دفع الهجوم الذي استهدف قوّات حرس الحدود الأردنيةّ، في منطقة الركبان على الحدود الاردنية السورية، والذي أعلن تنظيمُ "داعش" مسؤوليته عنه، مطبخ القرار السياسي والأمني والعسكري داخل الاردن إلى اتخاذ إجراءات جديدة ومؤثرة لمواجهة ما يراه خطرا متناميا لتنظيم الدولة. ويؤكد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار للجزيرة نت أن قرارات مهمة اتخذت مؤخرا لمضاعفة حماية الحدود. ويقول إنه تم تشكيل لواء من الجيش الأردني أطلق عليه "صقور الصحراء"، وهو بمثابة قوة متحركة ضاربة مهمتها التعامل مع أي تهديد من قبل تنظيم الدولة، إضافة إلى تنفيذ عمليات في الداخل السوري والعراقي ضمن المناطق القريبة من الحدود. وأضاف أبو نوار أن القوة الضاربة تمتلك آليات عسكرية صغيرة وسريعة وجاهزة للانتشار والتنفيذ. من جهته قال رئيس تجمع "أحرار عشائر الجنوب" راكان الخضير، إن أولوية الأردّن هي حماية حدوده، وهو ما يمثل مصلحةً مشتركةً للمعارضة السوريّة المعتدلة وللمملكة. وأضاف: "نحن الآن بصدد تشكيل جسم عسكري يتبع جيش أحرار العشائر لحماية منطقة الركبان -التي يتواجد فيها العالقون- من أي اختراق للتنظيم". وفي مقابل الإجراءات الأمنية على الحدود، ثمة إجراءات أخرى داخل المملكة لملاحقة أتباع التنظيم، كان آخرها تحويل عشرين متهما إلى المحكمة العسكرية الأحد بتهمة الانخراط في "خلية إربد" المرتبطة بتنظيم الدولة، والتي قتل تسعة من أعضائها أثناء اقتحام منزلهم. وتوقع الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية محمد أبو رمان أن تدفع التطورات الأخيرة السلطات إلى تشديد تعاملها مع أنصار تنظيم الدولة باعتبارهم جزءا من التنظيم نفسه. وقال إن الأحداث الأخيرة نقلت الصراع بين التنظيم والأردن إلى مرحلة متقدمة جدا، وقد نرى ازدياد وتيرة عمليات التنظيم في الفترة القادمة إذا استطاعت الخلايا النائمة أو الذئاب المنفردة تنفيذ هكذا عمليات"، مضيفا أن تبني أسلوب "الذئاب المنفردة" أصبح سمة رئيسية لعمليات أنصار التنظيم.