خروج الدبلوماسيين الأمريكيين وعناصر المارينز من مطار صنعاء الدولي، بعد إغلاق السفارة الأمريكية نهائيًا، ثار حوله جدال طويل، وتضارب في الروايات حول ما سماه البعض ب «الخروج المهين»، وقيام عناصر مسلحة من الحوثيين بتفتيش الدبلوماسيين الأمريكيين وتجريد المارينز من أسلحتهم، والاستيلاء على مركباتهم المجهزة سواء التي نقلتهم للمطار أو الموجودة داخل السفارة، وكذلك الاستيلاء على أجهزة وأوراق وملفات، واعترف المسؤولون الأمريكيون باستيلاء الحوثيين على الأسلحة و25 مركبة، ولكنهم قالوا إن تحقيقات تتم في الأمر. * دور قطري ومبعوث الأممالمتحدة وأيضًا، الحديث عن دور السلطان قابوس بن سعيد، في إنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين والمارينز، وتأمين خروجهم من المطار وإرسال طائرة عمانية خاصة لجلبهم إلى مسقط، إضافة إلى الدور القطري ودور مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر، ولكن لم توضح الخارجية الأمريكية تفاصيل الدور الذي قامت به قطر ودور المبعوث الأممي، فمن الواضح أن الأمور كادت تتطور في المطار بين المسلحين الحوثيين والمارينز، مما يعيد للأذهان ما حدث للمارينز في الصومال، لولا تدخل السلطان قابوس وقطر وابن معمر. القصة كما روتها وزارة الخارجية الأمريكية، تقول إن سلطان عمان قابوس بن سعيد، أرسل طائرة عمانية خاصة لتأمين مغادرة سريعة لموظفي السفارة الأمريكية من اليمن، وأشادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي، في الموجز الصحفي، بدور سلطنة عمانوقطر في تسهيل خروج آمن وسلس لطاقم السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنيةصنعاء. * طائرة خاصة بأمر السلطان قابوس وأضافت ساكي قائلة: «نحن ممتنون كذلك للدور الذي لعبته حكومة (سلطنة) عمان، والدور القيادي للسلطان قابوس بن سعيد لتأمين مغادرة سريعة وخروج آمن، لطاقم سفارة الولاياتالمتحدة»، كما وجهت الشكر لمبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر وقطر دون توضيح لدور الأخيرين، وأوضحت أن طاقم السفارة من المواطنين الأمريكيين غادر على متن طائرة عمانية خاصة إلى مسقط، لافتة في الوقت نفسه إلى أن موظفيهم قد عادوا إلى ديارهم منذ ذلك الحين، مخلفين ورائهم الطواقم المحلية للسفارة. ولفتت ساكي إلى أنه «حال مغادرة طاقم السفارة الأمريكية، تم الاستيلاء على مركباتنا، بحسب تقارير، من قبل الحوثيين، نحن ندقق في هذا الموضوع، من الواضح أن هذا التصرف غير مقبول»، وأشارت إلى وجود تقارير تتحدث كذلك عن «دخول الحوثيين إلى مبنى السفارة» بعد مغادرة الأمريكيين لها، مطالبة إياهم "باحترام المواثيق الدولية التي تشمل منشآتنا، وأكدت متحدثة الخارجية على أن الوزارة تدرس سبل معاودة نشاطها في اليمن دون استبعاد لاحتمال العمل في دولة أخرى كما حصل مع السفارة الأمريكية في ليبيا. * ماذا حدث لقوات مشاة البحرية الأمريكية في المطار؟ أما قيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، فقالت إن عناصرها الذين كانوا يتولون مهمة حماية البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن، أتلفوا أسلحتهم الشخصية في مطار صنعاء قبل مغادرتهم اليمن، ولم يسلموها لأي جهة ثالثة، وذلك في توضيح لتعليقات صدرت في وقت سابق عن وزارة الدفاع في واشنطن، وقالت قيادة مشاة البحرية في تصريح أصدرته في العاصمة الأمريكية، إن قوة المارينز الأمنية غادرت مبنى السفارة في صنعاء، وتوجهت إلى المطار ولم يصطحب عناصرها معهم إلا أسلحتهم الشخصية، وذلك بعد أن تم إتلاف الأسلحة الأخرى في