لقد كثر الحديث عن الإرهاب والعنف في بلاد الغرب في الآونة الأخيرة ولاسيما دول شمال أوروبا التي كانت مستقرة منذ الحرب العالمية الثانية. وأن مفهوم الإرهاب المتعلق بالمسلمين تغير عقب التفجيرات التي حصلت في أكثر من مرة في القارة الأوروبية لاسيما بعد أحداث التفجيرات التي حصلت في مملكة النرويج في 22 يوليو عام 2011م من قبل أحد الأجنحة المتطرفة في صفوف اليمين المسيحي المتطرفأندش بهرينج بريفيك. لشدة خناق الإرهابي وخاصة اليميني المسيحي المتطرف أندش بريفيك منعت السلطات النرويجية أن يشارك مراسم الدفن أمه التي توفيت، وهذا خلافا للقيم النرويجية الموروثة في الحرية والاختيار والتعاطف الإنساني، وانحسر التعاطف حول العلاج الصحي الإنساني فقط كما صرح ذلك بعض المسؤولين في دائرة محاربة الجرائم. ويلاحظ جليا في التغييرات السياسية التي طرأت في الحياة النرويجية سياسيا واجتماعيا وحتى تربويا بحيث في بداية العام الدراسي لهذه السنة – 2012/2013م – أصبح لزاما لجميع المدارس النرويجية الحديث عما حدث في البلاد في 22 يوليو عام 2011م ، وقد أوصت وزارة التعليم ذم الإرهاب و إدانة العصرية وإبراز ذلك بشكل واضح مع الأفلام الوثاقية والأناشيد الإنسانية. غير أن الأحداث الأخيرة في بوستن Bosten بالولاياتالمتحدة أرجعتنا إلى المربع الأول في تلصيق الإرهاب بالإسلام والمسلمين مرة أخرى بعد اتهام المخابرات الأمريكية لارتكاب الحدث والجريمة البشعة لأخوين شيشانيين تيمورلنك وجوهر Tamerlan Tsarnaev and Dzhokhar Tsarnaev من جمهورية روسيا الاتحادية عاشا في الولايات المتحدمة مدة غير قصيرة رغم عدم وضوح الأغراض والأهداف لمرتكبي التفجيرات على الرغم من أعمال البحث والفحص في ملامسات القضية من قبل المعنيين بالأمر حتى الآن، مما أقلق كثير من المتابعين في الشأن الأمريكي، بل وأن الأمر أدى إلى دفن أحدهم – الذين ارتكبوا الأحداث - سرا حتى لا يثير مشكلة بين الناس. وسوف نحاول الحديث عن الإرهاب في الغرب في طريقة مختلفة وفي أكثر من رؤية بحيث نتناول طبيعة أنظمة اللجوء وقبول المهاجرين إلى البلدان الغربية حتى يتبين لنا إذا كان هذا الأمر يعين الإرهابيين ولمن يتعاطى العنف والقتل في أكثر من مكان. ونأخذ مثالا في مملكة النرويج وغيرها من الدول الشمالية مثل السويد والدنمارك وفنلندا تجاه سياسات قبول المهاجرين واللاجئين. وفي الحقيقة أن البحث سوف يترجم المعاناة الحقيقية والمعنوية التي تعاني منها الجالية المسلمة في خارج البلدان الإسلامية تجاه الإرهاب الفكري والعقدي في ظل تناقص الحريات المتاحة للإنسان المقيم في هذه الديار. ولا يفوننا أن نشير إلى أوضاع المسلمين في النرويج، وخاصة المراكز الإسلامية وعلاقتهم بالسلطات المحلية ورؤيتهم تجاه محاربة الإرهاب، وهنا سوف نعرض موقف الدول الأوروبية عموما والشمالية (الاسكندنافية) خصوصا كالنرويج والسويد من محاربة الإرهاب دولياً التي تتزعمها الولاياتالمتحدة، وكذا مواقف المراكز الإسلامية والعاملين في حقل الدعوة الإسلامية تجاه أعمال العنف والتطرف. والبحث عموماً يعتبر وجهة النظر الباحث لا غير.