أدرك بأن الأوضاع في عهد عبدربه هادي أصبحت منقلبة، رأساً على عقب، فلا يتحقق إلا مالا يجب أن يتحقق؛ غير أن تاريخ الشعوب يؤكد بأن ما تريده الشعوب، هو ما يتحقق دائماً، مهما كانت الأثمان، وذلك لن يكون ممكناً مالم يدرك الشعب، ما يجب عليه القيام به. في ظل هذه الأوضاع المتداخلة، هناك مهام على الجميع أن يدركها ويتنبه إليها، وعلى الجميع أن يتأهب لكي يشارك في تغيير هذه الأوضاع المختلة في البلاد، والتي تزداد اختلالاً يوماً بعد الآخر في كل الأصعدة. لابد على الجميع أن ينهض لوقف هذه المهزلة التي تقوم بها جماعة لا تفقه في أمور السياسة، ولا الإدارة، ولا الحكم، ولا الدين، ولا القيم، ولا الأخلاق، سوى أنها تريد أن تكون الفئة المقدسة، التي لا يُخالف لها قول. هذه الأوضاع الحالية التي تمر بها البلد، هي التي وعد بها صالح منذ زمن بعيد، أعتقد أنه لم يفي بأي وعد قطعه على نفسه منذ أن تولى الحكم، إلا هذا الذي يحاول المضي فيه بصورة حثيثة. يقول أحد الحكماء: (تبدأ الهزيمة عندما يتم القبول والتمسك بما تبقى، دون النظر إلى ما تم أخذه)؛ لذلك فإن الكتابات التي تتحدث فقط عما يجب القيام به في حالة فكر الحوثي دخول واحدة من المحافظات التي يحاول اليوم الدخول إليها، هي كتابات تذكرني بكتابات مماثلة، عندما بدأت مخيمات الحوثيين ومسلحيهم تحيط بمحافظة عمران. حينها توالت كتابات كثيرة وتحليلات متنوعة، تتحدث عن أهمية مدينة عمران، وأنها بوابة عاصمة اليمن، ولن يقبل الأحرار والشرفاء بسقوطها بيد الفاشيين الجدد، مقالات وأمور كثيرة من هذا القبيل، تم فيها الحديث عن البطولات، والتاريخ، والنضال، وأمور كثيرة من هذا القبيل، غزت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي، انتهت كلها بسقوط عمران. وعندما بدأت مخيمات الحوثي في تطويق صنعاء، ظهرت نفس النداءات، وكلها كانت لا تقل أهمية عن ما سمعناه عن محافظة عمران، ثم كان مصيرها هو ذات المصير. وهكذا توالت المقالات والتحفيزات والإشادات، التي كانت تليها مباشرة سقوط المدينة التالية؛ وكلما سقطت محافظة تم التمسك بالتي تليها، وهكذا ظلوا يحدثونا عن بطلات التالي. الملفت ليس أن من يفعل ذلك هم البسطاء، المثقفين والسياسيين هم من يقول ذلك، ليأتي بعدها البسطاء فيرددوا ما قاله أولئك؛ هذا يعيدني إلى ما يتردد بأن اليمنيون لا ارشيف لهم، يبدو بأن هذه النظرية واقعية إلى حدٍ ما، إنها تتجلى في كتابات بعض المثقفين من أبناء الشعب، مع احترامي وتقديري للجميع. هذا القول لا يعني التقليل من أهمية أي منطقة من مناطق يمننا الحبيب، فكل منطقة يمتهنها الحوثي، تمثل خنجراً في الظهر، يأبى أن يفارق الجسد اليمني الحُر، ليضل باقياً في الظهر، يُحركه كل سلوك سيئ تقوم به تلك الجماعة. نريد من الجميع أن يُساهم في إيجاد يقظة شاملة بشمول اليمن ككل، يقظة تنهض لتصحيح كافة الإختلالات الموجودة، التي اتسعت على كل فئة، وعلى كل حزب، وعلى كل جماعة، هذا الإتساع لا يكون بمقدور