غبار المعركة في مصر لم ينجل بعد. هناك عسكر لم تنفذ ذخيرتهم بعد، ومخطئ من يظن انها انتهت، وأن أقصى ما يستطيعون فعله قد فعلوه وقتلوا حتى الآن أكثر 350 مواطنا مصريا وأصابوا أكثر من 6000 آلاف. فهؤلاء في جعبتهم الكثير، وقد يفاجؤوننا بدموية أكثر وبأساليب مخادعة أكثر. وهناك ملايين صامدون، لقد أذهلوا العالم بصمودهم، قدموا أسطورة ستدرس في مناهج العالم في قابل الايام. هؤلاء قرروا ان لا يعودوا الى بيوتهم الا بعودة الشرعية المختطفة، هم يقولون، ولكنهم يقصدون ويفعلون ما يقولون، ألم تروا معنوياتهم عندما يحتر فيهم القتل، ألم تسمعوا كلمات والد شهيدة المنصورة؟ ألم تسمعوا كلمات ذوي الشهداء على منصة رابعة العدوية؟ سأنقل لكم مقطعا واحدا: صبي لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، يحمل أخاه الصغير بين ذراعيه، قابله أحد حاملي الكاميرات وما اكثرهم، فقدم له رؤيته وتحليله للوضع، ثم أضاف: انا هنا مع ماما وبابا، ألا تخاف؟ هناك من قتلوا، أجاب: لا، كلها رصاصة في الرأس ونفطر في الجنة. فهل يستطيع العسكر وحلفاؤهم وعملاؤهم أن يقضوا على هذه الملايين الصامدة. باختصار: غبار المعركة في مصر لم ينجل بعد، فلا تشحذوا سيوفكم ولا ألسنتكم.