة قاسية الى وزير المالية السعودي وجه فيها انتقادات حادة إلى السياسة المالية في المملكة، إثر الإعلان عن عجز في موازنة العام 2015 بسبب التدهور الكبير في أسعار النفط.
وكتب في رسالته: "وصلنا إلى نقطة الخطر وهي السحب من الاحتياطي"، لمواجهة العجز في الموازنة.
وأضاف إنه لو التزمت المملكة بالنفقات الواردة في موازنة العام الماضي، لكانت حققت فائضا ماليا بحجم خمسين مليار دولار على الأقل.
وتابع الأمير بأن الفشل في السيطرة على النفقات أسفر عن سحب مبلغ 53 مليار دولار خلال عامين من الاحتياطي المالي للمملكة المقدر حجمه بحوالي 750 مليار دولار.
وانتقد طريقة إدارة الاحتياطي المالي، وبخاصة ما يتعلق بشراء سندات خزينة أمريكية وأوروبية تحقق عوائد لا تتجاوز 2.4 بالمئة سنوياً.
وكان مجلس الوزراء أقر ميزانية تنص على نفقات بقيمة 229.3 مليار دولار بارتفاع طفيف قياسا للعام 2014، وعائدات بحجم 190.7 مليار دولار مقارنة مع 228 مليار دولار العام الماضي.
وأعلنت الرياض عن عجز فعلي في العام 2014 يبلغ حجمه 14.4 مليار دولار، بسبب عدم التطابق بين العائدات والنفقات المعلنة في الموازنة.
أمير آخر هو «خالد بن طلال» قام بالتغريد عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: «سألني شخص آخر لماذا أخفيت كلمة الحق حتى عزل الأمير أحمد ظلمًا؟! وكان جوابي لم أسكت عن كلمة الحق أبدًا... بل كنت أعلنها وأصعدها من تارة لأخرى».
ولفت إلى أنه «بعد عزل الأمير من منصبه تم تهميشه، كان من الجلي أنه قد تم طبخ ذلك على نار هادئة من قبل المرشد – يقصد التويجري- وعصابته لأسباب سياسية مستقبليه أهمها الاستعجال بتسلسل الحكم المستقبلي لأحد أحفاد عبد العزيز عن غيره، وذلك بالالتفاف على هيئة البيعة كما تم في السابق».
تغريدات الأميرين السعوديين اعتبرها المراقبين بمثابة بيعة علنية للأمير «أحمد بن عبد العزيز» خلفًا للملك ولولي عهده (المرجح استبعاده طبيًّا) ومتجاهلة تمامًا ولي ولي العهد.
5- الصراعات بين أجنحة العائلة المالكة
بإمكان المتابع أن يميز بوضوح فريقين يتصارعان على السلطة في المملكة، وإن تغيرت التركيبة الداخلية لكل منهما، الفريق الأول يقوده الملك ويهندسه رئيس الديوان، ويهدف في النهاية إلى تمرير السلطة للأمير «متعب بن عبد الله» نجل العاهل السعودي الحالي عبر بوابة الأمير «مقرن» ولي ولي العهد بعد رحيل ولي العهد الأمير «سلمان» أو استبعاده طبيًّا، والدليل على ذلك قيام الملك في الفترة الأخيرة بتعيين أبنائه والمقربين منه في عدد من المناصب الهامة بدأت بتعيين ابنه «عبد العزيز» كنائب لوزير الخارجية المخضرم «سعود الفيصل» في عام 2011 برتبة وزير، وكذلك وضع ابنيه «مشعل» و«تركي» كأمراء لمنطقتي مكة "العاصمة الدينية" والرياض "العاصمة السياسية"، كما تم تأسيس وزارة خاصة للحرس الوطني – تضاهي في قوتها وزارة الدفاع- وإسناد مسئوليتها إلى ابنه المقرب الأمير «متعب بن عبد الله».
الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني
شملت التغييرات التي حاول الملك إجراءها إبعاد الأمراء السيديريين عن وزارة الدفاع التي يرأسها ولي العهد الحالي "سيديري" ، فتم إعفاء الأمير «خالد بن سلطان» نجل ولي العهد السابق الأمير «سلطان بن عبد العزيز» "سديري" لصالح «فهد بن عبد الله بن محمد»، قبل أن يعيدها مرة أخرى لأبناء سلطان، ولكن للأمير «سلمان» هذه المرة، والذي أبعد عن المنصب قبل أن يكمل فيه 9 أشهر لصالح الأمير «خالد بن بندر» أحد المحسوبين على جناح الملك، والذي استبعد رسميًّا من منصبه بناء على طلب الأمير «سلمان» ولي العهد ووزير الدفاع، ليبقى المنصب شاغرًا إلى الآن.
الجناح الآخر هو الجناح السديري، ويحوي تباينات كبيرة، وعلى رأسه الأمير «سلمان» ولي العهد الذي يتمسك السديريون بأحقيته بولاية العهد رغم إصابته بالخرف، ويأتي ضمنه أيضًا الأمير المستبعد «أحمد بن عبد العزيز» والذي يتمتع بنفوذ كبير داخل العائلة المالكة، وبين القبائل.
وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف
أما من جيل الأحفاد فهناك الأمير «محمد بن سلمان» "أحد أصغر وزراء المملكة سنًّا" والذي يتمسك بأحقية والده في ولاية العهد، الأمر الذي قد يمنحه فرصة لتعزيز نفوذه إذا صار والده ملكًا، وهناك وزير الداخلية القوي – صاحب العلاقات المتينة مع الغرب- «محمد بن نايف» والذي يتمتع بطموح سياسي واسع.
تشير التحليلات إلى أن خطة السديريين تكمن في الإصرار على تمكين ولي العهد الحالي ومقاومة أي خطة للإطاحة به، على أن يقوم هو فيما بعد بإعفاء الأمير «مقرن» من منصبه كولي ولي العهد لصالح الأمير «أحمد بن عبد العزيز»، وربما يتنازل «سلمان» بعدها عن السلطة لأخيه الشقيق، لتبدأ جولة جديدة من الصراع هذه المرة حول انتقال السلطة إلى الأحفاد.
6- ترقب أمريكي وغربي
«لقد حاولت واشنطن تاريخيًّا تجنب التأثير على الخلافة في السعودية بسبب قلة نفوذها والعواقب السلبية المحتملة لتأثير كهذا. ولكن مع احتمال اتجاه الأمور نحو انتقال فوضوي، ستحتاج الولايات المتحدة إلى التأكيد على أهمية مجيء قيادة تتمتع بالأهلية، وتتسلم مهام السلطة على وجه السرعة، وإلى عدم الاعتماد على مجرد الأمل في أن يتمكن بيت آل سعود من إيجاد الحل لذلك بنفسه. ورغم أنه ربما يكون من الأفضل أن يتم القيام بذلك بصورة واعية وبحكمة، هناك أيضًا خطر من أن تُخطئ الدبلوماسية الهادئة بشكل عام بحالة عدم الاكتراث أو الّلا مبالاة»، من مقال لسايمون هندرسون الباحث بمعهد واشنطن.
حالة قلق كبيرة تنتاب المسئولين في الولايات المتحدة بشأن مستقبل الخلافة في المملكة بعد رحيل الملك «عبد الله»، فالولايات المتحدة لن تسمح بحدوث اضطراب طويل المدى عند حليفتها الأبرز في المنطقة، خاصة مع التهديدات التي تكتنف المنطقة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية الذي تعد المملكة ركنًا رئيسًا في مواجهته، وكذا الدور الكبير الذي تلعبه المملكة كأكبر منتج للنفط حول العالم رغم تراجعه في الآونة الأخيرة، وتشير التقديرات إلى دور محتمل للولايات المتحدة في ترتيب خلافة الملك «عبد الله» والتقريب بين أجنحة العائلة التي تبدو تعلم ذلك جيدًا، حيث يحاول كل فريق أن يكتسب حظوة لدى الجانب الأمريكي على حساب غريمه، حيث يحرص كل من الأميرين «متعب بن عبد الله» و«محمد بن نايف» على تكرار زيارته للولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ويرجح بشكل كبير أن أحد أهم ملفات هذه الزيارات المتلاحقة هو ملف خلافة العاهل السعودي، وهو الملف الذي رجحت مصادر عدة أنه خضع للمناقشة بين الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة منتصف العام المنصرم.
