حلَّت وثائق أمريكية مسربة لغز إنشاء مفاعل ديمونة النووي "الإسرائيلي" وكيفية تحويله إلى عسكري. وبحسب ما نشرته مجلة "فورين بوليسي"، فقد تبنَّى الكيان الصهيوني سياسة خداع لعواصم غربية في مقدمتها واشنطن وأوتاوا ولندن، وإقناعهم أن مفاعل ديمونة النووي هو "مصنع للنسيج". ونقلت المجلة على لسان مصادر عبرية قولها: إن "الأميركيين والغربيين عمومًا أصيبوا باللوث الاستراتيجي بعد انتخاب حسن روحاني رئيسًا جديدًا لإيران؛ حيث يعتقدون أن السياسة الإيرانية ستتغير، وبدلاً من تشديد الضغوط عليه، يمارسون الضغوط على الكيان، حتى تسقط تهديدها لضرب المفاعل النووي الإيراني". وتساءل تقرير المجلة عن كيفية تمكن "إسرائيل" من الحصول على مركبات تحول برنامجها النووي إلى عسكري والذي لا يزال غامضًا. إلا أن التقرير أوضح أن وكالة الاستخبارات الكندية اكتشفت في عام 1964 أن حكومة الأرجنتين نفذت عمليات تمهيد لنقل 80 – 100 طن من "الكعكة الصفراء" إلى "إسرائيل"، وأشركت كندا كلاًّ من بريطانيا والولايات المتحدة في هذه المعلومات. وأضاف التقرير أن مسؤولين في السفارة الأميركية في الأرجنتين أكدوا حينها أن "إسرائيل" قد أبرمت صفقة قبل سنة مع الأرجنتين لامتلاك 80 طنًّا من الكعكة الصفراء. وعندما واجهت واشنطن الأرجنتين بهذه المعلومات مطالبة بإلغاء الصفقة، أكدت الأخيرة أن الطلب جاء متأخرًا؛ لأن الصفقة قد أخرجت إلى حيز التنفيذ. وقد تضمن تقرير الفورين بوليسي المعتمد على 42 وثيقة تعقيب الكيان الصهيوني على هذه الوثائق قائلة: ""إسرائيل" لن تكون أول من يدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط". ومفاعل ديمونة هو أقدم منشأة نووية "إسرائيلية"، ولا تخضعه "إسرائيل" حتى الآن للرقابة الدولية. وقد تم إنشاء المفاعل بأوامر من الرئيس العبري الحالي شيمعون بيريس، وذلك في أوساط الخمسينيات من القرن الماضي. وتم اختيار ديمونة بوصفها بلدة بعيدة في صحراء النقب وأقامه خبراء فرنسيون، عندما وافقت الحكومة الفرنسية على تزويد "إسرائيل" بالوقود النووي وبالمعدات والأدوات اللازمة.