أحد القيام بشيء حياله إلا الشعب. هذه الإختلالات لا تزال نازفة حيثما مرت الفوضى فيها مهما تقادم بها الزمان، إن الخنجر الذي يمثل محافظة صعده، لا يزال نازفاً منذ عقد ونيف من السنين، هذه نظرتي لكل ذرة تراب من يمننا الحبيب أينما كان وحيثما يكون؛ أما اليمانيون فإنهم أهل الرجولة والشجاعة والبأس، في أي مكان وحيثما يكونون، هكذا هم اليمانيون عبر التاريخ. كل ما فعله الحوثيون أنهم يفرزون نخالة المجتمع اليمني، يأخذون أسوأ مافيه، إما حليفاً أو متعصباً، إنهم يجمعون نفايات هذا الشعب في كيان واحد، رضي أن يكون خنجراً للخارج، لكي يُثخن الجراح أكثر وأكثر في وطننا الحبيب؛ عندما سينتهي هذا الفرز -وقد شارف على الإنتهاء- سيقذفه الأحرار بعيداً، عن نقاء الشعب اليمني العظيم. وفيما يتعلق بموضوع محافظة مأرب، شخصياً لا أستبعد سقوطها بيد الحوثي، ليس لضعف أبناء مأرب الذين عرفوا بعزيمتهم وشدة بأسهم، لكن شروط اللعبة غير متوفرة، ذلك لأن ما يجري على الساحة اليمنية لم تعد لعبة سياسية، بقدر ما هي مواجهة مسلحة، بين فئة خارجة على النظام والقانون، ساعدتها عوامل مختلفة محلية وخارجية، تريد أن تفرض واقعاً على اليمن، يتعارض كلياً مع المجتمع اليمني، ديناً، وخلقاً، وسياسة، وحكمة، وعرفاً. نعم هناك حاجة إلى إبقاء منطقة آمنة، يُمكن أن تمثل منبع التصدي لهذه الظاهرة الحوثية المنحرفة، وسيكون من الجيد الإبقاء علي هكذا منطقة لتمثل ذلك المنبع، لكن يجب جيداً دراسة الثمن الذي يتوجب دفعه، وقبل ذلك هل من الممكن أصلاً، الإبقاء والحفاظ على هكذا منطقة أمام عصابة تستخدم إمكانيات الدولة، مدعومة داخلياً وخارجياً، مالياً وسياسياً، ومن ثم لابد من دراسة احتمالات النتيجة التي سيتم الوصول إليها في نهاية المطاف. إذا كان أبناء المحافظة سيسطرون بطولات نادرة، ويصمدون طويلاً، ويكبدون الخصوم خسائر فادحة -وأنا على ثقة من ذلك- لكن إذا كان ذلك سينتهي بسقوط المحافظة، فأنا واحداً ممن لن يتحمس كثيراً لتلك البطولات، لغلاء الدم اليمني الحر أينما كان وحيثما يكون. هذه النظرة ليست للتقليل من أي شخص، سواء كان قيادياً أو شخصاً عادياً، اليمنيون لدينا جميعاً لا نريد أن تمس لهم شعرة، إلا رجلٌ قبل أن يكون عميلاً ضد وطنه وأمته، أو من تلطخت يداه بدماء اليمنيين. أسباب هذه النظرة لدي تتمثل فيما يلي: بمقارنة الأوراق التي تمتلكها مأرب لمواجهة هذا الجنون الحوثي، هناك نقاط يمكن أن تحسب لصالحها، غير أن ذلك في الأوضاع المعقولة، سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً، أو حين يكون الخصم عاقلاً، وهو مالا يتوفر اليوم في الأوضاع الحالية، ما يجري اليوم في اليمن، هي أوضاع غير معقولة، عسكرياً، وسياسياً، وأخلاقياً . لذلك فتلك الأوراق قد لا تكون مجدية إلى ذلك الحد، فمثلاً: *وجود مصالح اليمنيين التي تنبع من المحافظة (النفط والكهرباء) يمكن أن تمثل أوراق ضغط تقلل من تحيز الدولة الواضح إلى جوار الحوثي، لكن هذه