أعلن ميشال جوتوديا زعيم ائتلاف سيليكا المتمرد في جمهورية إفريقيا الوسطى والذي نصب نفسه رئيساً للبلاد بعدما أطاحت قواته الرئيس فرنسوا بوزيزيه، أنه سيحترم اتفاقات السلام الموقعة في يناير/كانون الثاني في ليبرفيل، وندد الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة بإطاحة السلطة في بانغي، ودعت فرنسا إلى حكومة وحدة وطنية، وأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها . وقال جوتوديا لاذاعة فرنسا الدولية “سنبقى دوماً في روحية ليبرفيل"، مؤكداً أنه لن يقيل رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية نيكولا تيانغايي، الذي كان أحد أبرز معارضي بوزيزيه، وسينظم “انتخابات حرة وشفافة في غضون ثلاثة أعوام" . وكان بوزيزيه، الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات والمعارضة وقعا في 11 يناير/كانون الثاني في ليبرفيل اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار على الفور وقيام فترة انتقالية من سنة مع حكومة وحدة وطنية . وبالفعل تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت وزراء من فريقي بوزيزيه والمعارضة وحركة التمرد . وأعلن رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، أمس الاثنين، أن 13 من جنود بلاده لقوا حتفهم في القتال الذي دار مطلع الأسبوع في إفريقيا الوسطى، وتعهد بعدم الاعتراف بزعماء المتمردين . وقال إن جنوب إفريقيا بصفتها عضواً في الاتحاد الإفريقي، ترفض أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة، ومن ثم ستؤيد فرض عقوبات واتخاذ إجراءات أخرى ضد من يقوم بأي تغيير غير دستوري للحكومة . وطالبت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما بشدة الدول الأعضاء باتخاذ إجراء موحد وحاسم، في إشارة إلى تعليق العضوية وفرض عقوبات على الذين سطوا على السلطة . وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “الاستيلاء غير الدستوري على السلطة" في جمهورية إفريقيا الوسطى، وطالب بإعادة النظام الدستوري في البلاد . من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه “أخذ علماً برحيل الرئيس فرانسوا بوزيزيه"، ودعا “كل الأطراف إلى الهدوء وإلى الحوار حول حكومة" وحدة وطنية . كما دعا أيضاً “المجموعات المسلحة إلى احترام المدنيين"، وذكر بأنه أمر بتعزيز الوجود العسكري الفرنسي في بانغي لحماية الفرنسيين المقيمين هناك في حال لزم الأمر . ودعت الولاياتالمتحدة المتمردين في ائتلاف سيليكا إلى احترام اتفاقات ليبرفيل للخروج من الأزمة . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند “ندعو بشكل عاجل قيادة سيليكا التي سيطرت على العاصمة بانغي إلى إقرار القانون والنظام في المدينة وإعادة العمل في أجهزة توزيع المياه والكهرباء" . كما أعربت عن “القلق الشديد" إزاء تدهور الوضع الإنساني وازاء “المعلومات الجديرة بالثقة والعديدة التي تشير إلى حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان سواء من قبل القوات الأمنية أو مقاتلي سيليكا" . وكان الرئيس بوزيزيه والمعارضة وقعا في 11 يناير في ليبرفيل اتفاقا يقضي بوقف إطلاق النار على الفور وقيام فترة انتقالية من سنة مع حكومة وحدة وطنية. وبالفعل تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت وزراء من فريقي بوزيزيه والمعارضة وحركة التمرد. لكن المتمردين استأنفوا عملياتهم المسلحة الجمعة بذريعة عدم احترام فريق بوزيزيه الاتفاقات واعلنوا انهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في حال سيطرتهم على بانجي. وتحدثت قناة «الجزيرة» العربية عن عمليات سلب ونهب واسعة النطاق في المدينة بأكملها. ونقلت القناة عن موظفة لدى الأممالمتحدة في المنطقة قولها: «الوضع غير مستقر للغاية. معظم السكان يقبعون في منازلهم لأن كل شيء تقريبا يتم سلبه».