مصيبتنا اليوم تتجلى في المراقبين عن بعد، المتابعين للمشهد من خلال شاشات فضائياتهم.. الذين سرعان ما تنهار عزائمهم مع أول قطرة دم تسيل، ومع أول شهيد يرتقي إلى العلا، حتى تبدأ تعليقاتهم، وتظهر تحليلاتهم الدامعة الباكية، لقد حذرنا من قبل، ونبهنا كثيراً، وقلنا وأعدنا لكن دون جدوى.. وهذه هي النتيجة.. ألم تلتق ببعض هؤلاء بالأمس القريب، يوم كان الهجوم على غزة، ويوم كانت روائح الدم الزكية تنبعث في غزة المحاصرة، ويوم كانت مواكب الشهداء تترى.. ؟! لقد عانينا من هؤلاء كثيرا في الماضي، وفي الحاضر.. وكم نتمنى أن يكون الدرس المصري حاسماً لهؤلاء، ليقلل من أعدادهم، وينقلهم إلى حيز أن الحرية والكرامة والاستقلال واسترداد الحقوق له ثمن باهض، ويا له من ثمن، نسأل الله أن يتقبله من أهلنا وأحبابنا في ميادين العزة والكرامة. لكن الحقيقة التي يصعب على هؤلاء استيعابها أن دماء الشهداء مقدمة الانتصار… وطريق التمكين بإذن الله.. ولو وجد هؤلاء الانقلابيون سبيلاً للخلاص من ورطتهم غير إراقة الدماء لاتبعوه… لكنهم لم يجد سبيلا أمام إرادة المصريين، وعزيمتهم وثباتهم وصمودهم ومضائهم غير أن يسفكوا الدماء في هذه المجازر البشعة، التي تؤكد حقاً بشاعة نفوسهم، وسوء تقديرهم، وعمق حقدهم على الإسلام والمسلمين… أطمئنكم يا سادة… لن يطول الأمر.. والنصر قريب حدا.. إن شاء الله. النصر صبر ساعة.. بإذن الله. وليس أمامنا إلا الصبر ولا غير الصبر.. وسوف ننتصر..