تحدث الكاتب والباحث السياسي اليمني الدكتور نجيب غلاب عن المخطط الايراني في اليمن، الذي قال إنه يدار عبر الوكلاء ومستشاريهم لتفجير حروب في شمال اليمن وجنوبه، مؤكداً أن التدخلات الإيرانية في المجال العربي تشكل الخطر الأساس الذي يدفع المنطقة إلى فتنة دائمة من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن، وكشف غلاب في حديث مطول مع «الخبر» عن أن جماعة الحوثي تخطط لتدمير بقية القطاعات عبر الفوضى الشاملة، وهي في طور التخطيط لتفجير صراع واسع في عدن، وطالب الجيش والأمن بالتحرك لبناء الشرعية للخروج من مأزق قنبلة الدمار الشامل الإيرانية. * مخطط إيراني في اليمن وأكد غلاب أن المخطط الايراني في اليمن يدار عبر الوكلاء ومستشاريهم لتفجير حروب شمالا وجنوبا، مضيفاً: «فالطاقات الحربية التي راكمها الحوثة تبحث عن حرب، ولديها تصور أن بإمكانها تعبئة الريف اليمني الذي سيطرت عليه الحوثية لغزو كل المدن اليمنية وتخريبها». واعتبر أن الخطة الإيرانية «عادة ما تركز على تدمير المدن كمجال جامع للهوية الوطنية وتضرب المراكز الحيوية للمدن التي بإمكانها أن تشكل تقدم مدني وتعيد المدن الى صراعات الماضي بكل بشاعته وتضيف إليه قبح أيدولوجيتها الخمينية التي لا يمكنها ان تنتعش إلا بالصراعات الدموية ونشر الخراب خارج ايران وتحول العرب الى ضحية لمعالجة تناقضات الخمينية مع الشعب الايراني». وأوضح أن الحركة الحوثية في طور بناء جيشها النظامي بعد أن دمرت جزء من الجيش اليمني واستولت على أسلحته، لافتاً إلى أنها تخطط لتدمير بقية القطاعات عبر الفوضى الشاملة التي يتم الإعداد لها على قدم وساق. * صراع واسع في عدن وقال: «تعتقد الحوثية أن الشعب اليمني سيرضخ لقوتها القهرية وهذا يحتاج إلى صدمات رعب من خلال الغزو والاعتقال والإهانات والتعذيب ونشر فتنة بين مختلف التكوينات والعمل على تخليق ارهاب مجنون يسهم في تفجير صدمات أخرى يمكن الحوثة والاستعمار الايراني من اخضاع اليمن لوكلائه». ولفت إلى أن المليشيات الحوثية هي في طور التخطيط لتفجير صراع واسع في عدن باعتبارها المدينة النقيض لتوحش الحوثية ومصدر الانبعاث المدني الرافض للطائفية ومكان الشرعية الحافظ لبقاء الدولة، منوهاً بأنه وبعد ذلك سيتم احتلال بقية المدن وإدخالها في فوضى وصراعات دموية وقهرية. * مخطط الملالي وجحيم الفتنة وتابع غلاب، في حديثه ل «الخبر»: «إنْ لم تتمكن قوى الشرعية من تكتل طاقتها لمواجهة التمرد فإن اليمن لا محالة سيدخل الى جحيم الفتنة التي تخطط لها طهران ولن ينجو منها أحد»، موضحاً أنه في حال تحقق ذلك سيتحول اليمن إلى خرابة غير قابل للحياة الطبيعية، ومكان لإدارة حروب لا يمكن كبح جماحها إلا بعد أن يغدو جثة مفككة ومشتتة. وبيّن أن نشر الفوضى والخراب في المجال العربي لإضعافه وإنهاكه ليس إلا مخطط للملالي، مردفاً: «وأن تتدخل ايران في الشؤون الداخلية لأي دولة إلا عممت الخراب عبر إشعال الحروب الطائفية ودفع وكلائها لإنتاج القهر والظلم واتهام الكل بالخيانة والعمالة والكفر عبر الاتهام بالتكفير وبعث تعبئه غرائزية وسط البيئة الحاضنة لجيشها المنظم من الميليشيات ورفع شعارات دينية وشعارات محاربة الأعداء لتهديد وتصفية كل من ليس معهم». واستطرد قائلاً: «وبعد ذلك تفجر حروب دموية وتدفع الآخر إلى الحرب لكي يستمر الدمار الشامل