تجدهم لا يعرفون من شُعب الإسلام إلا الجهاد ، ولا يُحسنون من الأعمال إلا القتال ، ولا يطلبون من الأماني إلا الشهادة ، ولا يُتقنون من وسائل التغيير إلا العنف ، ويرون اجتهادهم في بناء أجسادهم وإتقان فنون النزال أعظم أجراً عند الله من الاجتهاد في بناء عقولهم وتعلم فنون الحوار . - في رأيهم قيام دولة الإسلام أُمنية لن يُحققها غيرُ إحياء فريضة الجهاد ، وزوال دولة الكفر لن يكون إلا بسواعد المجاهدين ، والمطلوب من سائر المسلمين أن يكونوا تبعاً لرأيهم خاضعين لسلطانهم شاؤوا أم أبوا فهُم جند الله ، ومن تصدى لهم جُند الشيطان تحل دماءهم وأموالهم ، ولا خير في عمل بعد الإيمان إلا تفجير أنفسهم في سبيل الله ولو قتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء . - ربما يكون أغلب المنخرطين في التنظيمات الجهادية صادقين في نواياهم ، لكن حُسن النوايا مع سوء الأفعال لا تقلب الباطل حقاً ولا تجعل المجرم تقياً ، فالجهاد بقدر ما يحتاج إلى إيمان عميق بنصر الله يحتاج إلى فقه دقيق بموازين القوى وتقلبات الواقع ، والأيدي القوية لا تُحقق النصر إلا إن تقدمتها عقولٌ حكيمة ، وميزان المصالح والمفاسد مقياس صحيح للمؤمن للتفريق بين حالات التهور وحالات الإتزان في حالي الإقدام والإحجام . - إن بُعد هذه التنظيمات عن فقه الواقع حولها إلى دُمى بأيدي الساسة في الداخل والخارج يحركونها وفق رغباتهم لتثبيت أقدام الإستبداد وتشويه صورة الإسلام والإسلاميين أمام العالم ، كما أن بُعدهم عن ميزان المصالح حول قتالهم من جهاد يأمر به الله إلى طيش جر علينا الويلات ، وجلب لنا الدمار ، وبرر للغازي الدخول إلى أراضينا لقتل الأبرياء ونفث الفتن تحت ذريعة (مكافحة الإرهاب).