أكد الاخ سلطان حزام العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن المشترك ينظر للحوار كقيمة حضارية، و يرفض الإساءة إلى هذه القيمة. وأضاف في منتدى الشيخ الاحمر: المؤتمر حاصل على الأغلبية ومن حقه أن يشكل الحكومة لكن ليس من حقه امتلاك الوطن. وقال: المشترك لديه رؤية واضحة لإصلاح الأوضاع في البلاد، كان ينبغي على المؤتمر أن يتعامل معها بروح مسئولة لكنه اعتبرها انقلابا، وعندما طرح الرئيس مبادرته وطرح قضية النظام الرئاسي لم يعتبرونه انقلابا. واتهم العتواني المؤتمر الحاكم بأنه يجيد صنع الأزمات فهو يدعو المشترك للحوار ويتهمه في ذات الوقت بأنه فاسد وإنفصالي وإمامي. وأكد على ضرورة الشراكة الوطنية لحل المشاكل العالقة في البلاد، مشيرا إلى أن الشراكة التي يتحدث عنها المشترك هي ليست تقاسم السلطة كما يفهم المؤتمر وإنما الشراكة في حل الأزمات التي تعاني منها البلاد .. مضيفا: نحن نرفض المشاركة في السلطة تماما ولا نريد أن يتفضل علينا المؤتمر بها لأننا نريد أن نصل إلى الحكم عن طريق الإنتخابات الحرة، ونقول للمؤتمر هنيئا لكم الكعكة الكبيرة التي حصلتم عليها عن طريق الإنتخابات الغير نزيهة. من جهته اتهم محمد مسعد الرداعي - الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري – المؤتمر الشعبي العام بالمبادرة إلى نقض الاتفاقات الموقعة والتي كان آخرها اتفاق المبادئ الذي لم ينفذ منه سوى نقطيتين من 12 نقطة. وقال خلال الندوة التي أدراها الشيخ حمير الأحمر : الاتفاقات التي تمت بين أحزاب المشترك والحزب الحاكم تأتي غالبا قبل الانتخابات وبالتالي لا ينفذ منها سوى الجزء اليسير، مثلما حصل في اتفاق المبادئ الذي لم ينفذ منه سوى نقطة تشكيل اللجنة العليا للإنتخابات، فيما بقية المواد تركت دون تنفيذ، وانتهكها المؤتمر الشعبي العام. وأكد الرداعي أن ثقافة الإقصاء هي السائدة عند المؤتمر الشعبي العام، مؤكدا بأن هذه الثقافة هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الأوضاع المتردية. وقال: الأخوة في المؤتمر يستقوون بالأغلبية ويحاولون تمرير قضايا هامة على حساب الهم الوطني العام..مشيرا إلى أن انتخاب المحافظين مثل انتهاكا للمادة 75 من الدستور اليمني حيث أن هذه المادة تمنع الجمع بين العضوية البرلمانية وعضوية المجلس المحلي. وأكد أن المشترك لم يعد ينظر إلى الحوار من زاوية الانتخابات فقط وأن الوضع الحالي يتطلب حوار وطني واسع لا يقتصر على الانتخابات، وإنما يتناول كل القضايا الوطنية الحالية، ومنها حرب صعدة والجنوب والوضع الإقتصادي وغيرها من القضايا بشرط أن يكون هذا الحوار بعيدا عن الاستقواء بالسلطة. من جهته أكد الدكتور عيدروس النقيب - رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني – أن قيادة المؤتمر الشعبي العام لازالت تخلط بين الحوار والمحادثات والإتفاقات، متمنيا من المؤتمر تقديم رؤية فلسفية للحوار. وقال: اليمن تعيش حاليا أزمات مركبة وهو ما يستدعي شراكة