ليس كل اللصوص جفاة القلب، غليظي الروح، عديمي الرحمة، ففي تاريخ البشرية ظهر أنواع من اللصوص كانوا نماذج (ولو ظاهريا) للمبادئ والروح الإنسانية، فهناك مثلا الشعراء الصعاليك الذين ظهروا في زمن الجاهلية، و قيل إنهم كانوا يمثلون نوعا من الاحتجاج على المظالم الاجتماعية، وكانوا يسرقون الأغنياء لمصلحة الفقراء. وفي أوروبا العصور الوسطى ظهر بطل شعبي هو «روبن هود» الذي كان يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء، ويدافع عن الضعفاء المظلومين في مواجهة الظلمة. وفي أدب الروايات البوليسية هناك «أرسين لوبين» أو اللص الشريف! اللصوص الظرفاء هم أيضاً نوع مسلٍ، وطالما نشرت أخبار حقيقية عن لصوص انتهت مغامراتهم بطرائف مثل ذلك اللص الذي دخل منزلاً ليسرقه ثم غلبة النوم فنام حتى استيقظ على رجال شرطة وهم يحملونه إلى السجن! صباح الأربعاء قبل الماضي، قررت مجموعة من اللصوص – أو المسلحين – مهاجمة البنك المركزي اليمني.. وطبعاً انتهت مغامرتهم بالفشل.. وهربوا بعد أن أصابوا جندياً! كان يؤدي واجبه، ولم يكن يعلم أن هناك لصوصاً خضعان يظنون أنهم يمكن أن يسرقوا البنك المركزي بالسهولة التي تحدث في أسواق القات والميادين المزدحمة! المهاجمون كان يستقلون سيارتين: الأولى هايلوكس والأخرى مرسيدس، واختيار سيارة هايلوكس مفهوم لتحميل الزلط عليها، لكن لم أفهم الحكمة من استخدام سيارة مرسيدس فاخرة في عملية الهجوم؛ إلا لو كان اللصوص يظنون أن الحراس سوف يسمحون لهم بالدخول حينما يرون المرسيدس ظناً منهم أن مدير البنك «بكّر غبش بدري» ليداوم في مكتبه! الراجح، أن العملية لم يكن الهدف منها السرقة بل إثارة الفوضى والبلبلة بأن البلاد صارت «مهلنيش» حتى أن سيارتين إحداهما مرسيدس (يعني غاية في الدلع) هاجمتا البنك المركزي في قلب العاصمة لنهب محتوياته (هل تتذكرون اتهام الرئيس السابق للقاء المشترك أثناء الانتخابات الرئاسية 2006 أنهم يريدون سرقة البنك المركزي مما دفعه للعدول عن قرار عدم ترشحه؟ الله يستر لو سمع بالعملية فيقرر التراجع عن التنحي!. الآن، إذا أرادت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية معرفة الخطة السرية لمخطط الاغتيالات والنهب وإثارة الفوضى والقلاقل بالبلاد؛ فعليهم فقط العودة إلى أرشيف الصحف المؤتمرية والممولة، وإعادة قراءة كل الاتهامات التي كيلت ضد المعارضين من كل نوع وسوف يكتشفون بسهولة كل شيء! *** الطائرات الأمريكية التي تقوم بقتل المتشبهين بانتمائهم للقاعدة تبدو وكأنها تملك السجل السري للأعضاء مصحوباً بصور شخصية حديثة لهم! والذي لا يعرف أن تنظيم القاعدة تنظيم سري سوف يظن من سهولة اقتناص أفراده أنه فريق كرة تظهر صور لاعبيه في كل الوسائل الإعلامية.. أو أن المخابرات الأمريكية تحصل يومياً على نسخة من برنامج تحركاتهم مثلها مثل قيادة التنظيم، وفرزة السيارات التي ينطلقون منها في رحلاتهم! حوادث الاغتيال السهلة التي تستهدف ضباط الأمن السياسي تؤكد أنه لا يوجد حس أمني بخطورة تنظيم القاعدة –بصرف النظر عن طريقة قتلهم بسهولة- أو بخطورة الجهة التي تقف وراء عمليات التصفية إن لم تكن القاعدة هي المسؤولة عن ذلك. *** شراسة الحملة المضادة للإخوان في مصر تزداد سعاراً.. فقد انضمت إليها راقصة اسمها «سما المصرية» التي أنتجت كليباً ضد «الحسْبَجية» وتجار الدين! المشكلة أن الواعظة بوسطها وأجزاء أخرى من جسمها؛ التي استفزت لاستغلال الدين وتشويه صورة الإسلام؛ وقعت في نفس التهمة، فهي أيضاً تتاجر بجسدها لتؤكد أنها تفهم الدين الصحيح أحسن من المشايخ الذين يحرمون الرقص الشرقي مع أن راقصة مبتدئة تعلم أن الدين لله والرقص للجميع!