قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أنهما يعتقدان، أن بمقدورهما إطلاق مباحثات سلام بشأن سوريا. وقال كيري في مؤتمر صحفي بعد لقائه لافروف في كيرونا بالسويد، يوم الأربعاء، "كلانا مفعم بالأمل بأنه خلال فترة قصيرة ستتهيأ الظروف حتى يكون لدينا في ما هو مأمول بديل للعنف والدمار الذي تشهده سوريا في الوقت الحالي". في حين أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "موسكو وواشنطن تحاولان حشد التأييد لهذه المفاوضات من الحكومة والمعارضة ي سوريا وكذلك البلدان الأخرى المعنية"، مضيفاً "إني أشاطر إلى حد كبير جون في التقييمات التي عرضها لتوه". واتفقت موسكو وواشنطن مؤخرا على عقد مؤتمر حول سورية قبل نهاية الشهر الجاري لبحث حل الأزمة السورية ، إلا أن وكالة (ايتار تاس) الروسية نقلت عن مصدر روسي قوله إنه يستبعد عقد مؤتمر حول سوريا قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن هناك الكثير من النقاط الخلافية حول المؤتمر, تلا ذلك اعلان الخارجية الأمريكية انها ترجح تأجيل المؤتمر الدولي إلى مطلع حزيران المقبل. وأضاف كيري ان هذا "المسعى من أجل السلام يقوم على صفقة ظلت خاملة منذ الإعلان عنها في جنيف في حزيران 2012 من أجل إقامة حكومة انتقالية في سوريا ذات سلطات تنفيذية كاملة وبموافقة متبادلة، وهو تعبير غامض ترك عن عمد دور(الرئيس بشار) الأسد في المستقبل غير واضح"، موضحاً "هذا ما نعمل من أجله ولا أظن أنه أمر غير مهم أننا نجد في هذا الوقت هذه الأرضية المشتركة ونعمل بجد معا". وعقد اجتماع "جنيف 1″ في حزيران العام الماضي، واتفق المشاركون على تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة, ولكن بالرغم من التأييد الدولي لهذا البيان لم يجد إلى الآن سبيله للتطبيق, بسبب الخلاف بين أعضاء المجموعة حول دور الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية، حيث تستبعد الدول الغربية أي دور له، بينما تؤكد روسيا والصين أن السوريين هم أصحاب القرار في تحديد مستقبلهم، رافضين فكرة رحيل النظام كشرط لبدء الحوار. هذا ومن المقرر ان يجتمع "ائتلاف الوطني" المعارض، في اسطنبول الأسبوع المقبل، لدراسة موقفه من حضور محادثات جنيف الجديدة. وكان لافروف دعا، في وقت سابق الأربعاء، المعارضة السورية إلى "دعم" المبادرة الروسية الأميركية لتطبيق إعلان جنيف من خلال عقد مؤتمر دولي للبناء عليه. كما من المقرر أن يستضيف الأردن، الاسبوع المقبل، اجتماعات المجموعة الأساسية ل "أصدقاء سوريا"، لكن دون مشاركة المعارضة السورية، بحسب ما أعلنت الحكومة الاردنية، كما ويعتزم كيري حضور الاجتماع. ويأتي ذلك بالتوازي مع إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاربعاء، قرارا يدين "استخدام النظام السوري الوحشي للقوة ضد السوريين ورفضه المتواصل للاعتراف بالتطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية"، بأغلبية 107 أصوات مقابل اعتراض 12 دولة فيما امتنعت 59 دولة عن التصويت. يشار الى ان الجمعية العامة للامم المتحدة تبنت 3 قرارات تدين العنف الذي تشهده سورية في كانون الاول عام 2011 وشباط واب عام 2012، فيما تعثرت حلول ومبادرات سياسية لحل الأزمة في سوريا سلميا، في حين يشهد مجلس الأمن الدولي انقساما حول إيجاد حل سياسي للأزمة يحوز على توافق جميع الأطراف.