* السيناريوهات المتوقعة
وأثارت الأنباء الأخيرة حول دخول الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلي المستشفى، عدة تساؤلات حول الخلافة السياسية في هذه الدولة الخليجية الغنية بالنفط.
وكانت الأنباء قد تواردت حول إصابة الحاكم البالغ من العمر 90 عامًا بالتهاب رئوي، مما اضطر الأطباء بالمستشفى إلى تركيب أنبوب لمساعدته على التنفس.
وتنظم المادة الخامسة من ميثاق الحكم في المملكة العربية السعودية عملية انتقال السلطة في البلاد. ففي عام 2006، أنشأ الملك هيئة جديدة تسمى "مجلس البيعة" لاختيار الملك وولي العهد.
كما تنص المادة الخامسة من الدستور على ضرورة أن يكون الملك أحد أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود. وأن يتم اختيار الأنسب من بين هؤلاء الأبناء للحكم بما يتماشى مع مبادئ القرآن وتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وتنص المادة نفسها على قيام ولي العهد بتولي منصب الملك عند وفاته إلى أن تتمكن هيئة البيعة من اختيار الملك الجديد.
كما تنص المادة السادسة من اللائحة الداخلية لهيئة البيعة بأن المجلس سيدعم تتويج ولي العهد بعد وفاة الملك. وهو ما يعني أن ولي العهد الحالي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، سيتولى منصب الملك إذا مات الملك عبد الله. وسوف يستمر ولي العهد في ممارسة مهام الملك حتى تعلنه هيئة البيعة ملكًا بشكل رسمي.
كما أن الصراع ينشب أحيانًا في المملكة العربية السعودية حول اختيار ولي العهد القادم؛ حيث تتنافس حاليًا اثنتان من الشخصيات على منصب ولي العهد المقبل، وهما الأمير متعب -نجل الملك عبد الله ووزير الحرس الجمهوري الحالي- والأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الحالي.
وتطالب المادة السابعة من اللائحة الداخلية لمجلس البيعة الملك بترشيح عدة أشخاص لتولي منصب ولي العهد. ثم ينبغي للمجلس أن يجتمع لاختيار واحد من المرشحين، وفقًا لهذه المادة. كما تنص المادة نفسها على أنه يجب تسمية ولي العهد من قبل المجلس في غضون 30 يومًا من ترشيح الملك للأسماء.
ومع ذلك، فإن القرار الذي أصدره الملك عبد الله في شهر مارس من العام الماضي يلغي تلك الإجراءات؛ حيث اشترط القرار وفاة الملك الحالي قبل تعيين ولي العهد الجديد وليس قبل ذلك.
كما أنشأ القرار منصبًا جديدًا وهو وظيفة "نائب ولي العهد،" التي تم تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز (69 عامًا) نائب رئيس الوزراء والمبعوث الخاص للملك بها؛ حيث جاء في نص القرار "يتم تعيين الأمير مقرن كولي للعهد في حالة وفاة ولي العهد الحالي".
واشترط القرار أيضًا أن يتم تعيين "نائب ولي العهد" ملكًا، في حالة وفاة كل من الملك الحالي وولي العهد في نفس الوقت.
