قال تقرير نشرته مجموعة المخاطر الدولية إن استقرار اليمن السياسي امرا بالغ التعقيد لكونه البلد العربي الافقر مع الارتفاع الكبير لنسبة السكان. واضح التقرير الذي اعده كريستوفر سليمان بان إسقاط العاصمة والحكومة المركزية من قبل المسلحين الحوثيين أحدث رد فعل من بعض القوى الدولية، وان ذلك يدخل في اطار مناقشة عما إذا كانت انتصارات الحوثيين أخيرا ستدخل بوتقة الأهداف الجيوسياسية الواسعة القوى الإقليمية في المنطقة. ولفت الى ان الحوثيين لديهم سجل حافل في مقارعة تنظيم القاعدة، وأن الولاياتالمتحدة مستعدة لإعطائهم السلطة في اليمن. وقال ان الحركة الحوثية في اليمن لا تزال من وجهة نظر البعض غامضة، ويتم التقليل في اعتبارها عنصر فاعل من عناصر التسابق على السلطة في هذا البلد. وأضاف: لا يشك أحد في ان الحركة الحوثية في اليمن نسخة من كتاب اللعب لحزب الله في لبنان وقد اكتسبت سمعة الحركة قدرتها على الاحتفاظ بالإنضباط والمبادئ الجماعية. واشار الى خروج تظاهرات حاشدة في أغلب المدن اليمنية ضد الحوثيين مع انتشار واسع للإستياء الخارجي أمام إنقلاب الحوثيين على السلطة. التكهنات الخارجية لا تزال تجلب المخاوف على اللاعبين الإقليميين، عما إذا كانت القوة الصاعدة في اليمن ستكون شريكا مناسبا يضمن الإستقرار ورأس حربة في الحرب ضد تنظيم القاعدة. ولعل المملكة العربية السعودية كانت الأكثر قلقا في سقوط حكومة هادي، كما أن هنالك احتمال أن تجد الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها في مواجهة حرب ثانية متعددة الأوجه في المنطقة. ويتعاظم القلق السعودي بمغامرات إيران في المنطقة، حيث نرى الدعم الإيراني للميليسيات الشيعية ضد الجيش العراقي، وبقيام حزب الله في معاضدة نظام الأسد في سوريا، والتوتر المستمر بين الحكومة البحرينية وحزبالوفاق، وتأليب التوتر الشيعي شرق المملكة. الآن من الواضح أن إيران قد نجحت تماما في زرع جبهة جديدة جنوب المملكة وفقا للتقرير. مع ذلك فإيران -حسب ما يقوله الدكتور تشارلز سكيمتز المتخصص في الشئون اليمنية في مجموعة المخاطر الدولية- لا تدفع بتأثيرات كبيرة. ويؤكد سكيمتز من أن العلاقة بين أنصار الله في اليمنوإيران ليست واضحة، لكنه في جانب التأكيد على وجود الدعم المالي ويبرر ذلك بإمتلاك انصار الله الأموال الطائلة لدعم الميليشيات الخاصة لهم. إلى ذلك وحسب سكيمتز يحظى الحوثيون بالدعم اللوجستي من الطرف الإيراني. تعتمد الإسترتيحية الأمريكية في اليمن على ضرباتالدرونز والقوة العسكرية المحلية، هي نقذة وضحها الرئيس اوباما في خطاباته مرات عديدة. ويظهر في ان البنتاجون الآن في تعاون مع الحوثيين في اليمن في الحملة ضد تنظيم القاعدة وهجمات الطائرات بدون طيار التي ارتفعت في الأسابيع الأخيرة بحسب تقرير كريستوفر سليمان مندوب صندوق برنامج الولاياتالمتحدة الدولي الإنمائي. يتساءل الدكتور سكيمتز عما إذا كانت الولاياتالمتحدة بإمكانها الاعتماد على الحوثيين في اعادة تنظيم التعاون الأمني. وبحسب سكيمتز فالولاياتالمتحدة قادرة على بناء علاقات مشتركة مع الحوثيين في اليمن، لكنها ستعتمد بشكل رئيسي على تحركات وفعل الحوثيين. هل هذه العلاقة توافقية وتبني تحالف فاعل لحكم اليمن، أم انها ستفجر الوضع، وتسبب التوتر وربما نشوب الحرب الاهلية. *كريستوفر سليمان مندوب صندوق برنامج الولاياتالمتحدة الدولي الإنمائي في الشرق الأوسط وأفريقيا. حاصل على درجة الماجستير في الشئون الدولية من جامعة بيستبرغ الأمريكية.