لم يتوقف استهداف قيادات الاصلاح عند إغتيال القيادي في حزب الاصلاح ، صادق منصور الحيدري ، في 18 نوفمبر 2014 بتفجير في سيارته بمحافظة تعزجنوب غربي البلاد، حيث تصاعدت عمليات استهدف كوادر وقادة حزب الاصلاح اليمني ، في سعي واضح من جماعات العنف لتنظيم الفوضى والجريمة، في اليمن، ويوم الاثنين الماضي 15 أغسطس 2016م ، اغتيلا قياديين في حزب الاصلاح هما ، صالح العنهمي ، عضو شورى الاصلاح بمحافظة ذمار ، وصالح بن حليس اليافعي ، في عدنجنوبياليمن، تلا ذلك اغتيال قيادي آخر يدعى وهيب الكامل ، في محافظة ذمار ، وذلك بعد يوم واحد من مقتل "العنهمي"، وفي تاريخ 23 إبريل 2016 ، إغتال مسلحون مجهولون رئيس هيئة شورى حزب الإصلاح بذمار "حسين اليعري " أمام منزله في ذمار، وفي 11 فبراير أُغتيل رئيس فرع الحزب في مديرية حبيش بمحافظة إب القيادي ، محمد الشامي بعبوة ناسفة ، اثناء خروجه لصلاة العصر .. ولعل تصاعد عمليات الاغتيالات التي تطال قيادات حزب الاصلاح ، ثاني أكبر الاحزاب السياسية في اليمن، عن لعبة جديدة تستند الى مخطط دموي ينوي الانقلابيون وقوى الظلام تنفيذه يكون الاصلاح في ظله اكبر ضحية. لماذا حزب الاصلاح ؟ وما هي خيارات الحزب لمواجهة هذا الاستهداف الممنهج؟ أم سيكتفي بإرسال برقيات التعازي لاسر واهالي الضحايا ، وإصدار بيانات النعي والتحذير ؟ وما هو دور السلطة الشرعية في حماية كوادر الحزب الذي يحمّل البعض تأييد الحزب لها في خطواتها العسكرية ضد الانقلابيين ، مسؤولية استهداف كوادر الحزب واعضاءه؟ ولماذا يذهب البعض إلى إتهام أطراف في التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالوقوف وراء العمليات ؟ تساؤلات «الخبر» يجيب عليها عدد من السياسيين والباحثين والعسكريين في السطور التالية: وأفاد المحلل السياسي اليمني ورئيس مركز الجزيرة للدراسات نجيب غلاب أن الخلية الأمنية المشرفة على تصدير الثورة الى اليمن والمرتبطة بحزب الله وقاسم سليماني تنصح الانقلابيين بتصفية كوادر التجمع اليمني للإصلاح. وذهب غلاب إلى اتهام صالح الصماد رئيس ما يسمى "المجلس السياسي " للإنقلابيين بالوقوف وراء استهداف كوادر حزب الاصلاح ، وكتب غلاب في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تعليقا على اغتيال " العنهمي" " وحليس" ، بقوله : "صالح الصماد يدشن بداية حكمه بالاغتيال حيث تم اغتيال قيادي اصلاحي في ذمار وآخر في عدن". وأشار الى ان سلسلة الاٍغتيالات ستزداد وتيرتها مع تنصيب كهنوتي دموي. خيارات الاصلاح.. وفي رده على سؤال ل «الخبر» حول خيارات حزب الاصلاح في مواجهة تنامي عمليات الاغتيالات التي تطال كواده وأعضاءه.. قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني الدكتور علي الذهب أنه يصعب في ظرف تعدد وتنوع فيه خصوم حزب الاصلاح، أن يحول دون تعرض قياداته وكوادره لما قد يمس حياتهم، وهم، في المقام الأول، مواطنون يمنيون تقع حمايتهم على السلطة القائمة، حتى وان اختلفوا معها سياسيا. وأوضح الذهب أنه على المستوى الشخصي، ينبعي ان يرتفع مستوى الوعي الأمني لدى أعضاء الحزب البارزين ومن يرون أنفسهم أنهم قد يكونون هدفا مرصودا، وهذا الاجراء له قواعده وأدواته الأمنية الخاصة. أما على المستوى السياسي والحقوقي، فيرى خبير النزاعات المسلحة في تصريح خاص ل "الخبر" ان من واجب الحزب