وصف النائب البرلماني سلطان العتواني ما تقوم به السلطة، منذ الاتفاق على تأجيل الانتخابات، بأنه جنون سياسي، وتكرار للأفعال نفسها بعد كل فشل في تحقيق أي شيء، وأضاف العتواني: "إن مشكلة الجمود السياسي والاستهتار السياسي بالقضايا المصيرية بالذات، هي المعضلة الأولى ". أمين عام الوحدوي الناصري ورئيس كتلته البرلمانية تحدث في منتدى الشيخ الأحمر عصر أمس الاثنين، في ورقة قدمها بعنوان "تأجيل الانتخابات.. ماذا بعد؟" عن حيثيات التأجيل، وما الذي أوصلهم مع السلطة إلى التواطؤ عليه.. وقال أمين عام الناصري عضو المجلس الأعلى للمشترك: إن اللقاء المشترك والمعارضة الوطنية أعدت نفسها من وقت مبكر للتعاطى مع جملة من الواقعيات وأولها الأزمة الوطنية بكل تعقيداتها ومخاطرها، واضعة في الاعتبار التمسك بالحوار كقيمة حضارية وتعهدات إجرائية وقرارات مسؤولة. وبالرغم من تحميل العتواني السلطة الحاكمة مسؤولية الانسداد إلا أنه حمل المشترك جزءاً من المسؤولية بقوله: "لا زلنا نرى أننا طرف في الاتفاق، علينا مسؤوليات نحترمها، وهذه المسؤوليات أن نحمي بلادنا وشعبنا من السلوك التدميري الذي تمارسه السلطة، وأعمال العنف الممنهج الذي تسلكه"، وعاد العتواني في آخر ورقته ليقول: إننا نعتقد أن ما تحقق حتى الآن يسير في الطريق الصحيح من عدة نواح، منها نجاح مرحلة التشاور الوطني كونه قد أوصل دعوة المشترك ورؤيته للأزمة إلى كل الفاعلين، وكذلك إطلاق الدعوة الوطنية للحوار والإنقاذ والتغيير.
من جانبه أكد رئيس المنتدى عضو مجلس الشورى الشيخ صادق الأحمر أن تأجيل الانتخابات كان مطلب جهات عدة، وليس من المشترك وحده، لأن البلاد كانت ستدخل في معمعة، إذا لم تصل القوى الفاعلة إلى هذا الاتفاق. لافتاً إلى أن فترة التأجيل طالت عما كانت متوقعاً، ورغم ذلك لم يتم الحوار إلى الآن.
تأجيل الانتخابات وما بعده، وجد تفاعلاً من أكاديميين وسياسيين حضروا المنتدى. أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري أشار إلى أن تأجيل الانتخابات جاء نتيجة لفشل نقل النموذج الديمقراطي الغربي وفكر التحديث، مضيفاً إن الحاكم عزز ثقافة الحكم عبر الأزمات، وطالب بتقييد صلاحية الحاكم، وأن يتم خلع عباءة القدسية عنه، وإخضاعه للمحاسبة.
وفي مداخلته اعتبر النائب عيدروس النقيب تأجيل الانتخابات نكسة، "ولكننا قبلنا بالنكسة خوفاً من وقوع الكارثة التي كانت ستحل بالبلد في حال إجراء الانتخابات من طرف واحد". مضيفاً: لقد مرت 6 أشهر دون حوار، مع أن القضايا محل النقاش شائكة جداً، وتحتاج إلى وقت كاف. وأبدى النقيب تخوفه من أن يأتي يوم 27 ابريل 2011 واليمنيون غير قادرين على التنقل بين محافظات وطنهم.
توصيف العتواني للأزمة الحالية لم يرق للدكتور خالد الفهد الذي انتقد ورقة العتواني، ووصفها بأنها منحازة وتفتقد للموضوعية، وقال: إن شخصنة القضايا وتحميل الرئيس مسؤولياتها أمر مبالغ فيه. أما الدكتور عبدالوهاب الروحاني اعتبر تأجيل الانتخابات جريمة دستورية يتحمل وزرها المشترك "باعتباره من طالب بها".