مع تزايد عمليات الطعن التي يستخدمها الفلسطينيون في الآونة الأخيرة بالمدن الفلسطينية المحتلة للدفاع عن النفس ، برز السلاح الأبيض بقوة على حساب الأنواع الأخرى من الأسلحة، وخاصة السكاكين التي أثارت الرعب لدى بعض الصهاينة ما دفع حكومة الاحتلال للمصادقة على منح تسهيلات لإصدار رخص السلاح للمستوطنين اليهود. حيث صادق جلعاد أردان، وزير الأمن الداخلي للإحتلال ، الأربعاء 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، على اصدار رخص السلاح . وقالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، : "في ضوء الوضع الأمني ، صادق وزير الأمن الداخلي على منح تسهيلات مختلفة لاستلام تصاريح لرخص السلاح". ولم تحدد المتحدثة عدد التراخيص التي سيتم إصدارها، أو عدد الإسرائيليين الحاصلين فعلياً على رخص سلاح. نشاط لبيع السلاح وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى وجود نشاط واضح في بيع قطع السلاح، في المحال المختصة، خلال الأسابيع الأخيرة. ونقلت السمري عن أردان قوله إن العديد من المدنيين الحاملين للسلاح، ساعدوا في الأسابيع الأخيرة قوات الشرطة الإسرائيلية، في "تحييد الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات". وقالت: "إن مهارة وتدريب المواطنين في تشغيل الأسلحة هي قوة مضاعفة في مكافحة الإرهاب، وبالتالي لجأ الوزير إلى تخفيف القيود في هذه الآونة بالذات". وقُتل 3 مستوطنين وأُصيب 22 آخرون، في 4 هجمات نفذها فلسطينيون، دفاعا عن النفس، الثلاثاء، في مدينتي القدس الغربية، ورعنانا. وكانت حكومة الاحتلال قد استعانت بخبراء في علم النفس وفنون القتال لتعليم المستوطنين طرق الدفاع عن النفس. فالفلسطينيون يستخدمون كل أنواع السكاكين المتوافرة لديهم من سكين المطبخ إلى الخنجر في الدفاع عن انفسهم جراء الانتهاكات المتصاعدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل هذا "السلاح الأبيض" ذا تأثير نفسي قوي رغم أن علميات الطعن لم تخلف سوى 3 قتلى صهاينة خلال أسبوعين. وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو أكد الاثنين في افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الإسرائيلي أن "إرهاب السكاكين لن يهزمنا". وتنتشر صور الأدوات التي استخدمها فلسطينيون في الهجمات من سكين مطبخ ومفك ومقشرة خضار عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدى الفلسطينيين والصهاينة . ويسارع رجال الشرطة والشهود الموجودون في موقع الهجمات إلى التقاط صور بهواتفهم النقالة ثم ينشرون صورة "الأداة" المستعملة في الهجوم. المستوطنون يشعرون بالخوف البروفسور اليهودي شاؤول كيمحي يقول إن السكين "أداة تستعمل كل يوم ومتوفرة لدى الجميع ولا تتطلب تدريباً ويمكن إخفاؤها بسهولة". وأضاف أستاذ علم النفس إن "الهجوم بالسكين لا يهدف مبدئياً إلى القتل بل للتخويف وتم تحقيق الهدف. الإسرائيليون يشعرون بالخطر حتى ولو لم يكن متناسباً مع مستوى التهديد". وبينما يطور المحتلون الصهاينة وسائل لصد الهجمات مثل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ كانت عمليات الطعن مفاجئة لهم. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات ليست بجديدة إلا أن وتيرتها متسارعة. ونفذ فلسطينيون أكثر من 20 عملية طعن ضد مستوطنين منذ الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2015. وقالت ميري إيسين الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال "إننا نتعامل مع أفراد يستخدمون أبسط أنواع الأسلحة ولا يمكننا مطاردة حاملي السكاكين ولذلك ليس هناك رد أمني على هذه الأزمة". كما وتمتلئ شاشات التلفزيون الصهيوني بخبراء القتال للدفاع عن النفس الذين يأتون لتعليم المشاهدين بعض الحركات. أشرطة فيديو للدفاع عن النفس ويقول أحد الخبراء "الأهم هو أن تحموا أنفسكم وتبعدوا السكين عن جسمكم كأن تقوموا بلي ذراع (المهاجم) إلى الوراء" لشل حركته. وأصدر جهاز الإسعاف الصهيوني شريط فيديو تثقيفياً لتعليم المستوطنين كيف يتصدون لمن يهاجمهم، ويحذرهم من محاولة نزع السكين من جسد المطعون تجنباً لزيادة النزيف لديه. وعبر شبكات الاجتماعية يتحدث الفلسطينيون عن "انتفاضة السكاكين" ورحب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس "بأبطال السكين" في خطبة الجمعة الأسبوع الماضي. انتفاضة ثالثة وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وامتد التوتر الذي بدأ قبل أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين إلى العرب في داخل إسرائيل. ويشعر الشبان الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. وكتب الشاب مهند حلبي (19 عاماً) على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك أنه مستعد للموت من أجل "انتفاضة ثالثة" قبل أن يقتل صهيونين أحدهما جندي طعناً بالسكين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة. بينما كتب مستخدم آخر "أيها المحتلون! مع سكين لا توجد صفارات إنذار لتحذيركم". وعبر مستوطنون عن صدمتهم الأسبوع الماضي في تل أبيب عندما رأوا إعلاناً في وسط المدينة تظهر فيه سكين طولها ثلاثة أمتار تقطع حبة طماطم ضخمة على متن شاحنة، في إطار حملة إعلانية يقوم بها موزع محلي لسكاكين الطبخ. وبعد عدة شكاوى، أزيلت السكين وحبة الطماطم واعتذر الموزعون عن التوقيت السيء لإعلانهم مؤكدين أنه لم يكن مقصوداً. وتشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من مدينة القدس، توتراً كبيراً، منذ عدة أسابيع، حيث تنشب مواجهات بين الفينة والأخرى بين شبان فلسطينيين، وجنود الاحتلال . واندلع التوتر بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة جنود الاحتلال.