اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن المشهد اليمني ما يزال في غاية التعقيد، مرجعا سبب ذلك إلى وجود إصرار قوي من حلف الانقلاب على المضي في بسط السيطرة على أوسع جغرافيا في اليمن. وقال التميمي، في حديث ل «الخبر» إن هناك تركيز على عدن في محاولة لإظهار أن الرئيس هادي لم يعد له مكان في اليمن، معتقداً أن غارات التحالف تحقق أهدافها وتنهك حلف الانقلاب بشكل كبير. وأشار إلى أن وضع الانقلابيين قبل «عاصفة الحزم» تختلف تماماً عن حالهم بعد العاصفة، مضيفاً: «ليس هناك من مجال أمام الحوثيين وحليفهم صالح لفرض إرادتهم في اليمن استناداً إلى ما لديهم من قوة، وليس بوسعهم أن يحولوا ما يجري اليوم على أنه عدوان خارجي والوقوف في وجهه نوع من النضال الوطني». وأردف: «ليس هناك أخطر على الوطن من الحوثيين وحليفهم صالح الذين عملوا على هدم البنيان الوطني بطيشهم وحماقاتهم، وإصرارهم على أنه بالإمكان فرض إرادتهم على اليمنيين بالقوة». وأوضح أن الحوثيين استدعوا إيران إلى اليمن على نحو بات يشكل خطراً حقيقيا على مستقبل العيش المشترك في اليمن، ويشكل في الوقت نفسه تهديداً استراتيجياً، منوهاً بأن الجميع اليوم يراهن على نجاح عاصفة التحالف في حمل الأطراف على الذهاب إلى طاولة الحوار، معتبراً ذلك هو الأفق السياسي للعاصفة. ولفت إلى أن الحوثيين يحاولون اللعب على وتر «العدوان» الذي لا يستهدف اليمن بقدر ما يستهدف الأطراف التي تهدد اليمن، مفيداً بأن معركة عدن أظهرت إلى أي مدى يمكن أن تذهب الحماقة. واستطرد التميمي قائلاً: «فالمعسكرات التي ترابط في المدينة وكان يفترض أن تحميها تحولت إلى عصي وأسلحة بيد المليشيا ومع ذلك يواجه هذا الجيش صعوبة في السيطرة على المدينة رغم وجوده فيها ويحاول الحوثيون إظهار أن عدن مدينة بيد جيش هادي وهم يقومون بالسيطرة عليها»، مستدركاً: «حتى ولو تمكنوا من إسكات المقاومة في المدينة وهي مقاومة شعبية قليلة التسليح، فإن عدن لن تسقط، كون أولوية قوات التحالف في هذه الحالة ستكون استعادة المدينة ولديها الإمكانيات اللازمة لذلك، لكن أسوأ شيء أن يطرد الحوثيون وجيشهم باعتبارهم قوات احتلال». من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي نبيل البكيري إن: «عاصفة الحزم ما لم يكن لها خطة عمل على الأرض واضحة المعالم فإنها ستطول كون الطيران وحده لا يكفي لحسم معركة على الأرض». وبيّن البكيري، في حديث ل «الخبر» أنه ليس من مصلحة تحالف «عاصفة الحزم» التدخل بريا، مضيفاً: «ولكن يمكن تشكيل قوة يمنية تتولى هذه المهمة». ونوه بأن الأخبار التي تفيد بسقوط القصر الرئاسي في معاشيق عدن لا تعني شيئاً فالمعركة في بدايتها وستعم اليمن حرب طاحنة.