محافظة اب "اللواء الاخضر" وهبها الله جمال وخضرة طوال العام وتعتبر من اجمل المحافظات اليمنية، حيث تكسو الخضرة جبالها ووديانها ،و كل مديرياتها ، وهناك أودية شهيرة في اب مثل وادي بناء ووادي الدور وغيره. لكن محافظة إب ورغم هذا الجمال والمتعة لا تزال بحاجة إلى أشياء كثيرة ، فهي تعاني الاهمال الرسمي في كثير من المجالات الخدمية والمعيشية وغيرها . فالناس في مدينة إب يفرون منها باتجاه قراهم، لعدم وجود ما يستهويهم فيها ، فلا حدائق ولا متنزهات ولا متنفسات، كل ما فيها شوارع مليئة بالحفر، فإب تظهر في العيد وكأنها قطعة من سقر يفر منها الجميع. ورغم أن هناك من يطالب بأن تكون عاصمة سياحية لكنها غير مؤهلة ، بسبب عشوائية البناء وسوء التخطيط وتعمد الاهمال. ناهيك عن أن كل المسؤولين في المحافظة ورغم حبهم لها وهو حب قاتل كما يقال " ومن الحب ما قتل" فاسدون وكل ما يهمهم هو كيف ينهبون الاراضي ويبيعونها فقط ، وعندما تجلس مع أحدهم تجده يعزف لك يعزف لك عن حب الوطن والمحافظة ، بل ويقول هناك من يدمرها مع هؤلاء المسئولين هم من يدمر محافظة " إب" فالمحافظ ينام دائما ، ولا يداوم طوال العام الا اسابيع فقط . إن مدينة إب وهي تعيش أجواء عيد الفطر، تفتقر لمدن الالعاب والحدائق الترفيهية والمتنزهات النظيفة ، من يتصور أن مدينة إب لا يوجد بها حديقة للالعاب ، كي يقضي الاطفال ايام الاجازات والعطل فيها. والسؤال : كيف وأين يقضي الناس ومواطني إب أيام العيد والاجازات ولايوجد في اب حديقة واحدة ؟ بإستثناء شبه حديقة تقع في جبل مشورة ما ان تذهب للتنزه فيها إلا وتعود الى اقرب مستشفى بسبب البرودة الشديدة نظرا لمكان الحديقة الذي يقع في أعلى الجبل. إضافة إلى إفتقادها لأدنى مقومات الحديقة بمعناها المعروف ، عدا الاسعار المرتفعة ورسوم إستخدام اللعبة ، ذلك أن السلطة المحلية لا يعنيهم من قريب أو بعيد أن يكون هناك حديقة لأبناء محافظة إب ، على إعتبار أن مسؤليها يتنزهون في محافظات أخرى ، بل إن بعضهم سافر الى دول اخرى، لقضاء إجازة العيد ، لايهمه المواطن ؟ عما إذا كان لديه حديقة أم لا ؟ وحتى حديقة الحيوانات التي تقع في جبل المحمول لا يمكن أن يطلق عليها حديقة ، فهي حديقة بالاسم فقط ، أما الحيوانات فقد سرقت منها ، وهي مهملمة منذ إنشائها قبل أربع سنوات. ونحن نسأل لماذا لا يتم إنشاء حديقة ومتنزه في مكان جيد وهناك اراضي تم حجزها قبل سنوات من عهد المحافظ هلال في منطقة المعاين وهي ارضية تحتل موقع مناسب في قلب مدينة اب ، حيث تتوفر المواصلات والخدمات ، بدلا من الذهاب إلى جبل مشوره حيث البرد القارس ، لكن تلك الارضية التي تم حجزها لتكون حديقة ظلت سنوات جدباء موحشة ولسنوات حتى أن سعرها كان رخيصا ، لكن ثمنها اليوم أصبح مقارب للذهب بسبب عشوائية مسئولي اب وتقديم مصالحهم على مصلحة المحافظة وأبنائها وإلا ماذا سيجري لو تم تعويض ما لك الارض وتحويلها إلى حديقة ؟. عند ما ذهبنا بالأمس الى حديقة مشورة رأينا من الفوضى والاستغلال والزحمة والطوابير والاسعار الخيالية ما لم نكن نتوقعه، والسبب في ذلك هو عدم وجود بديل، فمسؤولي المحافظة في صنعاء وتعز وعدن ، والمواطنين لا عزاء لهم. لقد طلب مني كل من التقيتهم في حديقة مشورة حيث البرد القارس والاسعار الجنونية ، ان ننقل معاناتم جراء إنعدام الحدائق والمتنزهات إلى المعنيين والسلطات الرسمية ، كما ابدوا إستغرابهم من حديث بعض المسؤولين عن إتخاذ محافظة إب لتكون عاصمة سياحية في وقت تفتقر فيه المدينة للحدائق والمتنزهات ، والطرق المسلفته ، والكهرباء ، والمطاعم الراقية ، وكذلك الفنادق التي تمثل الوجه الحضاري للمحافظة وبيئتها الخلابة . معاناة محافظة إب تحتاج إلى أكثر من مقال وتحقيق وإستطلاع ، ولا يتسع المقام لذكر كل ذلك في هذا الاسطر ، فإب لا يوجد فيها مستشفى او قسم للحروق ، بإستثناء ذلك القسم الوحيد في مستشفى جبلة الذي أنشاته جمعيه المعمداني الامريكية قبل سنوات طويلة ، كما تفتقر مستشفيات إب لأجهزة الكشافات المحورية ، وإذا وجدت في بعض المستشفيات الحكومية فهي معطلة. محافظة أب تعاني الكثير والكثير ومسؤليها ليس لهم من هم سوى ملء البطون والتصفيق بالروح بالدم وهذا ديدينهم منذ زمن في الوقت الذي لايوجد فيه بينة تحتية في المحافظة ، وتكاد تكون بنيتها التحية صفر. ختاماً: إب تفتقر للحدائق والمتنزهات والمستشفيات والفنادق والمطاعم التي تجعل المحافظة قبلة للسواح ، مع أن لديها "15″ وكيلاً ، ولا نعلم ما هي وظائفهم ؟؟!!!