حقق ريال مدريد فوزاً معقداً على مضيفه قرطبة، ليحافظ على صدارته في مأمن وإن لم يلعب مباراة جيدة. ويمكن القول إن ريال مدريد قدم اليوم أسوأ مباراة له منذ خسارته أمام ريال سوسيداد 2-4 مطلع الموسم، فالفريق كان عاجزاً هجومياً، مفككاً ضعيف التركيز دفاعياً، فلم يكن اليوم إلا شبح ريال مدريد الذي حقق سلسلة الانتصارات ال 22. وسمح لاعبو ريال مدريد للاعبي قرطبة بكسب الثقة ولعب دور الند للند، وذلك بسبب سوء استرجاعهم للكرة، لتكون كل دقيقة تمضي تسمح بازدياد ثقة لاعبي قرطبة وتزيد من توتر نظيرهم ريال مدريد الذي توجه طرد كرستيانو رونالدو. ولعل من حسن حظ قرطبة أن يلتقوا ريال مدريد في يوم لم يكن فيه كرستيانو رونالدو ولا جاريث بيل في وضعهم الطبيعي، وكذلك الحال افتقر النادي الملكي لايسكو ولوكاس مودريتش المصابين، في وضع زاد من سوئه إظهار سامي خضيرة لانخفاض غريب في المستوى والانسجام والروح القتالية. كريم بنزيما وخيميس رودريجيز لعبا دور البطولة والمحاولات في ظل تراجع باقي اللاعبين، فالأول كان يهرب من الرقابة والكثافة الدفاعية بالعودة إلى الخلف بشكل مستمر، في حين كان الثاني مجبراً أن يجري كثيراً للدفاع والهجوم في ظل افتقاده للاعب خط وسط أخر يدعمه. كارلو أنشيلوتي لا بد أن ينام مطمئناً اليوم رغم الفوز غير المستحق،لأنه يمكن القول إن ساعته الرملية التي يضعها على مكتبه اقتربت من نهاية مخزونها الرملي، وهو الذي ينفد بوقت عودة لوكا مودريتش من الإصابة واستعادة إيسكو وبدء لوكاس سيلفا التدريبات الجماعية، بالإضافة إلى انتظار عودة رونالدو وجاريث وسيرجيو راموس وداني كارفخال لمستواهم الطبيعي.