وطنية في الخروج من الوضع الحالي .. مستدركا: لا أقصد هنا بالشراكة الوطنية العودة إلى السلطة ولكن أن نشترك جميعا في إنقاذ الوطن. واستطرد: الأخوة في المؤتمر الشعبي العام من شدة الإعجاب لا يريدون أن يعترفون بالأزمات وينكرون أن هناك أزمة في صعدة وفي المحافظات الجنوبية. واستغرب النقيب عن حديث السلطة والمؤتمر أن الحوثيين يريدون العودة إلى العهد الإمامي .. واعتبر هذا الحديث تشكيك في بنية الثورة اليمنية بعد أربعة عقود ونصف من الزمن .. مضيفا: أنا ذهبت إلى صعدة وقابلت عبدالملك الحوثي حيث لا يوجد لديه أي شيئ مما تتحدث عنه السلطة والمؤتمر، ووجدت أن العلم اليمني وصور الرئيس علي عبدالله صالح معلقة في بيوتهم .. مؤكدا أن المشكلة كما قال مؤخرا رشاد العليمي هي مشكلة فكرية وهي بحاجة إلى مواجهة فكرية وليس مواجهة بالسلاح. وأشار النقيب إلى ما يحدث في الجنوب ورفع الشعارات الإنفصالية، وقال: مع أنني ضد هذه الشعارات تماما لكن هذه السلطة التي تطالبنا اليوم بإدانة الشعارات الإنفصالية لم تسأل عن الأسباب التي دفعت بذلك الشخص الذي قاتل في 7 يوليو مع علي عبدالله صالح إلى أن يرفع اليوم الشعارات الانفصالية. وأضاف: أنا لا أبرر الدعوات للإنفصال لكن كيف أقنع شخص قتل إبنه في المظاهرة ونهبت أرضه من قبل نافذين، ولم تعود له وظيفته. وطالب السلطة بمعالجة أسباب هذه المشاكل قبل أن تطالبنا بالإدانة فالإدانة سهلة لكن على السلطة أيضا معالجة الأسباب. وفي ورقة عمل قدمها يونس هزاع عضو اللجنة السياسية للمؤتمر الشعبي العام هاجم هزاع أحزاب اللقاء المشترك، وقال: إنها لا تمتلك فلسفة واضحة لمفهوم الحوار ليس فيما بنها فقط ولكن أيضا فيما بينها والأحزاب الأخرى بما في ذلك الحزب الحاكم. وأضاف: إن أحزاب المشترك ترفض الحوار مع أحزاب المجلس الوطني للمعارضة وأحيانا تقبل الحوار مع المؤتمر، وأحيانا تضع شروطا مسبقة للحوار، وتارة ترفض الحوار مع الرئيس بدلا من الحوار مع قيادات المؤتمر، ومرة لا تستجيب للحوار مع الرئيس. واستطرد: إن أحزاب المشترك عادة لاتدعو إلى الحوار وإن كانت أحيانا تدعي إدراكها لأهميته، لكنها تحمل الآخرين وخاصة المؤتمر مسئولية انسداد الحوار، مضيفا: أحزاب المشترك تطلق بين وقت وآخر مشاريع في الهواء تسميها مبادرات لإصلاح النظام السياسي، والنظام الإنتخابي وتسوية الملعب وحل الأزمات وغيرها. وأشار هزاع في ورقته إلى مبادر المؤتمر الشعبي العام، وقال: إن رد المشترك عليها كان قاسيا ومتحاملا بدون مبرر.. مشيرا إلى أن رؤية المؤتمر الشعبي العام ومبادرته حملت رغبة صادقة في الحوار والتواصل وأظهرت الجدية والالتزام في تنفيذ ما تم ويتم التوصل إليه من اتفاقات. وطالب في ختام ورقته التي حملت عنوان (الحوار السياسي بين الأحزاب اليمنية .. الحاضر والمستقبل) بالابتعاد عن المناكفات والاستهتار بالقضايا الوطنية والوقوف صفا واحدا مع المؤتمر الشعبي العام ضد أعداء الثورة والوحدة والنظام الجمهوري – حسب ما جاء في ورقة