اننا ترعرعنا في الأهواز ؛ كان شقيقي إبراهيم يربيني لمدة سنتين فكنت أنظر إليه كوالدي .. إنه كان يُعرف بين الأقارب والاصدقاء بالتواضع و ميساعدة الآخرين ولا سيما الفقراء والمساكين، وهو كان يتمتع بمهنة كريمة وعيش مترفه، اتذكر يوما رجل كهل وقف امامي في السوق واخذ يدعو لي ولأسرتي واني لم اكن اعرفه ابدا وبعد ان شكرته على ما قال فسألته: من انت وكيف تعرفني؟ فاجابني وفي خلال الاجابة حكى لي قصة عن ابراهيم وأثار استغرابي ان الذي كنت اعرفه من ايام طفولتنا، وفهمت انه كان يعين الفقراء والعوائل المتعففة خفياُ كما كان يتبرع لبعضهم مكتوماُ كي يحتفظ بماء وجههم، وهذا الرجل المسكين كان يقول لي انه ليلا للكشف عن هوية هذا الانسان السخي والكريم الذي كان يجيء الى شارعهم بغتة ويضع المواد الغذائية امام ابواب بيوت الفقراء.. نعم واستمر بالقول بأنه عزم أن يكشف ويعرف من هذا الرجل حيث يقرر متابعة الموضوع فيذهب الى رأس الشارع بمرافقة ابنه الصغير ويتظاهر بان ابنه مريض وهو نفسه عند المحاولة على نقل ابنه الى المستشفى التوت قدمه وهنا ابراهيم يسارع الى مساعدتهما وينقل هذا الولد المصاب الى المستشفى وبهذا قد تعرف الرجل على هوية شقيقي ولكن ابراهيم يقسمه بالله الا ينبس بكلمة عما حدث لكي لا يخجل منه الفقراء. وتعرفنا نحن في ايام الثورة ضد الملكية الى منظمة مجاهدي خلق وبعد ما رأينا وجربنا ان النظام الرجعي الحاكم في ايران كيف يقمع حريات الشعب ولا سيما الاقليات وكان يفتقر اهالي منطقتنا في الاهواز يوما بعد يوم، اعتزمنا على الالتحاق بصفوف المقاتلين الاحرار على الحدود الايرانية والعراقية، وابراهيم طيلة هذه السنوات البعيدة التي امضاها في مخيم اشرف وبين اخوانه المناضلين مازال كان يشتهر بالتواضع ويتصف بمن يعين الآخرين فلهذا كان مثالاً بين اخوته المجاهدين والمجاهدات. كان ابراهيم أحد مسئؤولي البلدية في مدينة اشرف وكانت اشرف مرهونة به لخضرها وبهاياها وكان يعتزبهذه المسؤولية ا عن اخضرارالبيئة في "درة الصحراء" ليفرح ويتلذذ بها اخوته. كانت اشرف رسما منظوريا من ايران الحرة القادمة والمتخلصة من ظلم واضطهاد الملالي الحاكمين في ايران وتحتوي على جميع الاقوام والاديان والمذاهب كل من العرب والكرد والبلوش والفارس اوالسنة والشيعة والمسحيين و… ويعيشون فيها سعداء وفي الرخاء، فلذلك كان يقول دوما: "علي ان اسقي الاشجار اولا وبعد ذلك يأتي الدور علي واشرب الماء". في صباح الاول من ايلول، اقتحمت قوات نوري المالكي الخاصة مخيم اشرف وهم من الفرقة الذهبية المسماة بالقذرة وبالتنسيق مع رئيس شرطة محافظة ديالى شنوا هذا الهجوم الوحشي وقتلوا 52 من 100 ساكن متبق في ميخم اشرف من اجل الحفاظ على ممتلكات المجاهدين الى وقت بيعها ووفق اتفاق رباعي مع الاممالمتحدة والولايات المتحدة والحكومة العراقية ومنظمة مجاهدي خلق الايرانية والعديد منهم قتلوا مكتوفي الايدي وبطلقات الرحمة في اجبنتهم، واخي ابراهيم سقط الى جانب اشجار نبتت على ايديه وهذه المرة رواها بدمه النقي. واليوم مضى ستون يوما من اضرابي عن الطعام وبمرافقة عديد من اصدقائي في مخيم ليبرتي ونحن نطالب بالافراج عن الرهائن السبع الذين اختطفوا في مخيم اشرف وضمان حماية مخيم ليبرتي بانتشار قوات الاممالمتحدة ذات القبعات الزرق. رئيس اوباما قبل لقائك مع نوري المالكي أرغمه على مراعاة القوانين الدولية المدافعة لحقوق الانسان. واني على يقين بان يصل يوم تحرير ايران ويتخلص الشعب الايراني من نظام الملالي المعتمد على التزوير والقمع. إسماعيل الأسدي أحد المضربين عن الطعام في مخيم ليبرتي