قال القيادي الاشتراكي الأستاذ أنيس حسن يحيى وعضو المكتب السياسي وأحد القيادات التاريخية المؤسسة في الحزب الإشتراكي اليمني إن الواقع السياسي في بلادنا، متحرك بشكل دائم، وإن كان ذلك يتم ببطء. وأضاف: صحيح أن "الثورة الشبابية" المدعومة والمؤيدة من قبل غالبية القوى السياسية، لم تنجز كامل أهدافها، لكن المعركة لانتصار الثورة بكامل مضامينها الوطنية والديمقراطية، ما زالت طويلة". وأضاف: "لا يمكن تجاهل أن ثمة تغييراً قد حدثت فعلاً، في الحياة السياسية، وقوى التغيير والحداثة في المجتمع معنية بمواصلة نضالها الوطني لإنجاز كامل أهداف الثورة". واعتبر أن الدعوة "إلى حوار جنوبي شمالي على قاعدة الندية، لا يتماشى مع هذا المتغير السياسي المتحرك دائماً". ودعا أنيس يحيى الناشط في الحراك الجنوبي حسن باعوم إلى أخذ المتغيرات في حياته السياسية عند تحديد خياره السياسي". وأكد أن الوحدة ليست أمرا مقدسا لكنه اعتبر أن الإنفصال ليس هو لحل الأزمة السياسية في اليمن. ووصفه بأنه حل غير واقعي، وثبت فشله في حرب صيف 1994. ووصف حلم باعوم بعودة دولة اليمن الديمقراطية الشعبية بالجميل، لكنه اعتبر أن بعض "الأحلام عندما لا تتطابق مع المستجدات في الحياة السياسية، من شأنها أن تلحق ضرراً بالغاً، ليس بهذا النفر من المناضلين البواسل الحالمين، وإنما بالوطن والمجتمع ككل". وأكد أنيس يحيى أن "الدعوة إلى فك الارتباط خيار سياسي مشروع، ولكنه بدون أفق، وليس له مستقبل، وأصحاب هذا الخيار، وهم قطعاً وطنيون، لا يرون جدوى في أي خيارات سياسية أخرى من قبيل مثلاً قيام فيدرالية من إقليمين: إقليم في الشمال وإقليم في الجنوب". وأضاف: "لقد أُصيب بعض دعاة فك الارتباط بالعجز في التعامل والتفاعل مع المستجدات والمتغيرات السياسية على الأرض، وبلغ ببعضهم الغلو إلى درجة الحساسية المفرطة تجاه كل ما هو شمالي". واعتبر "أن الدعوة إلى فك الارتباط من شأنها أن تتسبب في تشظي الجنوب إلى عدة كيانات". وحذر من أن الإنفصال قد يقود إلى تشظي اليمن بشكل عام وليس الجنوب فحسب، خصوصا وأن الداعين له اليوم ليسوا موحدين وخصوم لكل من يخالفهم في الرأي. واتهم أنيس يحيى إيران بدعم النشاط الشيعي في صعدة، وقال: إن "هناك من يفكر في حضرموت الكبرى، وستنتعش في عدن دعوة عدن للعدنيين، لا سيما أن أبناء عدن يشعرون بأنهم مهمشون في الأمس واليوم". واعتبر أنيس يحيى القول بأن الحوار لايعني الجنوبيين "أفكار عدمية، وهي نتاج طبيعي للدعوة إلى فك الارتباط" وقال القيادي الإشتراكي إن الحراك السلمي يمثل "نقلة سياسية نوعية في حياتنا السياسية كيمنيين، فهو الذي لعب الدور الريادي في إطلاق الثورة الشعبية ولكنه ومنذ عام 2007، وهو لا يشكو فقط من تعدد كياناته، وإنما يشكو كذلك من فقدانه وحدة القيادة في صفوفه، الأمر الذي جعل أداءه السياسي يتراجع بعض الشيء أحياناً، ويتسم بالضعف أحياناً أخرى كما يشكو الحراك فقدانه الرؤية لحاضره ولمستقبله القريب، ولما بعد الانفصال الافتراضي تحديداً". وحذر يحيى من خلافات "حادة مرشحة للتفاقم بين الأخوين البيض وباعوم، أتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً، لأن فيه تشتيتاً للجهود التي يجب أن تتوجه إلى توحيد الصف، لا إلى تمزيقه وتقسيمه. وأكد أن التحدي الأكبر أمام الحراك، "بكل مكوناته، هو أن يفكر جدياً في المشاركة الفاعلة في الحوار الوطني الشامل القادم، باعتبار الحراك هو أحد أهم أطراف القوى السياسية في الساحة اليمنية، وباعتبار أن هذا الأمر يعنينا تماماً نحن الجنوبيين".