وجهت وزارة الخارجية الايرانية احتجاجاً الى المملكة العربية السعودية عبر سفارتها في الرياض، بعد تعرض رجل دين وهو أيضاً نائب في البرلمان الايراني الى إعتداء بالضرب أثناء قيامه بأداء العمرة في مكةالمكرمة. ونشر مكتب النائب في البرلمان الايراني عن مدينة قزوين القريبة من العاصمة طهرانحجة الاسلام مرتضى حسيني، بياناً اتهم من سماهم "الوهابيين" المتطرفين بالاعتداء الاسبوع الماضي في مكة على النائب المعمم مرتضى حسيني ما أدى الى كسر يده اليمنى وإصابته بجروح بالغة في أماكن أخرى من بدنه، وأن عدداً من المعتمرين المصريين نقلوه الى المستشفى حيث تمت إعادته بعد ذلك الى طهران لتلقي العلاج. وقال بيان رئيس المكتب إن المهاجمين اعتدوا بالضرب في المدينة المقدسة على النائب الذي كان في زي رجال الدين، وأن "الحادث وقع على مرأى ومسمع من الشرطة السعودية، ورجال الأمن السريين الذين يراقبون تحركات الحجاج والزوار الايرانيين ويحصون عليهم أنفاسهم، ولم يتدخل أحد لإنقاذه". واتهم البيان السلطات السعودية "بالتواطؤ" في الاعتداء على النائب، وحذر من وقوع المزيد من مثل هذه الاعتداءات على الايرانيين وعموم الشيعة المعتمرين والزائرين في مكةوالمدينة في شهر رمضان وباقي مواسم العمرة والحج. وتمر العلاقات الايرانية السعودية بمرحلة حرجة منذ تولي الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد الرئاسة في العام 2005. وقد تعمقت الخلافات بسبب التباين الشديد في المواقف حول قضايا اقليمية والخلاف الشديد بين طهرانوالرياض حول الأزمة السورية واتهامات صريحة لإيران بتقويض الأمن في البحرين، ودعم من تسميهم الرياض بمثيري الشغب في القطيف لزعزعة الاستقرار في المملكة. وطالبت رسالة الخارجية الايرانية السلطات السعودية بالقيام بوظيفتها في توفير الحماية للحجاج والمعتمرين الايرانيين. وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن إسمه إن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني طلب عدم " تضخيم " القضية، لكي لا تقوض الجهود الي ستبذلها حكومته الجديدة، لتحسين العلاقات مع الرياض بما يمهد لإيجاد حل يرضي الجميع، للأزمة السورية بشكل خاص. وأطلق روحاني منذ انتخابه الشهر الماضي عدة تصريحات معربا عن رغبة حكومته المقبلة في إيجاد علاقات جديدة مع الرياض. ورحب المسؤولون في السعودية من جهتهم بهذه المبادرة التي تقدم بها الرئيس الإيراني الجديد، وذلك رغم الشكوك التي تساورهم حول نية النظام الإيراني بهذا الشأن، فيما تتهم الجهات السلفية إيران بأنها تتصرف كدولة راعية للشيعة في العالم بما يثير ذلك حفيظة دول الخليج السنية، وترى أن تصرفات ايران الطائفية تؤدي الى ردود أفعال تنطلق أيضاً من منطلقات طائفية. وكان روحاني تجنب التعليق على مقتل أربعة شيعة مصريين في قرية زاوية ابو مسلم بمصر الشهر الماضي على أيدي متطرفين، وترك لحليفه الرئيس السابق محمد خاتمي توجيه رسالة الى شيخ الأزهر الشريف حذر فيها من أن "خطر العنف والتطرف والتحجر ونعرات التفرقة، لا يهدد اليوم مصر وحدها، و إنما يهدد العالم الإسلامي قاصيه و دانيه". وطالبه "بالوقوف بوجه هذه التهديدات العقائدية، وبالدفاع عن إسلام الرحمة والتأکيد علي ضرورة الوحدة و فاعلية منطق الحوار". ونقل مقربون من روحاني ان الرئيس المنتخب كان تباحث مع خاتمي ليكتب تلك الرسالة التي أكد فيها على الدور البارز للعلماء والمفكرين في تشجيع الساسة والجهات الرسمية علي اتخاذ إجراءات قانونية حثيثة في هذا المجال، باتجاه الوحدة والتقريب بين جميع المسلمين، وإبعاد نيران الحقد والتطرف و الإرهاب الأعمي عن المجتمعات الإسلامية کافة.