هاجم الإعلامي والكاتب التونسي محمد كريشان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر معتبره كثيرة أحد مصائب اليمن. وقال «كثيرة هي مصائب اليمن هذه السنوات وجمال بن عمر هو إحداها بلا جدال» مشيرا إلى أنه بات مؤخرا في صدارة الأسئلة المحيرة العديدة التي يطرحها الملف اليمني وخاصة توطئه مع الحوثيين. وأوضح كريشان في مقال نشرته جريدة «القدس العربي» أن آخر ما فعله بن عمر عدم تنديده ب «الإعلان الدستوري» الذي يحاول الحوثيون فرضه عنوة على كل البلد رغم أنف الجميع، وأنه اكتفى باعتباره «خطوة أحادية الجانب»، لم يطالب حتى بالعدول عنها لاستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية الذي بدأ أمس الأول الإثنين. واعتبر أن استئناف الحوار محاولة من بن عمر لتكريس ما جاء في إعلان الحوثي حتى يكون واقعا جديدا تقبل به القوى السياسية راضية أو مرغمة. واتهم كريشان المبعوث الأممي بمساندته للانقلاب والتشريع له قائلاً «دور بن عمر تحول صراحة الآن إلى شرعنة الانقلاب وفق كثير من اليمنيين فهو لم يفعل طوال الفترة الأخيرة سوى ما يؤدي إلى ترسيخ حكم الحوثيين ويكفي هنا مقارنة الخط البياني لأدائه مع خطوات الأمر الواقع الحوثية». وتابع « لقد كان بن عمر يفاوض الحوثي في صعدة والعاصمة صنعاء تسقط في يد جماعة هذا الأخير فلما اكتملت هذه المهمة لم يستنكرها بن عمر بل سارع إلى توفير طوق نجاة لخطوتهم تلك عبر ما سمي ب اتفاقية السلم والشراكة الوطنية». وأضاف «حين استتب الأمر للحوثيين في صنعاء وفرضوا الإقامة الجبرية على رئيس الدولة ورئيس حكومته لم يجرأ بن عمر في مقابلة تلفزيونية حتى على توصيف وضع هذين الرمزين للدولة على أنهما في الإقامة الجبرية، كما سبق له وأبلغ الأممالمتحدة، بل ظل يلف ويدور ليفهم الناس أنهما في إقامة جبرية دون أن تخرج هذه المفردة من فمه، بل سارع إلى محاولة جر الأطراف اليمنية إلى جولة جديدة من حوار يلوك مفردات «الشراكة» و«الحوار الوطني» في نوع من إثارة غبار يغطي الخطوة الحوثية». وأكد كريشان أن بن عمر «سمح بتدحرج الكرة اليمنية نحو قاع سحيق وكان في كل مرة يتبع الكرة ولا يحاول إيقافها. بدأ ذلك منذ سيطرة الحوثيين على عمران وصولا إلى سيطرتهم على العاصمة في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي وفرض وجودهم بترهيب القوة والسلاح إلى أن استقال الرئيس والحكومة و»لهف» الحوثيون الحكم بعد أن نضجت ثماره وتدلت أمام سلبية عحيبة للمجتمع الدولي الذي كان بن عمر رمزه الصارخ والمستفز». ورأى أن العمل السياسي دخل في حالة الموت السريري في البلاد وقال « خطوة دخول الحوثيين صنعاء أدخلت العملية السياسية في حالة موت سريري، وقدّمت مشروع «اليمن الحوثي» وربما اليمن الجنوبي على مشروع «اليمن الجديد»، وفتحت باب المجهول على مصراعيه». ونقل كريشان ما كتبته السيدة نداء هلال المستشارة الإعلامية السابقة لبن عمر أن «ما حصل لم يكن سقوطاً لعاصمة الوحدة فحسب، بل تسليماً للدولة ولكلّ ما تحمله من أعباء راكمتها العملية الانتقالية ومظالم السنوات السالفة... تسليماً، بل استسلاماً لقوة سلاح إقليمي عاث ممانعة في لبنان وسوريا والعراق وها قد أحكم قبضته أخيراً على اليمن». وختم مقالته بالقول «في كل هذه الخطوات كان بن عمر يتكلم بلغة مائعة لا تعني شيئا، شجعت الحوثيين على التجرؤ أكثر فأكثر حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، كل ذلك يجعل من جمال بن عمر أكثر من مجرد شاهد زور».