قال الفريق اول عبد الفتاح السيسي الاحد ان القيادة العامة للقوات المسلحة طلبت من الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد تنامي حركة الاحتجاج ضد ان يدعو الى اجراء استفتاء لكن رده كان "الرفض المطلق"، وذلك في اول خطاب عام لوزير الدفاع بعد الاطاحة بمرسي. وفي لقاء مع قادة وضباط القوات المسلحة صباح الاحد، شدد السيسي على ان "القوات المسلحة المصرية بكل افرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ ان تكون في خدمة شعبهم والتمكين لارادته الحرة لكي يقرر ما يرى". وقال إن "القيادة العامة للقوات المسلحة ابدت رغبتها ان تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام الى الشعب واجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلي كلمته لكنه رفض رفضا قاطعا". وقال السيسي "ارسلت الى الرئيس السابق محمد مرسي مبعوثين برسالة واحدة واضحة، (...) أن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين الي استفتاء عام يؤكد أو ينفي وقد جاء الرد بالرفض المطلق". واضاف "وعندما تجلت ارادة الشعب بلا شبهة ولا شك ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية ضد مصدر الشرعية، فان الشعب و بهذا الخروج العظيم رفع اي شبهه واسقط اي شك". وقال السيسي ان "القوات المسلحة ظلت ملتزمة بما اعتبرته شرعية الصندوق رغم ان هذه الشرعية راحت تتحرك بما تبدى متعارضا لاساس هذه الشرعية واصلها واساسها، واصلها ان الشرعية في يد الشعب يملك وحده ان يعطيها ويملك ان يراجع من اعطاها له ويملك ان يسحبها منه اذا تجلت ارادته بحيث لا تقبل شبهة ولا شك". وتابع : ان "القوات المسلحة المصرية بكل افرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ ان يكونوا في خدمة شعبهم والتمكين لارادته الحرة لكي يقرر ما يري". واوضح السيسي ان القوات المسلحة وجدت ان ما وصلت اليه الثورة لا يتناسب مع ما قصدته وسعت نحوه وان رؤاها للمستقبل "نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة". وعزل الجيش المصري مرسي في الثالث من تموز/يولو الجاري بعد احتجاجات شعبية واسعة في 30 حزيران/يونيو شارك فيها ملايين المصريين في مختلف انحاء البلاد للمطالبة برحيل مرسي المنتمي لجماعة "الاخوان المسلمين". إلى ذلك رجح كاتب ومحلل سياسي مصري أن يكون الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد، أمام قادة وضباط الجيش، قد كتبه له "محمد حسنين هيكل" المعروف ب"رجل كل العصور"، والذي يرجح مراقبون أن له يدا كبيرة في التخطيط لانقلاب العسكر في مصر. وقال الكاتب المصري أمير سعيد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "من يقرأ كلمة الفريق السيسي اليوم لا يمكن أن يخطئه نفس هيكل في كتابتها.. دقق في أسلوبها، محال أن يكون قد كتبها غيرُه". يشار إلى أن محمد حسنين هو صحفي كبير السن، عاصر الملك فاروق وكان من المقربين منه، كما كان أقرب الصحفيين لجمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل، وكذلك لأنور السادات الذي جاء بعده، وذلك على اختلاف توجهات الحكام الثلاثة. جدير بالذكر أن هيكل هو أحد المقربين من قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وتشير بعض الأنباء إلى أنه هو الذي حرضه على الانقلاب واقترح عليه فكرة حركة تمرد. وكان الكاتب الأردني ياسر الزعاترة قد كتب على حسابه بموقع تويتر قبل أيام يقول: "من كل تفاصيل الانقلاب وما تسرب عنه، يتبين أن محمد حسنين هيكل شريك في تدبيره، وتبريره في آن، وسيكون له دور في التفاصيل التالية كما يبدو". وقد حذر بعض النشطاء الفريق السيسي من الانجرار وراء توجيهات حسنين هيكل، وخاطبه بقوله: "إلى القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي : محمد حسنين هيكل يجرك إلى كوارث ، فلا الزمان هو الزمان ولا الناس هم الناس.