يعاني معظم الناس في رمضان من رائحة فم مزعجة، يود الصائم لو يتخلص منها أو يخففها على الأقل، وتتراوح شدتها ما بين قوية وخفيفة. رائحة الفم تزداد عند الصائمين؛ لأن بعض الناس يعتمدون في أكلهم على البروتينات بكثرة، إلى جانب أنهم لا يشربون كمية كافية من السوائل ليلا وخاصة الماء. ويفسر ذلك بأنه كلما أفرط الشخص في أكل البروتينات (اللحوم، الدجاج، البيض، وغيرها) ازدادت نسبة الحامض البولي في الدم، ومن ثم تزداد الرائحة عن طريق التنفس. ويوجد علاج وحيد لذلك بطرد هذه الأحماض البولية من الجسم عن طريق شرب كمية كافية من السوائل وخاصة الماء في أوقات من الأفضل ان تكون منتظمة خلال 24 ساعة. إن نظافة الأسنان لا تلعب الا جزءا بسيطا في رائحة الفم أحيانا، ولكن غالبا ليس لها دور في ذلك، فهناك من ينظف أسنانه بانتظام دائم ومع هذا تبقى رائحة الفم مستمرة، وهناك أخطاء شائعة بتحليل أسباب رائحة الفم، فمنهم من يقول إنها تأتي من المعدة وآخر يرجعها إلى الأسنان. هذه الرائحة لا يمكن أن تأتي من المعدة لأننا لا نتنفس منها، ولا يخرج الهواء من المعدة الاّ بمحض إرادتنا، ولكن الرائحة تأتي مع الهواء الذي ينبع مع الزفير من الرئتين، والرائحة مزعجة جدا؛ لأن الهواء يحتوي على نسبة عالية من الحمض البولي. إن كمية السوائل يجب ألا تقل أيام الصيف عن ثلاثة لترات في اليوم و2,5 لتر على الأقل أيام الشتاء، ومثال على ذلك رائحة الفم المزمنة عند مرضى الفشل الكلوي؛ لأن نسبة الحمض البولي في الدم مرتفعة جدا، فيمكن حتى شم رائحة الجلد بالإضافة للتنفس من مسافة بعيدة. ويقول أطباء الأسنان إن هناك عدة وسائل للتغلب على هذه المشكلة منها؛ تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل دائم، وإخراج بقايا الطعام من بينها، وتنظيف الفم جيدا بعد أكل منتجات اللحوم، والسمك. وعدم الإفراط في شرب القهوة، ومضغ اللبان (العلكة) الخالية من السكر، وتناول الخضراوات الطازجة خاصة التي تحتوي على الألياف مثل الجزر. من جهة أخرى: إن رائحة الفم الكريهة التي يعاني منها بعض الأفراد في رمضان قد تنتج عن إصابتهم بطفيليات أو ديدان معوية، أو فطريات على اللسان، أو تسوس الأسنان. وتنتج عن حدوث مشاكل في اللثة، وعن عدم اتباع إرشادات نظافة الفم والأسنان، وقد تكون نتيجة للإصابة بأمراض أو مشاكل صحية خارج الفم، وأحيانا ممكن أن يكون السبب التهاب اللوزتين فتزول الرائحة بزوال الالتهاب. ويؤكد الخبراء أهمية استعمال فرشاة للسان، وهي غير مألوفة عند الكثير من الناس، وتنبع أهميتها من أن بعض جزيئات الطعام تبقى عالقة بين شعيرات اللسان بعد الأكل لفترات ليست بقليلة خاصة إذا كانت تشققات اللسان عميقة، عندها تقوم البكتيريا الموجودة في الفم بتحليل هذه البقايا مصدرة مادة الكبريت ذات الرائحة السيئة. وطالما ظلت جزيئات الأطعمة (كالثوم والبصل) عالقة فإن رائحة النفس ستظل موجودة، لذا فإن تفريش اللسان بالدرجة الأولى وتفريش الأسنان