أكد الشيخ محمد علي عجلان رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح المعارض، وهو أكبر حزب إسلامي في اليمن وقائد المعارضة حالياً، أن منهج تنظيم القاعدة ليس له أساس شرعي في الشريعة الإسلامية. وقال عجلان في حوار قصير نشره موقع "الشرفة" وأجراه مراسله في اليمن الزميل فيصل دارم، إن استهداف القاعدة للجنود في النقاط الأمنية ولأفراد الجيش في المحافظتين الجنوبيتين أبينوشبوة تشكّل أعمالاً يجب مواجهتها.
ودعا كل فئات الشعب والقيادات الحزبية والمشايخ للوقوف ضد القاعدة، والدولة إلى الضرب بيد من حديد لحماية جنودها ومحاربة القاعدة.
الشرفة: ما هو تقييمك لما يحصل للجنود من اعتداءات متكررة؟ عجلان: ما يحصل للجنود في شبوةوأبين من اعتداءات غادرة هو عمل منكر بكل المقاييس. لا يجوز إراقة دم المسلم إلا إذا اعتدى هو وكان من المعتدين، لأن الاعتداء على الجنود بشكل خاص والمسلمين بشكل عام أمر لا تقره الشريعة الإسلامية ولا القوانين الأخرى. وأنا أدين ما يحدث من استهداف لأفراد الأمن في محافظة أبين ومحافظة شبوة وأدين كذلك صمت القوى السياسية في الساحة.
الشرفة: لقد دعيتم الدولة إلى ضرب هؤلاء المعتدين بيد من حديد وخاصة عندما امتدت أيديهم لمهاجمة الجنود. لماذا؟ عجلان: الأمن مسؤولية الدولة أولاً ويجب أن تشترك في هذه المهمة جميع فئات الشعب وهي مسؤولية الجميع. فحماية دماء المسلمين وأرواحهم من أهم واجبات الدولة. وإذا اختل هذا الواجب اختلت الحياة كلها. لذلك على الدولة الضرب بيدٍ من حديد لتأمين جندها ومواطنيها وطرقها، لأنّ الأمن أول واجب تطالَب به الدولة.
الشرفة: لقد أكدت المصادر الأمنية أن القاعدة وراء هذه الاعتداءات كما أن التنظيم قد أعلن في أكثر من مناسبة تبنّيه هذه العمليات؟ عجلان: لا يجوز بأي حال الاعتداء على دم المسلم أياً كان المعتدي، سواء تنظيم القاعدة أو غيره، فيجب محاربته. كما أن منهج تنظيم القاعدة ليس له أساس شرعي، ونحن نبرأ إلى الله عز وجل مما يجري من استهداف لأفراد الأمن ونعتبره إثماً كبيراً وجرماً خطيراً واعتداء على أعظم حرمة لله وهي الدم والمسلم. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام". ولا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دماً حراماً، فكيف إذا كان هذا الدم الحرام في شهر رمضان في زمن تغلق فيه أبواب الفتن؟
ويجب على من ينفّذون هذه الأعمال الإجرامية ألا ينجرّوا وراء الدعايات المغرضة الفارغة ويقوموا بمثل هذه الجرائم النكراء التي تنتهك فيها حرمة المسلمين ودماء المسلمين لأن من قتل نفساً أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً. وإنه لا يجوز إراقة دم المسلم أو انتهاك حرمته سواء كان مدنياً أو عسكرياً إلا إذا ارتكب كفراً بواحاً والبواح كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلن والظاهر للخاصة والعامة.
الشرفة: ماذا تقول لمن لزم الصمت إزاء هذه الجرائم؟ عجلان: لا يجوز لأي فئة أو جهة أو منطقة أن ترضى بتلك الجرائم أو تصمت إزاءها لأن ذلك يعتبر مشاركة في اقتراف الإثم وهذا من الإفساد في الأرض الذي حرّمه الله تعالى.
أطالب جميع القوى السياسية، حكاماً ومعارضة ومشايخ وقبائل، أن تقف يداً واحدة خلف الدولة التي هي صاحبة القوة والحق والقدرة على تأمين المواطنين. وأطالبها أيضاً بألا تستهين بانتهاك هذه الحرمة وأن تعلن رفضها القاطع للاشتراك في مثل هذه الجرائم لأن من رضي بها فهو مشارك في الإثم.
كما أنني أدعو أبناء المحافظات التي تحصل فيها هذه الجرائم وهذه الاعتداءات بالوقوف إلى جانب الدولة حيث أنه يجب وجوباً شرعياً على المواطنين في تلك المناطق ألا يتستروا على مجرم لأن المجرم الذي ينتهك هذه الحرمات، حتى ولو مر إلى الحرم، وجب إخراجه وكشفه، فكيف بغيره؟