أن يضاعف من نشاطه لدى الجهات ذات العلاقة؛ للكشف عن الجناة ممن يقفون خلف هذه الأعمال. أما خيارات حزب الإصلاح على المستوى الإعلامي ، فيجب ان تكون القضية في صدارة اهتمام الحزب؛ لخلق رأي عام مناهض لهذه الأعمال، حتى في أوساط من يعدون خصوما له، ذلك أن من يستهدف من الاصلاح لم يأت من خارج الحدود، فهم يمنيون، ولهم صلات قرابة وامتدادات اجتماعية متشابكة مع آخرين في مختلف الأحزاب. وفقا ل"الذهب". اهداف الاغتيالات.. ويقول الدكتور إسماعيل السهيلي – استاذ العلوم السياسية بجامعة الايمان – أصبح واضحا أن اغتيال العلماء والدعاة الاصلاحيين والسلفيين هي اغتيالات سياسية تتم عبر عمليات منسقة وليست حوادث جنائية ومن المتوقع أن تستمر وربما ترتفع وتيرتها. ويضيف السهيلي ل«الخبر» : "وعليه يجب على قيادة المكونين أن يجتهدوا في ترتيب وضع يكون فيه العلماء والدعاة بمأمن. مشيرا إلى اغتيال العلماء والدعاة ليس هدفا مقصودا لغرض تصفيتهم فقط بل المقصود أساسا إخلاء الساحة من مشروعهم وتهيئتها لمشهد جديد، لافتا إلى ان من يمارسون الاغتيالات ليسوا سوى امتداد لجماعة الحشاشين ومشروعها وارتباطاتها بالقوى المتربصة بالأمة. لماذا الإصلاح ؟! القيادي في حزب الاصلاح علي الجرادي وتحت عنوان : لماذا …الاصلاح؟ يقول: اغتيال قيادات الاصلاح، اختطافهم..تشريد..تفجير منازلهم، هي ضريبة انتمائهم للمشروع الوطني، يشاركهم فيها كل القوى الوطنيه والسياسيه والاجتماعيه التي تدافع عن حلم الدوله وسيادة القانون. وينوه الجرادي إلى أن ما يدفعه الاصلاح قد تكون ضريبة قاسية وكبيرة وجسيمة لكنها تليق بحجم الوطن الذي نبحث عنه جميعا، وبقدر حجمنا وانتمائنا لوطننا سندفع هذا الثمن الباهض. لكنه يؤكد أن الاستعداد للتضحيه لا تعفي "الاصلاحيين" مطلقا من رؤية المشروع المضاد الذي يستهدف مشروع الاعتدال والوسطيه بطابعه الوطني، كما لا يعفي السلطة الشرعية أيضا من مسؤليتها الدستورية والامنية في المحافظات المحررة. ويشير الجرادي إلى أن الاغتيالات التي تتم منذ فترة في المناطق المحررة وتقع تحت سيطرة الشرعية والمقاومة وخصوصا عدن وتستهدف قيادات المقاومه والقيادات العلمية والفكرية التي مثلت قوة دفع وحاضنة للمقاومة، وشبابها واستهداف البقية بتوزيع التهم والملاحقة ضمن حملات اعلامية وسياسية منسقة، كل ذلك يكشف عن مخطط ينفذ اجندته بأريحية واطمئنان. ويختتم الجرادي حديثه بالتأكيد على أن معركة استعادة الدوله تعني الجميع، وعلينا ان نتعلم من تجاربنا السابقة ، فالاصلاح ليس مستهدف لانه حزب الاصلاح ، ولكن الاصلاح كحزب مستهدف بما هو كقيمه سياسية ووطنية وفكرية يناهض الانقلاب والمشاريع اللاوطنية، وبالتالي فهو مستهدف كبقية القوى السياسية والوطنية والعلمية التي تحلم بدولة يسودها القانون. وفقا ل"الجرادي". بصمات دحلان الامارات .. الكاتب والمحلل السياسي السعودي إبراهيم الشدوي اتهم وبدون تورية او تعريض الإمارات صراحة بالوقوف وراء استهداف قيادات الاصلاح في عدنجنوبياليمن. وقال الشدوي في تغريدة له على موقع التدوين المصغر "تويتر" : "الإمارات سوف تفشل في اليمن كما فشلت الآن في ليبيا وأسلوب الاغتيالات المعروف به دحلان لن يثني رجال اليمن عن عزهم!!". الإمارات سوف تفشل في اليمن كما فشلت الآن في ليبيا وأسلوب الاغتيالات المعروف بة دحلان لن يثني رجال