في الدولة التي أصبح لها فيها نفوذ». ونوه بأن اليمن فريسة للملالي ومن الواضح أن التهديدات التي فرضتها التدخلات الإيرانية في المجال العربي تشكل الخطر الأساس الذي يدفع منطقتنا الى صراعات بلا أفق وفتنة دائمة تنهي أي أمل بنهوض عربي، من العراق الى سوريا إلى لبنان إلى اليمن، مستدركاً: «وكلما كان وكلاء الاستعمار الايراني أقوياء حلت الفوضى وأنتجوا دولة هشة وتنظيمات ميليشاوية قهرية متحكمة بالدولة والمجتمع والنتيجة صراعات طائفية وخراب شامل». وأشار إلى أن الاستعمار الايراني عبر وكلائها ليس إلا تدمير للهوية الوطنية وتفكيك للدولة وطريقا لتخليق الاٍرهاب لكي تتآكل منطقتنا في فوضى شاملة, جازماً بأن التقارب الايراني مع كل أعداء العرب يعمل على قدم وساق بشعارات ثورية ودينية وتوظيف قاموس المقاومة في تدمير وجودنا. * لحظة تفجير اليمن وقال رئيس مركز الجزيرة للدراسات إن اليمن اليوم واقعة في الفخ الايراني، وتعبئة الوكلاء تتم يوميا استعدادا للحظة تفجير اليمن بالدماء والانتحار. وطالب الجيش والأمن بالتحرك لبناء الشرعية، قائلاً: «بإمكان الصبيحي أن يغطي ضعف الرئيس ويتحرك لإنقاذ ما يمكن انقاذه ويحتاج أن يفتح تواصل مع كل مراكز القوى الوطنية للخروج من مأزق قنبلة الدمار الشامل الإيرانية». وأضاف: «إن من يراقب الوضع في اليمن يلاحظ بوضوح هذا الخراب الذي تعممه الحوثية ولا ادري متى سينتبه من يتحرك في مسارات الحوثة»، معتبراً أن الصمت على ممارسات الحوثيين خيانة، والتعاون معهم جريمة ستكون لعنة تاريخية تلاحق أصحابها وتتوارث الأجيال لعنهم. وأفاد بأن اليمن بين أنياب الوكلاء وهم اليوم يعدون العدة لتخريب الحواضر اليمنية وستتحول المدن اليمنية الى أرياف تديرها فوضى الطائفيات وقهر الميليشيات ودموية الاٍرهاب وهذه هي الحالة المثلى للاستعمار الايراني لليمن. * انتفاضة واسعة لحماية اليمن واستشهد الباحث السياسي بما يدور في بعض الاقطار العربية، وقال: إن «التجربة التونسية تبني نفسها، ومصر تتحول وستخرج من مأزقها، وكل دولة لا وجود للنفوذ الايراني فيها تبدو متماسكة وتمتلك مؤهلات النهوض والمسألة لا علاقة لها بالمذاهب بل بالأدلجة الخمينية للمذاهب سنية كانت او شيعية، تفجر ايران التناقضات في المجال العربي وتقود الجميع الى فوضى دائمة». وأردف: «رحم الله الفوضى الخلاقة الامريكية على الأقل لديها مشروع يدعي انه تحرري اما فوضى الملالي فلا تنتج الا الخراب المحض وليس العراقولبنانواليمنوسوريا وفلسطين إلا عينة بارزة للاحتلال الايراني ونموذج واضح لفتنة هي أخبث منتج للاستعمار وما يحدث في هذه الدول والذي تريد تعميمه في العالم العربي وفي الدول الاسلامية الا نتيجة لتدخلاتها المكثفة في هذه الدول». وقال: إن «الأمل الذي راهنّا عليه بخروج اليمن إلى أفق النجاة يذبح اليوم على أيدي وكلاء إيران، ونحتاج إلى الوقوف بصرامة لحماية طموحنا وأمننا القومي وحسم التناقضات التي يفجرها الحوثة في جغرافيا اليمني, وأن لا خيار إلا أن نتمسك بالشرعية وبناء دولتنا». واختتم غلاب حديثه ل «الخبر» بالتأكيد أن اليمن بحاجة إلى انتفاضة واسعة لحماية سقوطه ووجوده، مضيفاً: «المسألة لم تعدّ قابلة لإنصاف الحلول لابد من عملية إنقاذ صارمة لتحرير اليمن من سموم التدخلات الإيرانية التي تسري في الجسد اليمني وستقوده الى الانهيار الشامل».