استقبل الرئيس علي عبدالله صالح استقبل اليوم الخميس الدكتور محمد برهان الدين، سلطان البهرة الذي يزور اليمن حالياً، وجرى الحديث حول طائفة البهرة والعديد من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية. حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ). وذكرت الوكالة أن "سلطان البهرة عبر عن تقديره لمواقف رئيس الجمهورية المناصرة لقضايا الأمة الإسلامية ونصرة الإسلام والمسلمين، كما عبر عن شكره وامتنانه لما تحظى به طائفة البهرة من رعاية وتسهيلات بتوجيهات كريمة من فخامته".
وكان سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين قد وصل إلى صنعاء منتصف الشهر الفائت لغرض المشاركة في الاحتفالات السنوية للبهرة في اليمن (المكارمة) التي أقيمت في مديرية حراز بمحافظة صنعاء.
وبحسب معلومات منشورة على الأنترنت، فإن سلطان البهرة محمد برهان الدين يعد من كبار أثرياء الهند، إذ يقدر دخله في السنة حوالي 220 مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة.
ويتركز معظم أفراد طائفة البهرة باليمن في منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء من جهة الغرب ما بين 80 و 90 كم، حيث يوجد ضريح حاتم الحضرات وهو الداعية الفاطمي الثالث حاتم بن إبراهيم المدفون شرقي حراز.
ويقدر عددهم في اليمن ب12 ألف شخص يتوزعون على حزار (وهم الأغلبية) ومحافظة إب، ولا توجد إحصائية دقيقة عن أتباع الطائفة في العالم، فبينما يقدر البعض عددهم بنحو ب 12 مليون شخص، يرى آخرون أنهم عشرة ملايين، وآخرون يرون أنهم مليون، وهذا الاختلاف يرجع إلى عدم وجود دقة إحصائية عنهم، وكذلك بسبب تخفيهم وانعزالهم عن المجتمعات في بعض البلدان.
وهذه الطائفة تنتمي إلى الإسماعيلية التي اشتهرت في اليمن باسم المكارمة، وكلمة (مكارمة) تعود نسبتها إلى المكرم زوج الملكة أروى. ولديها مفاهيم دينية تثير الجدل لكنهم يحرصون علي إظهار بساطتهم واعتدالهم في كل الأحوال.
وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة "المكارمة" إلى منطقة حراز للحج إلي ضريح حاتم الحضرات حيث يحملون سلطانهم الدكتور محمد برهان الدين فوق حمالة خشبية ويرددون أدعية خاصة بهم.
وتحظى هذه الطائفة باهتمام يمني رسمي، وكان الرئيس علي عبد الله صالح قال في حوار صحافي قبل سنوات حينما سُئل عن زيارة السلطان برهان الدين لليمن وطائفة البهرة "إن أبناء هذه الطائفة يأتون إلى اليمن من وقت إلى آخر وهم لا يشكلون أي خطر لا على المجتمع ولا على النظام ولا على الدولة .. وهم يأتون للزيارة والسياحة وزيارة أحد القبور في حراز ، فإذا كنا نستقبل السياح من فرنسا وأميركا واليابان ودول أخرى غير مسلمة ونوفر لهم الرعاية والحماية وهم طائفة مسلمة لا تشكل أي خطر ولن نسمح لأحد بأن يمسهم بأي أذى".
ويتركزون في منطقة الحُطيب بحراز، حيث تعد هذه المنطقة أهم مركز للبهرة بعد بومباي الهندية، وكلمة (بهرة) جاءت من الكلمة الجوجارتية الهندية (فهرو)، وتعني التجارة، وقيل: مأخوذة من كلمة (بهارات) وهي السلعة التي اشتهروا بتجارتها.
وتوجد هذه الطائفة خارج اليمن في عدة دول، منها: الهند في حوالي (500) قرية ومدينة، ومراكزهم الرئيسية هناك بومباي، وجاجارت، ومهرا شاترا، ووراجستران، وتاميلاندو، وسورت، وموجودون في باكستان والخليج العربي ومصر والعراق وسوريا وشمال أفريقيا وبريطانيا وسيلان وفرنسا وكندا.
ومن بعض ما يؤخذ عليهم من باقي المسلمين، طبقاً لمعلومات منشورة على موسوعة ويكيبيديا، فإنهم لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين ولهم مساجدهم الخاصة بهم. ويقال عنهم بين الناس أن ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة أما باطنهم فشئ آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.
ويقال أيضا أنهم يذهبون إلى مكة للحج لكنهم يقولون أن الكعبة هي رمز على الأمام. ويقول الإمام الغزالي عنهم (المنقول عنهم الإباحية المطلقة ورفعالحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم).
يعتقدون بان الله لم يخلق العالم خلقا مباشرا بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه فمحمد هو الناطق وعلي هو الأساس الذي يفسر.
أما أركان الإسلام عندهم فهي سبعة هي الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والولاية، والطهارة، وتتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام، ويقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين، قولنا بالطهارة احتياط، لأننا في وسط بيئة غير مسلمة بالهند وهم في صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، بل يصلونها ظهرًا، ويصلون العيد بدون خطبة أربع ركعات، ويقدسون مأساة كربلاء لمدة عشرة أيام، ويحتفلون بيوم "غدير خم" في يوم 18 من ذي الحجة حيث تمت الوصية للإمام علي، يصومون فيه ويُجدِّدون العهد للداعي المطلق في بومباي أو الدعاة المبايعين وهم نوابه في الأقاليم وأتباع الداعي يُطيعونه طاعة عمياء، وهناك عهد قديم بالولاء للإمام الطيب والإمام المنتظر والداعي المطلق عندهم معصوم في كل تصرفاته.
ويقول سلمان رشدي مندوب سلطان البهرة في اليمن إنهم لا يسجدون إلا لله ويعتقدون بأن الرسول صلي الله عليه وسلم أقام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن حينها والإمامة تتوالي من والد إلي ولد من نسله.
ويؤكد رشدي أن أتباع الطائفة يعرفون أسماء الأئمة حتى الإمام الطيب الحادي والعشرين الذي اختار الستر والمقصود بالستر أنه اختفي لكنه موجود الآن ليس بشخصه فالداعي المطلق السلطان برهان الدين ينوب عنه ويقيم دعوته.