الورقة قد لا تمثل عائقاً كبيراً أمام جنون الحوثي، هذا الكائن لاتهمه مصالح الشعب. إذا تمكن من توفير ما يُحرك به آلياته العسكرية، ووسائل تنقلاته من مكان إلى آخر، ولوعن طريق أي طرف خارجي يمكن أن يُقدم له الدعم -وقد يحصل له ذلك- يمكن أن يقوم هو بقصف الكهرباء والنفط، ويتهم أبناء مأرب بذلك، ليستمر في ممارسة أكاذيبه ضد قبائل مأرب، فذلك أفضل ما يجيده، ومن ثم يبرر لمن قد يحتاج إلى تبرير من الخارج حروبه ضد قبائل مأرب. لعل أهم ورقة يُمكن أن يستفيد منها أبناء قبائل مأرب، هي اتحاد كل أبناء القبيلة، ثم صمود مناطق الإقليم، حتى اللحظة، لا يزال الأمر يبدو كذلك على الأقل، لكن البدايات الأولى في عمران كانت كذلك أيضاً، لذلك فعلى أبناء القبيلة أن يقوموا بفرز دوري للتأكد من هذه الأمور. ما يتعلق بموضوع المواجهة المباشرة بين القبائل من جهة، والحوثي من جهة أخرى، فإن مؤشرات قوية تدل على أن الحوثي يملك الحظ الأوفر، لتحقيق أهدافه وخططه في مأرب، ذلك لأنه يتحرك بمقومات الدولة، بغض النظر عن طبيعة وقدرة التحكم بهذه المقومات، وإلى أي مدى يُمكن أن يستمر في تحكمه بها. أضف إلى ذلك الدعم الخارجي -الإقليمي والدولي- هذه كلها عوامل يمكن أن تمثل مصدر قوة ضد قبائل مأرب، في حالة المواجهة المسلحة. وبعيداً عن العوامل الخارجية وعلى وجه الخصوص دول الجوار، التي اتضح بأنها تناقضت كلياً مع أبرز مقومات السياسة، حين تخلت عن مصالحها، لصالح طرف آخر ليس صديقاً ولا مُسالماً بل هو عدواً بالنسبة إليها. العجيب أنها مع كل ذلك، عرضت مصالحها الوطنية، والسياسية، والاقتصادية، وحتى الدينية للخطر، حين قدمت دعمها بتلك الصورة لذلك الكيان، هذه تصريحات لسياسيين كبار، في دولة الإمارات والسعودية، هي اليوم ترفع هذه الأصوات عالياً لم يعد شيء منها خافياً، ماعادت أصوات سرية هنا أو هناك. لا أحد في الخارج يمكن التعويل عليه إلى ذلك الحد، نظراً لكل ما جرى في الفترات الماضية، وما يجري اليوم على الساحة؛ إذاً: دعونا نتأمل أنفسنا وإمكاناتنا الداخلية، وما يمكن القيام به. ما يجري اليوم على كافة المستويات هي أمور يرفضها الجميع ويشتكي منها الكل، إذاً فلابد من التخلص منها ورفضها، وهذا عملاً يجب على الجميع التحرك نحوه والسعي لتغييره في كل بلد في العالم هناك أمرين: الأول: لا يمكن الوقوف أمامه. الثاني: لا يمكن قهره. الأول: حين تقرر الدولة فرض سيطرتها على مناطقها الجغرافية . أما الثاني: الشعب حين يتخذ قراره بإمضاء إرادته. من هذا المنطلق يجب على الشعب اليمني بشكل عام، التعامل مع الأحداث من هذه الحقائق. لهذا فالقول بأن أي محافظة من محافظات الجمهورية أياً كانت، ومهما كانت بسالة أبنائها، يمكن أن تتمكن من منع الدولة من دخولها، شيء من الصعب القبول به. مسرحيات يومي أمس وماقبله، تهدف إلى المزيد من أخذ القرارات، والمزيد من التحكم في الأمور، وقتل المزيد من أبناء القوات المسلحة، الذين يتم التضحية بهم للمزيد ممن سيطرة