اليمن عن عزهم !! — إبراهيم الشدوي (@ibrahimalshadaw) August 15, 2016 ويتفق مع "الشيدوي " الضابط في الجيش اليمني والناشط في العمل التطوعي جلال الصياد حيث يعلق على جريمة استهداف قادة الاصلاح في جنوباليمن وفي إشارة الى "السعودية" التي اشركت الامارات في التحالف الذي تقوده الرياضباليمن، ضد الحوثيين وحليفهم صالح ؛ بقوله : "لا تستعين بظالم على ظالم حتى لا يجتمع عليك ظلم الاثنين" . ثم يؤكدها صراحة أن الامارات تقوم بما عجز عنه صالح والحوثي في اجتثاث حزب الاصلاح، وعدن خير دليل. وعن الهدف من قيام أبو ظبي بذلك.. يوضح الصياد أن الامارات تسعى لخلق واقع يقنع بقية الدول والاطراف بحل الدولتين. ويضيف : "ويبدو ان غض طرف المملكة عن المخطط الاماراتي دليل قبول ورضا". الحوثيون والقوى الظلامية .. نائب رئيس دائرة الاعلام والثقافة في التجمع اليمني للاصلاح عدنان العديني ، وأحد القيادات الشابة داخل الحزب التي تنادي بالتقارب مع أبو ظبي والبعث اليها والى دول الخليج عموما بتطمينات واقعية وحقيقية من الحزب تمهد لذلك التقارب وتثبت صدق النوايا ، اتهم جماعة الحوثي وصالح مباشرة بالوقوف وراء الاغتيالات التي تطال كوادر الحزب وقياداته . وقال العديني : يُستهدف الاصلاح من قبل الحوثي لانه النقيض السياسي والفكري للإمامة وهناك أطراف ظلامية اخرى تستهدفه ايضا بسبب الثقل الذي يمنحها الاصلاح للعمل السياسي في المجتمع وفي مواجهة مشاريعهم الاستبدادية . ويضيف العديني : "هناك من لا يرغب برؤية الاحزاب السياسية في البلد ويعمل جاهدا لتدمير بنيتها التي تشكلت منذ نصف قرن". ويتفق مع العديني ، الكاتب والباحث فهد سلطان موضحا أن الاغتيالات التي تطال قيادات حزب الإصلاح اليمني يقف خلفها، فصيل مليشياوي يحاول أن يكرر تجربة علي عبدالله صالح بما فعله بالحزب الاشتراكي بعد الانتصار في حرب صيف 94م. لكن "سلطان" يشير إلى ان الاصلاح واضافة الى استهداف قيادياته وكوادره يتعرض أيضا ، لضغط من زعيم حزب سياسي "لم يكشف عنه سلطان" كلما اقتربت المقاومة من العاصمة كون الحزب شريك اساسي وفاعل في المقاومة. وفي إشارة إلى "إيران" ، يقول سلطان: "وهناك دولة إقليمية لها تصفية حسابات مع الكتل السنية والتي يقف الحزب كحاجز منيع أمام تمدد مشروعها الجديد في المنطقة". غرفة عمليات واحدة.. الناشط محمد اليوسفي إتهم الامارات بالوقوف كل ما يطال الحزب وكوادره من قتل وتنكيل واغتيال ، وخاطب قيادات حزب الاصلاح بقوله : "الإمارات تعبث بكم " وأضاف في منشور له تعليقا على بيان الاصلاح الذي نعى فيه قيادييه "صالح العنهمي" و " صالح بن حليس" ؛ دعو التحالف يلقي مصرعه. وأضاف : الإصلاح من دعم التحالف والتحالف أتى لكي يتخلص منكم. وأردف : تابعو أنور قرقاش وضاحي خلفان وغيرهم وأقرأوا ماذا يقولون ؟ سيأتي الدور على العرادة والعكيمي والمخلافي وعلى كل إمام وخطيب، هؤلاء ليسو عربا وهم من دعم الحوثي وصالح كي يدخلوا صنعاء نكايةً بكم أتركوهم يلقو مصرعهم". بدور خاطب الناشط عبدالرحمن الدعيس قيادات الاصلاح وعلى رأسها رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي قائلا : ايها السيد اليدومي لا يكفي ان يظل الاصلاح حزب نعي يقتل ابنائه ويشردون وهم صامتون من خلال عملية اليوم يتضح لنا ان غرفة العمليات واحدة في الشمال والجنوب فما نحن فاعلون؟!.