لم يعد هنالك من مرجعية لنا في هذه المدينة، سوى شيخ المدينة المدنية الوالد الفاضل والمناضل الشيخ عبدالعزيز الحبيشي، هذا الرجل الذي يتابع عن كثب ومعه كل الخيرين من أبناء محافظة إب ظاهرة تفشي السطو المسلح على الأراضي والممتلكات الخاصة، التي كان آخر فصولها الاعتداء على أملاك آل الصنعاني من قبل عصابة مافيا. تعددت الأسباب والبلطجة واحدة إن إيماننا المطلق بالعيش كمجتمع متحضر ليس عيباً، والعيب كل العيب أن يأتي نفرٌ من الناس مدججين بالأسلحة من محافظة الجوف تارة وتارة أخرى من الحدا، وربما سيأتي غداً أو بعد غد غيرهم من محافظات أخرى أو من كوكب آخر لغزو مدينة السلام دون رادع يردعهم. فقضية بيت الصنعاني ليست الأولى، وإن كنا نتمنى أن تكون الأخيرة، ذلك أن المتضررين كثر في هذه المدينة، نذكر، على سبيل المثال، ما تعرضت له أملاك بيت المفتي وبيت عبد الرحيم وبيت باسلامة وبيت الغرباني وآل العزي وبيت ودف وبيت الخباني وبيت حمود ناجي و... الخ. وبالأمس القريب كان الحادث المؤسف الذي أودى بحياة الشهيد الشاب عباس الغرباني، ولولا تكاتف أبناء المدينة لضاعت الحقوق ونهبت الأراضي وأزهقت الأرواح.
وإذا كانت البلطجة سلاح الجبناء، فإننا ننصح كل من له دعوى باللجوء إلى القضاء، مع بقاء الثابت على ثبوته حتى صدور الأحكام القضائية.
غليان الشارع من مقتل الشهيد عباس الغرباني والشهيد صلاح الرعوي، والشارع ما زال يغلي وقد رسم أكثر من علامة استفهام، فمن المستفيد من هذه الظاهرة؟ ومن يقف وراء تلك العصابات المسلحة؟ وأخيراً.. أين دور السلطة المحلية التي أولى مهامها القضاء على الجريمة قبل وقوعها؟ (لأن ياسين لم تعد تنفع بعد كسر الرأس).
رجال يستحقون التقدير شيخ المؤتمر والإصلاح الشيخ عبد الواحد صلاح، والأخ مدير الأمن العام، والواثق من خطواته الرائد سمير عبدالعزيز مدير أمن ريف إب، والنشامى من رجال الأمن، وأبناء المدينة، ونقابة الأطباء والصيادلة، وآخرون أسماؤهم محفورة في الذاكرة.. والعاقل يفهم.