السفارة. وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية قد قال في وقت سابق من يوم الأربعاء، في معرض إجابته على سؤال حول ما إذا كان عناصر المارينز قد سلموا أسلحتهم في مطار صنعاء للمسلحين الحوثيين، إن الموضوع ما زال مبهمًا ولكنه من المعتقد «أنهم سلموا أسلحتهم لمسؤولين يمنيين في المطار قبيل صعودهم للطائرة»، وهو ما نفته قيادة قوات مشاة البحرية وبينت أن عناصر المارينز أتلفوا أسلحتهم عند وصولهم إلى المطار. * المارينز يحطمون أسلحتهم بالمطارق وجاء في التصريح: «بالتحديد، تمت إزالة كل البراغي من الأسلحة، وتحطيمها باستخدام المطارق، وقد تركت الأسلحة التالفة في المطار، ولم يؤخذ أي سلاح قابل للاستخدام من أي من عناصر المارينز»، وأكد التصريح: «بوضوح شديد، لم يسلم أي من عناصر المارينز سلاحه للحوثيين، أو سمح للحوثيين بتجريده من السلاح». وقال مصدر دبلوماسي رفيع، أمس الخميس، إن: «الولاياتالمتحدة لم تكلف أيًا من سفارات الدول الأخرى بإدارة مصالحها في اليمن بعد إغلاقها لسفارتها بصنعاء ومغادرة جميع طاقمها»، وكانت وسائل إعلام محلية وأجنبية قد ذكرت أن واشنطن كلفت سفارتي تركيا والجزائر بإدارة مصالحها في اليمن، وهو ما نفاه المصدر. * الأعمال الإرهابية والاضطرابات المدنية وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي أعلنت يوم الأربعاء الماضي أن السفارة الأمريكية في اليمن قد علقت أعمالها، ونقلت موظفيها الأمريكيين خارج العاصمة اليمنيةصنعاء، وكانت السفارة الأمريكيةبصنعاء أعلنت يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي، غلق أبوابها أمام الجمهور حتى إشعار آخر، فيما حذرت مواطنيها من السفر إلى اليمن؛ بسبب الأعمال الإرهابية والاضطرابات المدنية. ونفى المصدر الدبلوماسي أن يكون مسلحون قد اقتحموا مقر السفارة الأمريكيةبصنعاء، مشيرًا إلى أن قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقًا) هم من يحمي المبنى، واستولى مسلحو الحوثي على 25 سيارة مدرعة أوصلت طاقم السفارة الأمريكية إلى مطار صنعاء الدولي، بحسب المصدر ذاته، الذي قال إن: «مسلحي الحوثي أخذوا حتى الأسلحة الشخصية التابعة لسائقي السيارات التي سيطروا عليها». * إغلاق سفارتي فرنسا وبريطانيا كما أغلقت فرنسا وبريطانيا سفارتيهما في صنعاء، كما قررت بتينا موشايت سفيرة الاتحاد الأوروبي بصنعاء، مغادرة اليمن خلال 48 ساعة لأسباب أمنية، وكانت اللجنة الثورية التي يرأسها محمد الحوثي قد أعلنت في القصر الجمهوري بصنعاء يوم الجمعة الماضي ما أسمته «إعلانًا دستوريًا»، يقضي بتشكيل مجلس وطني مكون من 551، يتم عن طريقه انتخاب مجلس رئاسي مكون من خمسة أشخاص يكلفون شخصًا بتشكيل حكومة انتقالية. وقوبل إعلان جماعة الحوثي بالرفض من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش فراغًا دستوريًا منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته. * السيطرة على المؤسسات بقوة السلاح ومنذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي، يسيطر مسلحو الحوثي، يعتنقون المذهب الزيدي الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسة في العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها على محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. وتواجه جماعة الحوثي اتهامات بالعمل على إعادة حكم الزيدية المتوكلية، الذي بدأ في الشطر الشمالي من اليمن عام 1918 وانتهى في 1962، عبر تحرك مسلح بقيادة ما يطلق عليه «تنظيم الضباط الأحرار»، وهو ما تنفيه الجماعة، مرددة أنها تسعى إلى شراكة حقيقية مع كافة القوى اليمنية.