قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الثورة الرسمية الأسبق علي ناجي الرعوي إن دعاة الانفصال في اليمن لم يتعظوا أو يستفيدوا مما يحدث الآن في جنوب السودان بعد أقل من عامين من انفصاله عن السودان الشمالي تحت تأثير الشغف بوطن مستقل، ووهم الدولة الموعودة بالثراء والرخاء والنهوض. وأكد الرعوي في مقال له بعنوان «هل يتعظ جنوباليمن من جنوب السودان» أن دعاة الانفصال في اليمن وفي مقدمتهم السياسيون الذين سبق وأن حكموا الجنوب قبل الوحدة لم يتعلموا من الدرس السوداني وما يجري اليوم في جنوبه من حرب أهلية طاحنة واقتتال قبلي عنيف وتطورات خطيرة لا تتهدد فقط دولة الجنوب بالفشل بل إنها من تكرس فيها نسخة الحروب القبلية الصومالية. وأشار إلى أن استمرارهم بالمطالبة بانفصال جنوباليمن عن شماله تحت ذريعة فشل الوحدة في تحقيق المواطنة المتساوية والادعاء وبأن الشمال قد تغول على الجنوب وقام بنهب مقدراته وثرواته (نفط وغاز) وهي ادعاءات حتى وإن كانت صحيحة فإنها لا تبرر بأي حال من الأحوال دعوات الانفصال التي يرفعها دعاة الإنفصال ويقاتلون من أجل تحقيقها. وأوضح أن التصريحات الأخيرة لنائب رئيس الجمهورية الأسبق علي سالم البيض تؤكد أنه وغيره من دعاة الانفصال يختزلون وحدة اليمن بشخوصهم وأجندتهم والمخططات التي يعملون في إطارها ، لافتا إلى أنهم عقدوا العزم على إعاقة وعرقلة تنفيذ التوافقات التي توصل اليها اليمنيون في حواراتهم الطويلة والشاقة والتي يعول أن تفضي مفاعيلها للقضاء على كل الاختلالات التي هيمنت على بنية دولة الوحدة خلال العقدين الماضيين. ولفت إلى أن هؤلاء لا يدركون بأن المشهد المعقد الذي جعل من جنوب السودان يسبح في برك من الدماء بعد أقل من عامين من انفصاله هو ما قد يتكرر في جنوباليمن بسبب القبلية الضاربة في النفوس وصراعات الماضي التي لازالت حاضرة وتنتظر اللحظة التي تتفجر فيها بين الإخوة الاعداء الذين لن تتوقف حروبهم حتى يسقط جنوباليمن كأحجار الدومينو وبفظاعة تفوق ما نشاهده اليوم في جنوب السودان. وكان البيض قال في تصريحات سابقة إنه لن يتنازل عن مطالبته بالانفصال أياً كانت الحلول التي سيخرج بها الحوار الوطني للقضية الجنوبية باعتبار أن الجنوب صار محتلاً من الشمال بعد أن سقطت الوحدة التي قامت في مايو 1990م بين شطري اليمن بحرب صيف عام 1994م. وأشار إلى أن أي حل لا يؤدي للانفصال وفك الارتباط ستتم مقاومته من قادة الجنوب التاريخيين الذين لن يقبلوا بأية تسوية متوقعة بما في ذلك الحل المطروح لاستعاضة الدولة الموحدة بدولة اتحادية تتشكل من خارطة فيدرالية ونظام سياسي جديد اكثر شمولية وتمثيلاً.