المليشيات. الحوثي اليوم فعلياً هو يملك القرار في الدولة، والتحكم بوسائلها القهرية (السلاح والجيش) بغض النظر عن حقيقة الحكم الفعلي في البلاد؛ لهذا فإذا كانت النتيجة التي تحدثنا عنها سابقاً، يمكن أن تنتهي بسقوط المحافظة في نهاية المطاف، فليكن من الآن، لا مانع من ترك الحوثي من دخول مأرب، لكن لا يجب الخضوع له، ولا يجب تركه يتحرك بحرية وأمان. ما فعله أبناء أرحب كان حسناً، وما قاموا به ضد الحوثي كان الأحسن، استطاع أبناء قبائل أرحب بقرار عدم المواجهة، أن يكشفوا للداخل والخارج على السواء، بأن رفضهم ليس للدولة، ولا للجيش، لكنه للعصابات المسلحة، التي تسيء استخدام الدولة والجيش، لتنتهك الأرض والعِرض، وقتل النفس، ونهب المال العام. يجب أن يكون هدف المواجهة بين الشعب وجماعة الحوثي هي من أجل رفع الظلم، وردع الإجرام الذي تفرضه هذه الفئة الغجرية بحق أبناء اليمن والقبائل، وأن يكون ذلك بعيداً عن الارتباط أو التنسيق، بأي تنظيم آخر قاعدة أو غير قاعدة. وإذا كان لتلك التنظيمات أهداف ضد الحوثي، فعليها القيام بها، ولكن ليس باسم القبائل، ولو أنها حريصة على اليمن بحق، فعليها أن تعلن عن حقيقة الأمر، بأنها تقوم بعملياتها دون التنسيق مع أي قبيلة ولا أي كيان في اليمن. أما الخيار الثاني وهو المواجهة المباشرة: فإذا تمكن الحوثي من حشر الخصوم جميعاً في زاوية واحدة، سيكون هذا من صالحه، لأنه سيواجه جهة واحده معينة، هذه الجهة بكل تأكيد سوف تمثل عامل جذب للأنصار في كل مكان، الحوثي عندها سيترك المجال لهم جميعاً أن يتجمعوا في ذلك المكان ويتكتلوا فيه، وسيغض الطرف عن تداعي أنصارهم ليتجمعوا من كل حدب وصوب، فيكونون في مكان واحد. لأن هذا سيوفر عليه الكثير، لن يذهب للبحث عنهم في المناطق الأخرى، لن يقاتل في أكثر من مكان، لن يكون قلقاً من الخلف إذا تمكن من جمعهم في زاوية واحدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ستمثل مواجهة القبيلة مع الدولة التي يعمل من خلالها، عامل توحيد وتآزر للمتراخين في النظام، الذين هم في وضع المتردد من عملية المواجهة مع القبيلة، كما أن حدوث القتلى من الجيش عند المواجهة، سيمثل عامل شحذ، لكافة فرق الجيش في التصدي للقبيلة، ومواجهتها. هذا القول لا يعني على الإطلاق تمكن الحوثي من التحكم والسيطرة على الحكم ووسائله، نعم يعتقد الحوثي الآن بأنه يمتلك هذا العامل، لكن مواجهة الدولة عسكرياً، ستعزز من ذلك الشعور، وقد يتحول من قدره هشة، إلا تملك حقيقي. حقيقة الوضع الحالي للحوثي في الحكم، وما يفسره البعض على أنها قبضة متمكنة، هي في حقيقة الأمر قبضة أنتجتها، الخيانة والمال. وعندما تقوم فكرة السيطرة والحكم على هذا المبدأ(الخيانة والمال) فإن الولاء في هذه الحالة يكون ولاءً تجارياً، ينتهي بأمرين: إما من يدفع أكثر. أو وجود قوة رادعة تفوق ما تملكه الدولة، إضافة إلى توفر القدرة على الاستمرار، ومصادر تمويل مختلفة تستمر لفترات طويلة. هذين الأمرين