ووفقًا لما سبق، فإن الخلافة السياسية في المملكة العربية السعودية سوف تقتصر على عدد من السيناريوهات:
قرار ملكي
إذا تم تنفيذ قرار الملك الصادر في شهر مارس الماضي، فسيعني أن اختيار الملك وولي العهد القادم سيكون أمرًا مفروغًا منه.
وبناءً عليه، فسيكون الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد الحالي، هو الملك الجديد في حين سيصبح الأمير مقرن وليًا للعهد.
الأمير سلمان (79 عامًا) هو الأخ غير الشقيق للملك عبد الله. وقد تم تعيينه كولي للعهد في شهر يونيو من عام 2012، بعد وفاة ولي العهد، الأمير نايف بن عبد العزيز.
كما أن الأمير مقرن هو أيضًا أخ غير شقيق للملك السعودي.
عندما تم تعيين الأمير مقرن كنائب لولي العهد، أكد مرسوم ملكي أن تعيينه قد تم بموافقة 75 في المئة من أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 عضوًا.
وبذلك يكون مقرن، الابن الاصغر لمؤسس المملكة العربية السعودية، هو أول من يتم تعيينه في المنصب الجديد الذي وضعه ضمن عدد من أعلى المناصب الملكية في البلاد.
وإذا ما صدر مرسوم ملكي بتعيين الأمير مقرن، فلن يمكن تغيير القرار أو الطعن عليه في المستقبل من قبل أي طرف.
الصراعات
هناك أيضًا احتمال بأن تندلع النزاعات حول اختيار ولي العهد القادم. ولكن هذا الاحتمال يرتبط بالحصانة التي أعطاها الملك عبد الله للأمير مقرن كجزء من قرار تعيينه نائبًا لولي العهد.
فعندما قام بذلك، كان الملك عبد الله يعلم أن بعض أعضاء هيئة البيعة يعارضون خطته بإنشاء المنصب الجديد وتعيين الأمير مقرن به.
ومع ذلك، كتب الأمير خالد بن طلال، شقيق رجل الأعمال السعودي البارز، الوليد بن طلال، مؤخرًا على تويتر أن 75 في المئة من أعضاء هيئة البيعة قد وافقوا على تعيين مقرن نائبًا لولي العهد لمجرد إرضاء الملك عبد الله وولي عهده، الأمير سلمان بن عبد العزيز.
وأضاف خالد أن أعضاء المجلس قد وافقوا على قرار التعيين بدون عقد اجتماع للمجلس.
وحذر خالد من تداعيات هذه الخطوة، قائلًا إن الموافقة على التعيينات دون اجتماع للمجلس يمكنه أن يزرع بذور الانقسامات في المستقبل. وهو ما يعني أن الصراع قد يندلع عندما يتم اختيار ولي العهد الجديد.
يذكر أن الأمير مقرن مدعوم من الأمير متعب وزير الحرس الوطني وابن الملك.
ومع ذلك، فإن بعض أعضاء العائلة المالكة يعتقدون أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية السابق، هو الأولى بتولي المنصب.
ويتوقع البعض أن تستطيع المملكة العربية السعودية، التي يمكن وصف النظام الملكي بها أنه الأكثر استقرارًا في العالم العربي، حل هذه الخلافات، والتي لن تكون في مصلحة أحد في الوقت الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية تحديات أمنية خطيرة.
التنحي
أحد السيناريوهات المحتملة، هو أن يقوم الملك عبد الله بالتنحي، نظرًا حالته الصحية، لضمان انتقال سلس للسلطة بينما لايزال على قيد حياة.
وسيكون تنازل الملك عن السلطة حدثًا غير مسبوق في التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية. لكن، بعض الناس لا يستبعدون هذا الاحتمال، في ظل اعتياد الملك عبد الله اتخاذ خطوات غير عادية للحفاظ على الاستقرار في البلاد.
وسيضمن تعيين الأمير مقرن كولي للعهد تعيين الأمير متعب وليًا للعهد في المستقبل، عندما يتم تتويج مقرن في نهاية المطاف.
