على غرر الأحداث اليومية التي تحدث في اليمن ،والقرارات التعسفية التي تفرض عليهم كفرض من بعض القوى التي أصبحت تشكل باع كبيرًا في صنع القرار، يترقب اليمنيون بلهفة ما ستؤول به بلادهم في خضم وضع سياسي معقد ينبئ عن قدوم كارثة جديدة ما إن أستمر ت الأوضاع تدار من قبل طرف واحد يريد فرض هيمنته على جميع القوى السياسية والحزبية والسطو على السلطة وفق مبررات اختلقتها تلك القوى ،لإضعاف العملية السياسية ،والنيل من الشرعية ،وعرقلة مخرجات الحوار التي تم الإتفاق عليها وفق المبادرة الخليجية. ففي ظل تمسك جماعة الحوثيون بالقرارات التي أصدرت مؤخرًا على خلفية الإقامة الجبرية لرئيس عبد ربه منصور هادي القابع تحت حصار شديد من قبل تلك القوى و قرار الاعلان الدستوري الذي خلف فجوة كبيرة في تاريخ اليمن السياسي ونقل للجميع رسالة صعبة عن مدى الانتهاك الواضح التي تمارسه تلك الجماعات على أرض الواقع وإلى مدى تأزم الحركة السياسية التي تمر به اليمن ،الذي أصبح صنع القرار حكرًا على فئة محددة فقط. بعثت معها تلك القرارات مخاوف كبيرة لبعض الدول التي تجمعها مع اليمن علاقة سياسية وعلاقة تبادل تجاري وصناعي، لتتجه إلى أغلاق سفارتها وتزيد الطين بلة وتنقل صورة سيئة لدى المجتمع اليمني عنها ،التي تخلت عنه في وقت هو في أمس الحاجة إليها قبل أن يكون في أمس الحاجة لنفسه فقد أصبح مشوش نتيجة لتلك القرارات التي تصنعها النخب السياسية وتقوم ببلورتها غير آبهة به. ومن خلال تفاقم الأوضاع نحو الأسوأ لا زالت بعض الدول منتظرة بغاية الصبر لفرض البند السابع على اليمن لتتجه معه لمحاربة الحوثيون وردعهم خوفًا على مصالحهم ليس إلا واستئصال تلك الشريحة التي تتمدد يومًا بعد يوم وتتوغل في مؤسسات الدولة وأصبحت تشكل خوفًا متزايد على مصالحهم، وأعتقد أن الشعب اليمني بجميع مكوناته سيرفض التدخل العربي الذي سيأتي ما إن تم فرض البند السابع على تلك القوى ،فطبيعة البيئة اليمنية معتادة على الحروب الذي أصبح يعي مدى الأضرار التي ستخلفه في حالة التدخل العربي في اليمن فالحروب لا تجلب سواء الكوارث لا غير وتحطيم للبنى التحتية، وخوض تلك الدول حرب معها لن ينتج سوى أضرار جسيمة ستتحملها تلك الدول في حالة استعصائها للموقف وربما نرى تتمدد للحرب من حرب بين جماعات لنرى حرب بين دول. المجتمع اليمني بطبيعته الجغرافية وبثقافته التي أكتسبها من بعد ثورات الربيع العربي يشعر بمدى تأزم الموقف وإلى أي مدى وصل إليه وقد أخذ عبرة من الدول الأخرى التي اندلعت فيها الثورات على سبيل الذكر: سوريا ،وليبيا، التي لا زالت شعلة الحرب متوقدة إلى الآن والتي أصبحت داعش مهبط لها. كل ما يريده اليمنيون اليوم هو حل سلمي ينهي تلك الأزمة ،وإلى قليلًا من التنازلات من بعض القوى السياسية في اليمن ،بعيدًا عن عقلية الحروب التي لن ترحمه ويلاتها ما إن اشتعلت ولا زالت مشتعلة حتى هذه الوهلة، ولا بد على الحوثيون من تحكيم العقل والمنطق والرجوع عن تلك القرارات التي لا تفضي سواء أزمة أخرى لنرى اليمنيون عالقوًا من أزمة إلى أخرى . وفي الأخير رسالة لجميع القوى السياسية لا بد أن تتداركوا الأمر قبل أن تصبح الأمور خارجة عن السيطرة ومعالجة الوضع وتقديم التنازلات لأجل اليمن ليست خسارة ،نريد أن ننعم كالبقية لا غير فقد سئمنا ضوضاء الحروب والمناكفات الحزبية التي لم نجني منها سوى لا شيء. تحية إجلال لكل من قد أمتلأ جوفه حبًا لك يا يمن.