كلامنا في الحلقتين السابقتين كان مقدمة للموضوع الذي سنقف عنده وقفات وهو الحديث الذي اتفق على صحته الشيخان البخاري ومسلم وكل أئمة الحديث حسب علمي وضعفه أو استنكره الأستاذ شوقي القاضي وأمه رعاها الله وحسن ختامنا جميعاً في صفحته على الفيسبوك. * الوقفه الأولى : نص الحديث سنداً ومتناً. روى البخاري في صحيحه (( قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد ، هو ابن أسلم – عن عياض بن عبد الله ، عن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ، أو فطر – إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها.)) رقم 304 واخرجه بنفس السند رقم1462 . * الكلام على رجال إسناد البخاري بإيجاز شديد : 1 – سعيد بن أبي مريم قال الإمام الذهبي (سعيد بن أبي مريم أبو محمد الجمحي الحافظ العلامة الفقيه محدث الديار المصرية حدث عن نافع بن عمر ومحمد بن جعفر بن كثير والإمام مالك الإمام الليث بن سعد وروى عنه البخاري والذهلي والبزار وأبوحاتم وابن معين قال أبو داود ابن أبي مريم عندي حجه قال أبو حاتم وغيره ثقة قال الذهبي كان من أئمة الحديث خرج له أصحاب الكتب السته أي أهل السنن الأربع والبخاري ومسلم ) بإختصار من سير أعلام النبلاء 19\310 للإمام الذهبي . 2 – محمد بن جعفر بن أبي كثير قال الإمام الذهبي (الأنصاري مولاهم المدني الحافظ وثقة ابن معين وغيره روى له البخاري ) المرجع السابق 19\110 بإختصار وقال الإمام الباجي في التعديل والتجريح 2\675 (قال بن معين هو ثقة وقال النسائي رجل صالح مستقيم الحديث قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا محمد بن البراء قال علي بن المديني محمد بن جعفر بن أبي كثير معروف) . 3 – زيد بن أسلم العدوي مولى عمر قال الإمام الذهبي في المقتنى في سرد الكنى 1\74(زيد بن أسلم العدوي الفقيه سمع عمر ) وقال الإمام ابن حجر في تهذيب التهذيب 3\342 (وقال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش ثقة وقال يعقوب ابن شيبة ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالما بتفسير القرآن ) . 4 – عياض بن عبد الله بن سعد قال الإمام السيوطي في إسعاف المبطأ برجال الموطأ 1\23 (عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري روى عن جابر وابن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة وروى عنه زيد بن أسلم وبكير بن الأشج وآخرون وثقه النسائي وابن معين ) وفي التعديل والترجيح للباجي 3\1174 (قال أبو حاتم هو صدوق وقال أبو زرعة هو ثقة) . 5 – أبو سعيد الخدري صحابي مشهور رضي الله عنه هذا سند البخاري لهذا الحديث من عنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * فهل يملك من يضعف هذا الحديث دليلاً عقليلاً أوعلمياً على ما ذهب إليه ؟ وهل العقل يقطع بصدق وضبط ما رواه هؤلاء الرجال الأتقياء الحفاظ الأئمة تلاميذ الصحابة والتابعين أم بغلطهم وكذبهم؟ وهل فاتهم التنبيه على معارضة هذا الحديث للقرآن أو مقاصد الشرع فرووه غافلين عن هذه المعارضة ؟ أم أن رده مجرد توهم وجرأة على سنة رسول الله ؟ وهل تطمئن النفس إلى دين وعلم وصلاح وتقوى من روى هذا الحديث فتثق بهم وبروايتهم له أم تطمئن لمن رده وأنكره وتثق بدينه وتقواه وعلمه أكثر من هؤلاء الأئمة ؟ . * وإلى متن حديث مسلم وسنده وترجمة رجاله في الوقفة الرابعة . * عضو هيئة علماء اليمن