ملك جديد
هناك احتمال أيضًا أن يقوم مجلس البيعة بترشيح ملك جديد، نظرًا للحالة الصحية للملك عبد الله.
حيث تنص المادة 11 من اللائحة الداخلية للمجلس على أنه يمكن للمجلس أن يعين ولي العهد ملكًا في حال أصبح الملك غير قادر جسديًا على أداء واجباته.
وتستند جميع هذه السيناريوهات على افتراض أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز لايزال لائقًا صحيًا بما يكفي ليصبح ملكًا للبلاد، وهو ما يعني أنه لن يكون هناك خلاف في المملكة العربية السعودية على اختيار الملك القادم للبلاد.
لكن، المشكلة لا تزال تكمن في اختيار ولي العهد.
جدير بالذكر أن الملك عبد الله قد خضع لجراحة في الظهر في نوفمبر الماضي (وهي الجراحة الرابعة له في غضون عامين). ومنذ ذلك الحين، تغيّب عبد الله عن حضور العديد من الأحداث الكبرى، بما في ذلك أحدث قمة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة؛ حيث ترأس ولي العهد، الأمير سلمان، وفد المملكة العربية السعودية بالقمة.
ويعد الملك عبد الله، الذي تولى الحكم في عام 2005 بعد وفاة شقيقه المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز، هو أكبر الحكام في العالم العربي سنًا الآن.
* كشف غموض بيان الديوان الملكي
وفي السياق ما يتردد حول صحة الملك السعودي نشر موقع «أسرار عربية» تقريرا تضمن تحليلات أطباء مختصون بشأن الأنبوب الذي وضع مؤخرا لتسهيل عملية التنفس للملك عبدالله.
واعتبر الموقع أن تفسير المعنى الطبي لمضمون بيان الديوان الملكي السعودي، يؤكد بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في غيبوبة حالياً، وهذه الغيبوبة إما ناتجة عن عملية تخدير كاملة اضطر لها الأطباء في الرياض، أو أنها "فقدان وعي" بسبب تدهور حالته الصحية، ويجري محاولة إنقاذه وإعادته الى الحياة من قبل الأطباء.
وبحسب البيان السعودي فإن الفحوصات الطبية التي أجراها الملك كشفت وجود إلتهاب رئوي استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس بشكل مؤقت، وتكلل بالنجاح.
وقال الديوان الملكي في بيان بثته وكالة الانباء السعودية (واس) الجمعة إنه بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لخادم الحرمين من قبل الفريق الطبي "تبين وجود التهاب رئوي استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس بشكل مؤقت مساء هذا اليوم الجمعة".. مؤكداً "تكلل هذا الإجراء ولله الحمد والمنة بالاستقرار والنجاح".
وكان الديوان الملكي ذكر في بيان اصدره يوم الاربعاء الماضي ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني لاجراء بعض الفحوصات الطبية.
(رسم توضيحي للأنبوب الذي يغذي الملك عبد الله بالأكسجين حالياً)
وفي استفسار الموقع لطبيب مختص في أمراض الرئة وصعوبات التنفس عن الحالة الصحية للملك، حيث كشف بأن الأنبوب المشار اليه لا يمكن استخدامه مع أي مريض في حالة يقظة، مشيراً الى أن أغلب حالات استخدام هذا الأنبوب تتم مع مرضى تدهورت حالتهم الصحية ودخلوا في غيبوبة.
وقال الطبيب: إن «بعض المرضى الذين يحتاجون هذا الأنبوب لأغراض التنفس يمكن أن يتم تخديرهم بشكل كامل في المستشفى بأمر من الطبيب لاستخدام هذا الأنبوب وتركيبه لهم من أجل مساعدتهم على التنفس حتى يجتازوا مرحلة المرض، لكنه يؤكد بأنه "على جميع الأحوال لا يمكن أن يكون الملك بوعيه الان، ولا يمكن أن يعود الى الوعي طيلة فترة استخدام الأنبوب المساعد على التنفس».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.