قالت صحيفة «السفير» اللبنانية إن استدعاء دول الخليج مجلس الأمن للتدخل في شؤون الجار الضعيف، وضع اليمن المأزوم على سكة إطالة أمد النزاع، ما لم يحوله إلى حرب أهلية. وأشارت إلى ان الأزمة اليمنية يختلط فيها السياسي بالقبلي بالطبقي بالمذهبي بالمناطقي، مضيفة: «ومع ذلك، لم ينفجر النزاع على نطاق واسع الا خلال حرب التوحيد العام 1994، وقبلها حرب 1962 بعد وفاة الامام يحيى، من دون أن يكون للانهيار الأمني أي تداعيات اقليمية أو دولية خطيرة، باستثناء المواجهة السعودية – المصرية على الأرض اليمنية التي بقيت ضمن اطار عربي محدود الى حد ما». وأوضحت بأن الفراغ العربي مدمر، فعال أكثر من أيام الصحوة العربية، موضحة أن النفوذ السعودي الذي بلغ ذروته ايام ولي العهد الراحل سلطان بن عبد العزيز، لم يكن مستداما، وأن شراء الولاءات أخّر الانهيار ولم يلغه. واستطردت قائلة: «وقد أقحمت الرياض قواتها في معركة، شكلت نتائجها الميدانية اهانة لجنودها. ثم انفجرت الازمات المطلبية وأطاحت الرئيس التاريخي علي عبدالله صالح». وقالت الصحيفة: «الرياض اليوم لا تستطيع ان تقود. لا صوت يعلو فوق صوت تنظيم البلاط والاسرة. والاتفاق بين طهران وواشنطن بات وشيكا، ويقدم ايران كدولة مستقرة، متوازنة، براغماتية، والاهم خالية من «داعش». الاتفاق المنتظر، والفراغ القائم، يقلص أحجام الزعامات العربية التقليدية. وللأسف لن يكون العناد السياسي بوابة لاستعادة الدور». ولفتت إلى أن السعودية التي أبقت جارتها الجنوبية، الاكثر سكانا بين دول الخليج، والافقر في العالم العربي، بحاجة الى استدراج حلٍ يمني للمأزق، بدل الدفع باتجاه تصعيد يؤدي الى حرب مذهبية، تعاكس حاجات اليمنيين المطلبية الملحة، منوهة بأن الرياض ليست بحاجة ايضا لاستدراج مجلس الأمن وفصله السابع. وتابعت: «الاستدراج الدولي لن يشكل ضغطاً على طهران وحلفائها. هذه الجزئية من الازمة اليمنية لا تعني أحدا سوى الرياض، وليست المدخل لحل سياسي يضمن المشاركة ومكافحة الفساد والتخلف. وما لم تساهم الرياض ايجابا في ترتيب البيت اليمني، ستصبح محاصرة بين نارين، «داعش» الارهاب و «داعش» الفقر والتخلف، وكلاهما يحرق. وكما جاء في الحديث، «الايمان يمان، والحكمة يمانية».