سبق وان تناقلت بعض الوسائل الإعلامية في الأسبوع الماضي ما يفيد بتورط المملكة العربية السعودية في الوقوف وراء قضيتي الهجوم المسلح على مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء في الخامس من الشهر الجاري وكذا الحرب الدائرة في محافظة صعدة بين الحوثيين والسلفيين و لا يمكن اعتبار ذلك مجرد اتهام عادي لأن معظم مشاكل اليمن تأتي من الجارة السعودية التي هي في مقام الاذية المستدامة لليمن منذ ما قبل حرب 1934م وحتى اللحظة الراهنة. وبالتالي من الصعوبة استبعاد تورط المملكة في العدوان على مجمع وزارة الدفاع حتي أن مستهل برقيتي الملك عبدالله وولي عهده للرئيس هادي في ادانة ذلك الهجوم "عَلمنا" وكان المعنى الخفي "عملنا" أو "عَلمنا" وليس ذلك بغريب على السعودية التي تشكل اخطبوطاً داخل اليمن تشبه ذوات الأربع بالسياسة والاقتصاد والجيش والأمن حتى أن اليمن بالنظر لظروفها الراهنة وأوضاعها الداخلية المتدهورة لا تستطيع أن تنافس جارتها التي 49% من سمائها مع السعودية بحكم شركة الخطوط الجوية اليمنية وما يقارب 51% مع المملكة التي مهمتها -بحسب الزعيم الذي وسع من نفوذها – حل مشاكل اليمن متجاهلاً ما تقوم به ضد اليمنيين. وتتعامل الشقيقة الكبرى مع أبو يمن أسوأ من تعامل اليهود مع الفلسطينيين وكأن السعودية واسرائيل من طينة واحدة اسمها الحركة الصهيونية العالمية؛ بالنظر لما قامت به المملكة في مصر حيث يحاكم الرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركة المقاومة والإسلامية حماس "وهو ما يربطه متابعون وسياسيون مع ما قاله علي صالح في مقابلة له مع قناة آزال منتصف الاسبوع الماضي بأن حماس من صنع اسرائيل" وهذا التحامل المشترك لحماس من قبل صالح والسعودية يفيد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن" المملكة العربية السعودية غير مقتنعة بما آلت إليه اليمن جراء السياسة العدوانية للمملكة لأكثر من نصف قرن من الزمن, حيث تسعى المملكة حالياً إلى تحقيق المزيد من السيطرة على اليمن من خلال ما تبذله من محاولات لضم ثلاث محافظات حضرموتوشبوة والمكلا إلى السيطرة السعودية الجديدة على اليمن . حتى أن ما يحدث بالظرف الراهن في حضرموت ليس بمعزل عن الدور السعودي لأنها اللاعب الأول في شؤون اليمن السياسية الاقتصادية والعسكرية والامنية. فالسعودية ليست وراء مشاكل العباد من المهرة إلى صعدة بقدر ماهي أيضاً وراء مشاكل العرب من المحيط إلى الخليج, فالمملكة لا تريد أن تخرج اليمن من مشاكلها وتنهي تحدياتها لأن الرياض مصدر تلك المشاكل ولديها فيتو اعتراض ضد نهضة اليمن وتقدمها لأسباب تدركها المملكة أكثر من اليمنيين. و لأن البلدان المهمة عبر مسار التاريخ لا تقاس بالأرصدة المالية في البنوك الغربية, فاليمن عمرها أكثر من3000سنة والسعودية عمرها 60 سنة, لذلك تخشى ان تعود اليمن إلى وضعها الطبيعي كحضارة إنسانية مؤثرة . فالعالم لليمن بأصل اللغة ونشأة الكتابة وبروز الدولة، كما أن لدى اليمن مقومات واسعة لتكون شرطي الخليج والقرن الافريقي فضلاً عن امكانيات أن تكون قوة اقليمية مؤثرة في السياسة الدولية خصوصاً والدراسات الاقتصادية تؤكد بأن حوض النفط المركزي للجزيرة العربية في محافظة شبوةاليمنية وليس جنوب السعودية؛ كل ذلك جعل من الشقيقة الجارة أن تكون مصدر الأذية المستدامة لليمن.