دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى جعل يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري يومًا لنصرة القدس والأقصى، وطالب الفلسطينيين بالرباط في المسجد الأقصى لحمايته من "المخطط الإسرائيلي الساعي لتقسيمه بين اليهود والمسلمين". ووجه الاتحادُ نداءً خاصًا في بيان أصدره ،الأربعا، إلى كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والعاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، داعيا إياهم "إلى اتخاد كل الوسائل، واستخدام ما لديهم من نفوذ وعلاقات دولية وإقليمية لوقف الخطر الذي يهدد الأقصى". وقال الاتحاد في بيانه الذي ذيِّل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، إنه "في تطور خطير لتجاوزات الاحتلال الصهيوني الآثمة لتهويد مدينة القدس، وانتهاك قدسية المسجد الأقصى، أعلنتْ سلطاتُ الاحتلال عن طرح قانون يُشرِّع لانتهاك قدسية المسجد الأقصى، وذلك بتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا". وأعلن نشطاء من حزب الليكود الإسرائيلي يتزعمهم نائب رئيس الكنيست (البرلمان) موشيه فيجلين، مؤخرا عن مقترح مفصل لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود، وذكروا أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي قريباً. واعتبر الاتحاد هذا الأمر بمثابة "تحدٍّ سافر لإرادة المسلمين عامة، والمقدسيين خاصة"، كما أشار إلى أنه يعد "خرق كاملٍ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وقرارات الأممالمتحدة، ومنظمة اليونسكو، المتعلقة بحماية المقدسات تحت الاحتلال". وحذر الاتحاد " الصهاينة من العواقب الوخيمة لهذه الاعتداءات والمظالم الكبيرة ". ودعا الاتحاد "المَقْدِسِيِّين وكلَّ الفلسطينيين الشرفاء إلى المرابطة في المسجد الأقصى وبيت المقدس لحمايتهما مِن مكايد سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة، التي ما فتئت تعمل بدون كَلَلٍ لتقسيم المسجد الأقصى أو تهديمه، لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه". ودعا جميعَ المسلمين في العالم، إلى اعتبار يوم الجمعة 22/11/2013، يومًا خاصًا لنصرة القدس والأقصى، والتضامن مع المرابطين فيهما، والحديث عنهما في خطب الجمعة، والمحاضرات والندوات، وتخصيصهما بالدعاء والدعوة لحمايتهما، ودعم ومساندة المرابطين فيهما". وقال الاتحاد إنه " يُحمِّل العالمَ الإسلامي- حكامًا وشعوبًا – مسؤولية حماية القدس والأقصى". وأهاب الاتحاد بالمنظمات الدولية المعنيَّة بحقوق الإنسان وحماية المنجزات الحضارية، وصيانة التراث الإنساني إلي "مساندة المقدسيين في الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من أطماع سلطات الاحتلال الصهيوني والجماعات اليهودية المتطرفة". كما ناشد الاتحادُ جميعَ الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية، إلى السعي إلى الوحدة، ورصِّ الصفوف، وتجاوز الخلافات من أجل حماية فلسطين ومقدساتها وبخاصة المسجد الأقصى. ويتخوف المسلمون من أن يشهد المسجد الأقصى تكرارا لسيناريو تقسيم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة؛ حيث قسمت السلطات الإسرائيلية المسجد، الذي يعتقد أنه بني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى جزئين أحدهما للمسلمين والآخر لليهود، وذلك بعد قيام يهودي متطرف عام 1994 بقتل 29 مصليا أثناء أدائهم صلاة الفجر. ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.