تزايدت الشكوك حول صحة وقوف فتاة يمنية خلف إرسال طرود ملغومة بعد تأكيدات مقربين لها بأنها لا تحمل الفكر المتشدد الذي تتبناه عناصر تنظيم القاعدة. وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا أن عملية الطرود الناسفة تحمل بصمات القاعدة في جزيرة العرب، وأن خبير قنابل سعودي ومطلوب أمنياً يدعى إبراهيم عسيري هو أحد المشتبه بهم الرئيسيين في مؤامرة إرسال الطرود إلى الولاياتالمتحدة. وداهمت قوة من جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) منزل الفتاة حنان محمد السماوي (22 عاماً) الكائن في حي مذبح شمال غربي صنعاء مساء أمس السبت واعتقلتها مع والدتها.
وبحسب الرئيس علي عبدالله صالح فقد اعتقلت الفتاة بناءً على رسالة استخباراتية من واشنطن، تفيد بأن رقم هاتف الفتاة مسجل على الطرود الملغومة. لكن هذا الدليل لا يمكن أن يُثبِت تهمة قيام الفتاة بإرسال الطرود، خاصة وأن مقربين منها يؤكدون أنها لا يمكن أن تفعل شيئاً من هذا القبيل. وتدرس حنان السماوي في قسم الحاسوب بكلية الهندسة بجامعة صنعاء، وهي الآن في السنة الدراسية الأخيرة. وأبدت الطالبة سهام، وهي إحدى زميلاتها المقربات في الدراسة، استغرابها الشديد من اتهام صديقتها بالوقوف وراء إرسال الطرود، مؤكدة أن حنان لا يمكن أن يصدر عنها مثل هذه الأفعال. وقالت سهام ل"المصدر أونلاين" عبر الهاتف إن حنان هادئة الطباع، ولا تميل إلى الانخراط في التيارات الدينية أو السياسية، حالها مثل حال زميلاتها في القسم. وأضافت أن اعتقال صديقتها مثّل صدمة كبيرة بالنسبة لها ولزميلاتها، مستغربة "التعامل القاسي" الذي تعاملت به أجهزة الأمن أثناء اعتقالها. وبحسب مصدر مطلع تحدث ل"المصدر أونلاين" فقد كانت الطالبة حنان تستمع إلى أغانٍ بواسطة مشغل الموسيقى (MP3) أثناء مداهمة قوات الأمن منزلها لاعتقالها مساء أمس. ونظم العشرات من طلاب كلية الهندسة اليوم الأحد اعتصاماً ومظاهرة جابت الشارع الرئيس لجامعة صنعاء، للمطالبة بالإفراج عن حنان السماوي.
وتضيف سهام أن حنان كانت تمتعض من عمليات تنظيم القاعدة حين كانت زميلاتها يطرقن هذا الموضوع للنقاش لكن مع ذلك يبدو أنها قد اختيرت لتكون "كبش فداء" طبقاً لسهام.