اشتدت حرب الكلمات بين المملكة العربية السعودية وإيران على خلفية الهجمات التي تشنها قوات التحالف العربي على مواقع الحوثيين والموالين لهم من القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في كلمة له نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى في تويتر، «إن ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) وبدعم إيران أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق». وأضاف في رد له على تصريحات إيرانية تدين ما سمته «العدوان على اليمن»، وتحذر من امتداد رقعة الصراع حال عدم وقف العمليات العسكرية: «أن المملكة ليست من دعاة الحرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها». من جانبه هدد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم»، مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري الحرس الثوري الإيراني بأنهم سيلاقون نفس مصير الحوثيين في اليمن. وقال رداً على سؤال خلال المؤتمر الصحافي اليومي، أمس، في الرياض، عن وجود مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وأفراد من مقاتلي حزب الله اللبناني جنبًا إلى جنب مع عناصر الحوثيين، إن «من كان يدرب هذه الميليشيات ويدعمها هي إيران وحزب الله، وإذا كانوا موجودين مع الميليشيات الحوثية في مواقع القتال فسيلقون نفس المصير». وأكد إعطاب اللواء 33 التابع لميليشيات الحوثي بالكامل، ولا يوجد منه سوى عناصره المنتشرة بداخل المدن قبل انطلاق عاصفة الحزم. وأوضح أن الحوثيين يحاولون دخول شبوة والضالع، ونحن «كثفنا عملياتنا ضد تجمعات الحوثيين في صعدة، واستهدفنا محاولات الميليشيات للتقدم تجاه عدن والمواقع التي يمكن إطلاق صواريخ منها»، مشيراً إلى أنه تم التعامل مع ميليشيات حوثية كانت موجودة في عدن قبل بدء العملية. ولفت إلى أن قوات صالح تحاول من دون جدوى التقدم باتجاه عدن والضالع وشبوة، وأن اللجان الشعبية تقضي على الحوثيين في عدن بمساندة التحالف، إذ «ننسق معهم بعدن، ونؤمن الدعم الجوي المطلوب». وكشف في الوقت نفسه أن القوات البرية السعودية استهدفت التحركات على الحدود مع اليمن، وأن القوات البحرية تواصل سيطرتها على موانئ اليمن. وشدد على أنه يتم التصدي لكل محاولات الحوثيين للاقتراب من الحدود السعودية، وطائرات التحالف تحلق بالأجواء اليمنية على مدار الساعة، مؤكداً أن لدى التحالف العربي من القوات ما يكفي لمواجهة التهديد، ويفعل كل ما بوسعه لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. ولفت إلى أن العمليات ليست في حاجة حتى الآن لتدخل بري، وأنه لا يمكن إرسال إمدادات إلى الحوثيين بسبب سيطرة التحالف على الأجواء والموانئ. وعلى الجانب الإيراني اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أن «ما يجري اليوم في اليمن هو اعتداء خارجي عليه»، موضحا أن العمليات العسكرية التي تشنها دول عربية بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن «خطأ استراتيجي». وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي افتتح أمس الثلاثاء في الكويت، «إننا نرى الهجوم العسكري السعودي على اليمن خطأ استراتيجيا، فالحل يجب أن يكون سياسيا». واعتبر أن الوصول إلى حل سياسي يكون من خلال «وقف العمليات العسكرية فورا وبداية حوار يجمع كافة الأطراف اليمنية»، مبديا قلق بلاده «من استمرار الحملات العسكرية السعودية ضد اليمن». ولليوم السادس على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها «عاصفة الحزم»، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل «حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية».