أطلق العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز يوم أمس الاثنين "حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني"، ومواجهة ما ألمَّ به من جرَّاء الفيضانات التي اجتاحت باكستان مؤخراً، وألحقت الضرر بالسكان والممتلكات. وقد تبرع خادم الحرمين الشريفين عند إطلاق الحملة بمبلغ 20 ميلون ريال، فيما تبرع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ 10 ملايين ريال، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي تبرعاً قدره 5 ملايين ريال.
إشراف مباشر من النائب الثاني
وبعد هذه التبرعات السخية من قيادات الدولة في السعودية انطلقت الحملة الشعبية لجمع التبرعات، حيث بدأ المواطنون والمقيمون بالتبرع لصالح المنكوبين من الفيضانات التي اجتاحت عدداً من المدن والقرى في باكستان، وذلك عبر الحسابات البنكية والمراكز المُخصصة للحملة في مدن المملكة الرئيسية، وبإشراف مباشر من الأمير نايف النائب الثاني ووزير الداخلية، وقد بلغت حصيلة التبرعات في يومها الأول 77 ميلون ريال.
وتأتي هذه الحملة امتداداً لرحلات الجسر الجوي السعودي الذي تم تسييره بتوجيهات سامية لنقل المساعدات العاجلة لمتضرري الفيضانات في جمهورية باكستان، حيث وصلت يوم السبت الماضي إلى مطار مدينة مولتان بإقليم البنجاب الطائرة الرابعة عشرة من رحلات الجسر الجوي.
من جانبه، أكد حمزة شهباز شريف عضو البرلمان الوطني ونجل رئيس وزراء إقليم البنجاب في تصريح له لوكالة الأنباء السعودية أن وصول المساعدات الإغاثية إلى المطارات الباكستانية تجسد متانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والمواقف الأخوية للمملكة العربية السعودية وشعبها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، موضحاً أن المملكة تسبق الجميع في تلبية المساعدات الإنسانية والوقوف إلى جانب باكستان في كل الظروف الصعبة.
يُذكر أن الجالية الباكستانية تُعد من أكبر الجاليات المقيمة في السعودية، إلى جانب جاليات بقية دول آسيا الوسطى كالهند وبنجلادش. ويعمل الباكستانيون في السعودية في مجالات عدة، مُعظمها تندرج تحت وظيفة عامل، إلى جانب وجود عدد منهم في مجالات الطب والهندسة.
ولا ينسى السعوديون - وأهل جدة على وجه التحديد - قصة شهيد سيول جدةالباكستاني فرمان علي خان الذي تدخل بشجاعة لإنقاذ 14 شخصاً من السيل الهادر الذي اجتاح المناطق الشرقية من محافظة جدة في نوفمبر الماضي، قبل أن يختطفه السيل ويلقى حتفه.
وقد لاقت قصة فرمان الباكستاني تضامناً وتفاعلاً كبيراً في الصحافة السعودية ومواقع الشبكات الاجتماعية، حتى قام مجموعة من الشباب بإطلاق حملة تكريمية لفرمان على موقع "فيسبوك" يقترحون من خلالها إطلاق اسمه على أحد شوراع جدة، وإعالة أهله الذين فقدوا مصدر دخلهم الوحيد بموته.