ليسا موجودين حقيقة لدى قبائل مأرب ولا أي قبيلة أو محافظة. الركون على ما يمكن أن تقدمه السعودية، لا يشجع كثيراَ، ما يجري في سوريا يوضح إلى أي مدى وصلت الأحوال هناك. ومع ذلك فإن الحوثي الذي يعتقد بأنه اليوم يمتلك السيطرة على مقدرات الدولة، والتحكم فيها ليس حقيقياً، لأنه في حقيقة الأمر يفتقد إلى أهم عوامل السيطرة والتحكم ( الولاء) . الممارسات التي أقدم عليها الحوثي، لم يكن فيها ما يمكن أن يُعزز هذه السيطرة، لأنه اهتم فقط بالقيادات التي قام بشراء شرفها العسكري، أو قسمها الرسمي في الدولة، أو تلك التي فرضها بالقوة في الكثير من المناصب. هذه القيادات التي انتقاها الحوثي، لن يكون بمقدورها أن تفرض ولاء الأفراد للحوثي؛ أما على المستوى الشعبي، فليس لدى الحوثي ذلك القبول، الذي يمكنه من التحرك الآمن، والتنقل من منطقة إلى أخرى. الحوثي أجاد صناعة الرغبة في الإنتقام منه، منتشياً بما يبدو له –أنه تمكن من مسك زمام الأمور- التي حصرها في الرئيس هادي، وبعض قيادات الجيش، ودعم الخارج. الحوثي تعجل كثيراً في الانتقام من الجميع، لذلك فقد كشف عن الصفحة الواضحة لطريقة تعاطيه مستقبلاً مع الآخر، حين يستتب له الأمر، ومن حسن الحظ أنه فعل ذلك قبل أن يستتب له الأمر بالفعل. العدالة التي نشدها المواطنين، وتغنى بها الحوثي منذ كان في صعده، أظهرت زيفها، حين ظهر متحيزاً لكل سلوك سيئ يقوم به أتباعه، جُل ما يمكن أن يقدمه من عدالة للمظلومين، هي أن يقوم برشوتهم ليصمتوا . كذلك لم يكن تعامل الحوثي مع حلفاءه لائقاً، لقد أهانهم واحتقرهم (وما ملطام جليدان منهم ببعيد) . الحوثي لم يتمكن من تقديم شيء للشعب، الذي قال إنه دخل صنعاء باسمه ومن أجله، ثورته الشعبية أضحت مصاعب بالنسبة للمواطن اليمني البسيط، أزمات وتفجيرات، وسرقات ….الخ. هذه العوامل جميعها ستمثل منطلقات يمكن لثورة شعبية أن تجعلها منطلقها الجديد، هذه الثورة بدأت في التشكل، من خلال حركات الرفض، وحركات الدعوة إلى مقاومة الفوضى، إضافة إلى بعض مكونات المنسقية العليا لثورة فبراير2011م هذه وما سيليها أو ما يجب أن يليها، هي التي يعول عليها، لنسف هذه الفوضى الحالية، لأن البناء الحالي هو أضعف من أن يقوى على مواجهة شعبية شاملة. من هذا المنطلق نهيب بكل مثقف وحر أن يوحد الجهود نحو انتفاضة شعبية لليمن ككل، من أجل اليمن ككل. القيادات السياسية والحزبية اليوم، يبدو أن لها حسابات أكثر بُعداً، يجب أن لا ننسى بأن الثعلب المكار، لا يزال صامتاً لا يزال يرصد فريسته المفضلة، فقط هو الآن يردد ( سو ياسو ،،، ابن مبارك ،،، حبسوه) هو يقول بأنه على الحياد مما يجري، الثعلب لديه دورٌ خفي، حتى للحظة لم تتكشف الكثير من نواياه. من خططه هدم المعبد على الجميع نعم، من حكمه -عليا وعلى أعدائي صحيح- لكنه حين يشاهد الكعكة تُقسم أمام ناظريه، لن يتمكن من كبح جماح نفسه الدنيئة، وهو يشاهد الأيادي تتناولها، دون أن تكون يده هي المسيطرة. [email protected]