طرح الرئيس السابق على عبد الله صالح، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الأربعاء، مبادرة عاجلة لحل الأزمة الراهنة في اليمن، في محاولة لخلط الأوراق وشق التحالف. وتتضمن المبادرة وقف كافة الاعمال العسكرية فوراً من قبل التحالف الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالتزامن مع ذلك وقف العمليات العسكرية فوراً من قبل أنصار الله ومسلحي هادي وتنظيم القاعدة، والعودة إلى طاولة الحوار بحسن نية، وبرعاية الاممالمتحدة ونقل مقره إلى دولة الامارات العربية المتحدة. وتعليقا على مبادرة صالح أكد سياسيون ل «الخبر» أن صالح ومن خلال تقديمه المبادرة أراد توفير مخرجا آمنا لنفسه ولحزبه، وإحداث شقا في التحالف باقتراح الإمارات مقرا للحوار بدلا عن الرياض. وأشاروا إلى أن علي صالح خلط الأوراق بإظهار هادي كزعيم حرب تسانده المليشيات وتنظيم القاعدة، داعيين في ذات الوقت إلى عدم التعامل مع المبادرة كونها تعيد صالح إلى المشهد. وأبدى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان استغرابه مما يقدمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح من مبادرات لحل الأزمة في اليمن. وقال شمسان، في حديث خاص ل «الخبر» إن «صالح يضع مبادرة وكأنه طرف محايد وكأن المعركة مع الحوثيين في الوقت الذي تضرب ميلشياته العائلية إلى جانب مليشيات الحوثي». وأوضح أن صالح مازال يعتقد أنه اللاعب الأوحد والرقم الصعب بالرغم من انتهاء وظيفته وفقا لقطاع كبير من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، مضيفاً: «ينبغي عليه الان ان يختفي من المشهد جبرا بعد عاصفة الحزم وأهدافها لم يعد له دورا يلعبه ولم يعد يمتلك أوراق يمكن المراهنة عليها». ودعا إلى عدم التعاطي مع هذه المبادرة أو اعطائها أي اهتمام، كونها تُعيده إلى المشهد ولم يعد هو الذي يقرر ما هو المطلوب وما هو الحل، مطالباً بإنهاء وظيفة صالح من حيث وجوده المادي أو السياسي والعسكري، وكذا الشخصي كأول الخطوات باتجاه التسوية وإعادة البناء. وأضاف: «مازال هذا الرجل يعتقد أنه الأدهى والأعلم والعبقري الوحيد الذي استطاع أن يراوغ الداخل والخارج دون ان يعلم ان مرد ذلك النجاح لا يعود الي دهاء سياسي بل قبول عقلاني براجماتي صرف من الداخل الوطني والخارج نظرا لم يملكه من فايض قوة مسخر للحفاظ على سلطته أثناء حكمه وبقاءه كلاعب رئيس اثناء المرحلة الانتقالية». وبيّن أن التعامل المرن مردّه الخروج التدريجي الأقل كلفة وليس ما يعتقد وما جره نحو الذهاب في مغامرات مرجسية ترضي ذلك الشعور. وأشار شمسان إلى أن صالح كان أحد الأطراف الرئيسين للعملية السلمية الانتقالية، وفي نفس الوقت يقوضها وكان الجميع يعلم ذلك، مستدركاً: «ولكن كان لابد من السحب التدريجي لفائض تلك القوة وبأنه كان يعلب بورقة الاٍرهاب لتحقيق بعض المكاسب مع ان الغرب كان يعلم ويتجاوب ولكن الغرب كان يريد ذلك لأنه ينتهك ا السيادة للبلد ويجمع معلومات استخباراتية عن البلد مقابل بعض المساعدات لرضى الدولة عنه». واعتبر أن دخول صالح في ست حروب مع الحوثيين كان بهدف تقويض تدريجي لقوات اللواء على محسن المنافس الرئيس أمام توريث السلطة لابنه وفي نفس الوقت ترهيب العربية السعودية من الخطر الشيعي وكان الجميع يعلم ذلك. ولفت بالقول: «هكذا تعامل صالح مع مشروع الوحدة والجنوب ولو نظرت الي الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر لوجدت بان لا هناك هدف قد تحقق بل أعاد الامامة مرة اخري». من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن الرئيس السابق صالح أراد من خلال تقديمه تلك المبادرة أن يوفر مخرجا آمنا لنفسه ولحزبه كطرف غير معني بالصراع السياسي على السلطة كما أوضح حزبه بالأمس. وقال التميمي، في حديث ل «الخبر» إنه: «أراد أن يحدث شقا في التحالف باقتراح الإمارات مقرا للحوار بدلا عن الرياض»، منوهاً بأن صالح خلط الأوراق بإظهار هادي كزعيم حرب تسانده المليشيات وتنظيم القاعدة. وأفاد بأن المبادرة عكست نهج الرئيس السابق صالح في المراوغة خصوصا عندما تعمد تحييد المملكة وهي البلد الذي يقود التحالف، موضحاً أن ذلك هذا الأسلوب يعبر عن يأس حقيقي نتج عن عملية «عاصفة الحزم» التي قوضت مضجعه وقواه وأجهضت مشروعه للاستيلاء على السلطة.