واستخدام الخيط بعد تناول الأطعمة المسببة لرائحة الفم الكريهة يساعد على التقليل منها، ويؤدي تفريش اللسان بالفرشاة أو باستخدام أداة تنظيف اللسان الى إزالة بقايا الطعام والخلايا البكتيرية المتراكمة على سطح اللسان وبالتالي يؤدي الى تجنب رائحة الفم الكريهة. ويرى الأطباء أن الرائحة قد تصدر نتيجة مشكلة في الأنف مثل؛ وجود جسم غريب في تجويف الأنف لدى الأطفال، أو أن المشكلة قد تنتج عن الجيوب الأنفية، أو أن تجويف الفم قد يحتوي على قرحة مزمنة أو أن المشكلة قد تكمن في الأسنان مثل؛ وجود تجاويف مجاورة للأسنان تسمح بتراكم الأطعمة وتعفنها. وقد تنتج رائحة الفم من وجود تجويف في اللوزتين تتراكم فيه بقايا الأطعمة لعدة أيام وتتعفن وبالتالي تصدر رائحة مزعجة، ويشكو المرضى غالباً من خروج مادة صفراء ذات رائحة كريهة وتتحسن الحالة لبضعة أيام ثم ما تلبث أن تعود بعد تراكم أطعمة جديدة فيها. ويرى الخبراء أن التدخين بعد الإفطار يسبب رائحة فم مزعجة، وللحفاظ على رائحة فم منعشة ينصح بتناول الفواكه الصلبة مثل؛ التفاح والجزر، كما أن استخدام غسول الفم أو معاجين الأسنان التي تحتوي على مركب (Chlorine dioxide) بدرجة معتدلة يمكن أن يحسن رائحة الفم. ان جفاف الفم يزيد من رائحته، إذ إن الناس الذين يتنفسون من أفواههم أكثر تعرضا لرائحة الفم، وهنا نشير إلى أهمية التنفس من الأنف حتى لا يتعرض الفم للجفاف وتتأذى اللثة كما أن تقدم العمر قد يسبب رائحة الفم خاصة مع إهمال النظافة. وينصح بتناول البقدونس والنعناع؛ لأنهما يحتويان على حوامض عطرية تساعد في تلطيف رائحة الفم بعد الإفطار، كما ينصح بالابتعاد قدر الإمكان عن التسالي snacks فهي عادة تحتوي على كمية كبيرة من السكر والحوامض المؤذية، والإكثار من شرب المياه؛ لأنه يحافظ على التوازن الغذائي والأيضي في الجسم. ويرى بعض الخبراء أن تناول اللبنة في السحور يخفف من رائحة فم الصائم، وإن تناول اللبنة يقضي على روائح الحلق والفم الكريهة، بالإضافة إلى قدرته على تحسين حالة اللثة. ووجد علماء يابانيون أن تناول اللبنة قلل من نسبة سلفيد الهيدروجين؛ وهي المادة المسؤولة عن الروائح غير الطيبة في الفم بنسبة 80 % من الحالات التي أجري البحث عليها. ويرجع السبب في ذلك إلى البكتيريا النشطة الموجودة باللبنة وبالذات نوعي لاكتوباسيلوس بلجاريكس وستربتوكوكوس ثرموفيلوس، ونصحت الدراسة بتناول اللبنة الخالية من السكر كبديل للحلوى والشوكولاتة. ويوصى بضرورة استخدام الخيط لإزالة ما علق بين الأسنان، وهناك الخيط المشمَّع (مغطَّى بالشمع) والخيط العادي، ويستخدم الأول عندما تكون الفراغات بين الأسنان ضيقة لإزالة ما علق بين الأسنان من بقايا الطعام والجير، أما الخيط العادي فيمكن استخدامه عندما تكون الأسنان متباعدة. وفي جميع الحالات يحذر من تحريك الخيط على سطح السن بقوة أو مبالغة، وإلا فإنَّ السن سوف يتلف ويسوِّس (كما تتلف الحبال حجارة فوهة البئر).