وضع الرئيس عبد ربّه منصور هادي اللمسات الأخيرة لبدء مؤتمر الحوار الوطني بلقاء مع أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر للحوار الوطني، حيث ناقش معها الترتيبات النهائية لبدء أعمال مؤتمر الحوار بعد ضمان موافقة معظم الأطراف والفصائل على المشاركة في المؤتمر ، في حين تقرر تأجيل الإعلان عن القائمة النهائية للمشاركين إلى منتصف الشهر على أمل إقناع فصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بالمشاركة. وقال مصدر في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار إنّ اللقاء جاء بطلب من هادي، لوضع اللجنة أمام آخر التطورات ونتائج زيارته الأخيرة لمحافظة عدن ولقائه ببعض قيادات الحراك الجنوبي وما تم التوصل إليه بشأن المشاركة في الحوار الوطني. وإنهاء مقاطعة الجنوبيين لاجتماعات اللجنة التحضيرية احتجاجا على العنف الذي استخدمته القوات الحكومية في مواجهة المحتجين في عدن الأسبوع الماضي. الوضع مهيأ للحوار وفي مستهل حديثه أعرب الرئيس اليمني عن سعادته بهذا اللقاء خصوصا واليمن يقترب اكثر من موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من مارس الحالي.. وقال «إنّ الوضع السياسي في اليمن مهيأ من مختلف الجوانب ومهيأ تماما للحوار الوطني الجاد المسؤول» واطلع هادي اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني على طبيعة زيارته لمحافظة عدن ولقاءاته مع مختلف الأطياف السياسية والحزبية والكتل ومجاميع من الحراك الجنوبي. وأشار إلى أنه كان هناك تفاهمات طيبة وقد أبدوا استعدادهم للحوار.. وقال إنّ «ما حدث من أحداث مؤسفة يوم الواحد والعشرين من فبراير الماضي كانت نتيجة تعبئات خاطئة، سواء من الداخل أو من الخارج وقد تم التوجيه بالتعويضات والديات الشرعية ومعالجة الجرحى»، متمنياً ألا تتكرر مثل هذه الحادثة خصوصا ونحن أبناء وطن واحد.. منوها الى ان إعادة هيكلة الجيش تمضي في طريقها القانوني والنظامي المحدد من أجل تجسيد الوحدة الوطنية بين صفوفه وقياداته وألويته. تأجيل إعلان المشاركين وقالت مصادر في اللجنة ل «البيان» الإماراتية إن الإعلان عن القائمة النهائية للمشاركين في مؤتمر الحوار تقرر تأجيله إلى منتصف الشهر الجاري على أمل أن يتمكن المبعوث الدولي من إقناع فصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بالمشاركة في المؤتمر وإلى حين تحديد المعارضة الجنوبية في الخارج أسماء ممثليها في المؤتمر. وأوضحت المصادر أن اللجنة ستستكمل بقية الإجراءات المتعلقة بفرز وإقرار قوائم ممثلي الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والاجتماعية الأخرى المسلمة للجنة للمشاركة في الحوار، بعد اللقاء إلا أن معضلة اختيار ممثلي الشباب المستقل والمنظمات النسائية وممثلي منظمات المجتمع المدني لاتزال تشكل احدى الصعاب التي لم تستطع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار التغلب عليها. تحد رئيسي إلى ذلك، قال الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني احمد عوض بن مبارك إن القضية الجنوبية هي التحدي الرئيسي في مؤتمر الحوار، وتمنى على المشاركين في مؤتمر الحوار أن يتعاطوا مع هذه القضية بجدية من قبل جميع القوى. وأضاف ابن مبارك أنّ «القضية الجنوبية ليست قضية تخص الجنوبيين كما يتصور البعض، ولا تخص طرفا محددا وإنما هي قضية وطن» وأعرب عن أسفه لما يصوره البعض عن هذه القضية بأنها قضية مشابهة لقضية تهجير شيخ منطقة الجعاشن لأبناء المنطقة المعارضين لنفوذه وقال إنّ «القضية الجنوبية قضية ملتهبة، لكن الوضع في الجنوب اخطر بكثير لأن الجنوب كان دولة لذلك يجب أن نتعامل مع هذه القضية بمسؤولية عالية». من جهته، قال ممثل جماعة الحوثيين باللجنة الفنية للحوار الوطني محمد ناصر البخيتي، إن اللجنة أقرت بالإجماع مقترحاً يقضي بإزاحة مراكز القوى من الحوار لضمان نجاحه. وقال البخيتي: «نحن نسعى لإزاحة كل الفاسدين، وهذا موقف تقدمنا نحن به ونفتخر بذلك، لأنه أحد أهم ضمانات نجاح الحوار الوطني.. وهو مطلب كل الثوار الحقيقيين».