أعلنت مليشيات "شيعية" تقاتل في صفوف قوات الحشد الشعبي، إلى جانب القوات الأمنية العراقية، ضد تنظيم "الدولة" المعروف إعلامياً ب"داعش" في معركة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (175 كم) شمال العاصمة بغداد، الخميس، بأن مشاركتها في معركة تكريت تتوقف على مشاركة قوات التحالف الدولي من عدمها. واعتبرت هذه المليشيات، تدخل قوات التحالف الدولي، محاولة لإجهاض انتصارات المتطوعين من الحشد الشعبي بعد اقتراب ساعة الصفر لحسم المعركة مع تنظيم "الدولة" في تكريت. وقال المتحدث العسكري باسم مليشيا حزب الله، فرع العراق جعفر الحسيني، في بيان تلقى "الخليج أونلاين" نسخة منه: إن العراقيين "يدركون تماماً ما يقوم به التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، وإنهم يخططون لتوفير غطاء جوي لمجرمي داعش في تكريت". وأضاف أن مشاركة كتائب حزب الله، في معركة تكريت؛ "يتوقف على عدم حضور ما يسمى بالتحالف الدولي فيها، والتي جاءت محاولة لإجهاض انتصارات المتطوعين من الحشد الشعبي بعد اقتراب ساعة الصفر لحسم معركة تكريت". وتابع: "إذا كان قرار تدخل التحالف الدولي جاء بطلب من الحكومة العراقية، أو شخصيات عراقية؛ فهذا يعني إنها جاهلة بالواقع الميداني"، مؤكداً أن "من يحاول زج التحالف الدولي في معركتنا مع داعش؛ هو على علم بأنهم يدعمونهم". ومن جانبه قال القيادي في مليشيا "عصائب أهل الحق" مرتضى الموسوي، في حديث ل"الخليج أونلاين": إن "عصائب أهل الحق علقت عملياتها العسكرية القائمة في تكريت لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش"، مبيناً أن التعليق جاء "احتجاجاً على تدخل التحالف الدولي في عملية التحرير". وأضاف أن طلعات طيران التحالف الدولي؛ تعرقل سير القطاعات العسكرية لتحرير مدينة تكريت وتقدمها، مشيراً إلى إن الثقة معدومة بين متطوعي الحشد الشعبي والتحالف الدولي. ولفت إلى أن "أغلب الفصائل التي تقاتل في صفوف الحشد الشعبي، وبضمنها "عصائب أهل الحق"؛ غير مستعدة لتقديم مزيد من الضحايا بنيران صديقة عن طريق الخطأ حسب ما تدعي أمريكا والحكومة العراقية" على حد تعبيره. إلى ذلك قال مسؤول عسكري في محافظة صلاح الدين ل"الخليج أونلاين": إن خلافات كبيرة نشبت بين صفوف متطوعي الحشد الشعبي، التي تحاصر تكريت منذ أكثر من 20 يوماً؛ حول مشاركتها من عدمها؛ عقب مشاركة التحالف الدولي بمعركة تكريت. وأضاف أن عدداً ليس بالقليل من متطوعي الحشد الشعبي انسحبوا من مدينة تكريت إلى قضاء سامراء، بعد إعلان التحالف الدولي مشاركته في المعركة، في حين رفض آخرون الانسحاب، حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم على حد قوله. وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، قد أعلن، مساء الأربعاء، عن بدء المرحلة الأخيرة من عملية تحرير تكريت، مؤكداً أن التلاحم الوطني ومشاركة المكونات كافة بالمعارك ضد التنظيمات الإرهابية وبمساندة طيران التحالف الدولي؛ زاد من زخم المعركة وسيسهل النصر. فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها أصدرت، الأربعاء، أوامر بتنفيذ ضربات جوية للتحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة" في تكريت.