العمل .. داعيا الأحزاب السياسية إلى الوقوف بتجرد أمام محكات جديدة لا تقل أهمية عن التحديات التاريخية التي مرت بها اليمن في الماضي، مطالبا بالإستيعاب للتطورات والتحولات العالمية المحيطة في عالم تشكل ثورة المعلومات والإتصالات أبرز سماته الرئيسية. من جهته قال علي سيف حسن: إن ما نشهده اليوم هي المسرحية الخامسة لما قبل الإنتخابات فنحن نمشي في خط دائري. وأشاد حسن بالرسالة الأخيرة التي وجهها المشترك لرئيس الجمهورية، وقال: إنها صيغت بشكل متميز وهي أرقى ما وصل إليه العمل السياسي في اليمن. وأضاف: الرسالة حددت بموضوعية القضايا التي يجب الحوار حولها، وشخصت المشكلة بشكل دقيق.. معتبرا الرسالة هي المدخل الحقيقي لحوار جاد وبناء. واستطرد: هناك مخاطر تتمثل في أن كل واحد منا يريد أن يمثل شخصية عمرو بن العاص ويرفض شخصية أبو موسى الأشعري ولا أحد يمتلك صفات هذين الرجلين. وقال: أنبه الجميع إلى أن الشيخ الأحمر لم يعد موجودا حيث كان الجميع يناور ويفاوض لكنه مطمئن إلى أنه في الأخيرة سيجد شخصية تحل الإشكال القائم .. مؤكدا أن اليمن لا تستطيع أن تتحمل وقف عجلة الحركة وإذا توقفت فهذا يعني الإنتقال إلى مربع آخر. وأكد الدكتور محمد الظاهري– رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء - أن الثقافة اليمنية ثقافة غير حوارية فاليمنيون ينادون بالحوار لكنهم لا يتحاورن. وأضاف: هناك متطلبات للحوار أهمها الثقة السياسية بين الفرقاء، والاحترام والندية. واستطرد: الاحترام غير موجود ودليلي على ذلك ورقة يونس هزاع حيث لما تعترف تماما بالأزمات الحالية، كما أن الندية غير موجودة، فالثقافة السائدة عندنا أن السياسي لا يخطئ. وانتقد الظاهري ورقة يونس هزاع التي قدمها للمنتدى وقال إنها كتبت بنفس حزبي ولم تشخص الواقع، وانتقلت إلى تمجيد الذات، كما استخدمت لغة وحججا هروبية. وطالب الظاهري- وهو سياسي مستقل - بالإعتراف بالمشكلة والأزمة الحالية، والتشخيص السليم للحياة اليمنية. ودعا المؤتمر الحاكم إلى إشراك أعضائه في صناعة، مذكرا الحزب الحاكم بما يطرحه البعض من أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر بأنهم لا يشاركون في صنع قرارات المؤتمر، كما طالب أحزاب اللقاء المشترك بالقرب من قوعدها أكثر. أجمع المشاركون في منتدى الشيخ الأحمر على أهمية إيجاد جاد وشامل لكل القضايا التي تهم الوطن لإخراج البلاد من الأزمات المتراكمة التي تعيشها حاليا. وطالبوا خلال منتدى الشيخ الأحمر الأحزاب السياسية بالإلتقاء والإتفاق على ما من شأنه الوصول بالسفينة إلى بر الأمان، مؤكدين أن الوطن لم يعد يحتمل مزيدا من الإبتعاد بين فرقاء العمل السياسي. وشدد مشاركون على ضرورة أن يبتعد المؤتمر الحاكم عن روح الإعجاب والإستعلاء، والإعتراف بالأزمات التي تمر بها البلاد، معتبرين أن الحل يبدأ من الإعتراف بالمشكلة. واتفق المشاركون على تخصيص جلسة المنتدى للأسبوع القادم لاستكمال النقاش بشأن الحوار. بتصرف عن الصحوة نت