بدأت ،أمس الثلاثاء، في مصر عمليات الاقتراع في استفتاء على الدستور الجديد الذي يريده عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة مبايعة علنية له. وقال السيسي ،السبت، انه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة "اذا طلب الشعب" منه ذلك وايد الجيش ترشحه، وذلك بعد ستة اشهر من قيامه بعزل مرسي الذي كان اول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في مصر. وتشكلت في القاهرة صفوف من الناخبين منذ الصباح الباكر امام مكاتب الاقتراع التي اقيمت في المدارس فيما انتشرت اعداد كبيرة من رجال الشرطة وجنود الجيش المسلحين امام مكاتب الاقتراع. وفي مكتب اقتراع أقيم في مدرسة جمال عبد الناصر في الدقي بالجيزة (غرب القاهرة) وقفت عشرات السيدات في صف طويل وهن يرفعن اعلام مصر ويرددن هتافات مؤيدة للسيسي والجيش. وقد تظاهر معارضون للانقلاب العسكري في اليوم الأول من الاستفتاء الذي يتواصل اليوم في ظل إجراءات أمنية مشددة بعد نشر مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة لتأمين سير عملية الاقتراع. وقتل 11 شخصا ،الثلاثاء، خلال فض قوات الأمن المصرية مظاهرات رافضة للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وفق ما ذكرت مصادر طبية. وقال طبيب بالمستشفى الميداني في سوهاج بالصعيد إن خمسة أشخاص قتلوا بالرصاص الحي والخرطوش الذي أطلقته قوات الأمن على مظاهرة سلمية رافضة للاستفتاء بمنطقة الزهراء, وأوضح أن من بين القتلى طفلا يبلغ 14 عاما. وفي محافظة سوهاج (نحو 470 كيلو جنوبالقاهرة)، قتل اربعة اشخاص حسبما قالت وزارة الصحة واكد مصدر امني. وفي محافظة بني سويف (120 كيلومترا جنوبالقاهرة)، قتل شخص برصاصة في الصدر، حسبما افاد مدير مستشفى ناصر الحكومي بالمدينة فرانس برس عبر الهاتف. ونظم طلاب جامعة الأزهر مظاهرة في شارع مصطفى النحاس الرئيسي بحي مدينة نصر (شرق القاهرة) كما اقتحمت قوات الشرطة جامعة المنصورة لقمع مظاهرات طلابية رافضة للاستفتاء، وفق ما ذكرت شبكة رصد الإخبارية. كما خرجت مسيرات رافضة للاستفتاء في حي المهندسين بمحافظة الجيزة، وفي مدينة مغاغة بمحافظة المنيا (جنوب) وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية (في الدلتا) التي شهدت اعتداء قوات الأمن بالقنابل المدمعة وطلقات الخرطوش، وفق ما ذكر شهود عيان. واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين كانوا يرفعون شعارات رافضة للانقلاب وعملية الاستفتاء، في عدة أحياء ومناطق بالقاهرة كان أبرزها في حلوان (جنوب العاصمة). كما شهدت محافظات أخرى كالجيزةوالإسكندرية وبني سويف اشتباكات مماثلة. وفي الإسكندرية, حاولت الشرطة تفريق مظاهرة بمنطقة سيدي بشر باستخدام القنابل المدمعة. وقال الصحفي هاني سليمان للجزيرة إن الأمن انسحب بعدما فشل في تفريق المسيرة, مشيرا إلى أن المحتجين أكملوا المظاهرة. وقد سيّر التحالف الوطني لدعم الشرعية ،الثلاثاء، ما لا يقل عن 12 مظاهرة في الإسكندرية رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف بشوارعها. وقام الفريق الاول السيسي بتفقد احد مكاتب الاقتراع في مصر الجديدة (شمال القاهرة) بعد بدء التصويت لتفقد الحالة الامنية وتحدث الى الجنود قائلا "شدوا حيلكم، نريد تأمينا كاملا للاستفتاء". كما ادلى الرئيس المؤقت عدلي منصور بصوته ودعا المصريين الى المشاركة مؤكدا ان "التصويت ليس لصالح الدستور فقط ولكن لصالح خارطة المستقبل كلها يجب أن يكون فى البلاد رئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضا". وأضاف "لا بد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئا وأنه مصمم على النزول دائما". من جانبه قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي بعد ان اقترع "اتوقع ان يقبل المصريون بقوة على المشاركة ليؤكدوا ان ثورتهم تسير على الطريق الصحيح" مضيفا "بلدنا في حاجة لكل صوت". في غضون ذلك، قال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية إن قوات الأمن ألقت القبض على 33 شخصا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين خلال محاولتهم "إثارة أعمال شغب لتعطيل الاستفتاء". وأضاف المصدر -في بيان الداخلية- أن المتابعات الأمنية لمجريات عملية الاستفتاء رصدت إقبالا كثيفا على اللجان، وقيام القوات المكلفة بتأمين اللجان والمواطنين بأداء دورها المنوط بها بكفاءة وبروح معنوية مرتفعة. وشدد على استقرار الأوضاع الأمنية وهدوء الحالة باستثناء بعض محاولات عناصر جماعة الإخوان تعكير صفو عملية الاستفتاء "حيث تعاملت معها قوات الشرطة على الفور بقوة وحسم وتمكنت من إجهاضها". وكانت قنبلة انفجرت ،صباح الثلاثاء، جنوبي غربي القاهرة مع بدء التصويت في اليوم الأول من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وقالت مصادر أمنية إن الانفجار وقع أمام محكمة شمال الجيزة الابتدائية في حي إمبابة دون أن يتسبب في إصابات, لكنه ألحق أضرارا بواجهة المحكمة ومحال مجاورة. وإثر الانفجار-الذي وقع قبل ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع- تجمع مؤيدون لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي أمام المحكمة المستهدفة حاملين صوره.