بدأ الخلاف مع تضارب التصريحات بين قيادات الحزب داخل المكتب التنفيذي والكتلة البرلمانية حول موعد عقد المؤتمر الانتخابي للمكتب السياسي ما فجر حالة من الغضب لدى العديد من القياديين ومن بينهم نواب الحزب في البرلمان بسبب مخاوف من الاتجاه نحو إبقاء الوضع على حاله . ويعتبر شق داخل الحزب ان الوضع الحالي يكرس هيمنة العناصر المقربة من الرئيس الباجي قايد السبسي وأولهم ابنه حافظ الذي يدفع ضمنياً نحو توريثه منصب الرئيس بدل والده الذي استقال مع اعتلائه رئاسة الجمهورية . وفي انتظار عقد أول مؤتمر انتخابي للحزب والمقرر في سبتمبر/أيلول المقبل، يطالب هذا الشق الذي يتزعمه القيادي لزهر العكرمي بإجراء انتخابات عاجلة لممثلي المكتب السياسي خلال هذه المرحلة وقطع الطريق عن أي نوايا لتوريث منصب الرئاسة لنجل السبسي، لكن المدير التنفيذي للحزب بوجمعة الرميلي وصف الحملة التي يقودها العكرمي بالخطوة الانقلابية ضد الهيئة التأسيسية . وفي الأثناء وقع 64 نائباً من بين 86 نائباً من كتلة الحركة و60 عضواً من المكتب التنفيذي إلى جانب 24 منسقاً جهوياً بيانا أعلنوا فيه عدم اعترافهم بقرارات الهيئة الحالية ودعوها إلى حل نفسها بعد أن عجزت عن إيجاد حل توافقي لأزمة الحزب . واضطر الحزب إلى تأجيل انتخابات المكتب السياسي في مناسبتين آخرها في الثامن من الشهر الجاري بسبب خلافات داخلية أدت إلى إعلان نائبين من الكتلة البرلمانية عن استقالتهما نفاهما الحزب في وقت لاحق .