- مسؤول يمني يزور سفارة واشنطن بأثيوبيا للإدلاء ببعض المعلومات حول الممتلكات الأمريكية في اليمن بعد طرد البعثة - بركات يعبر عن قلقه من استبدال مسؤولين تدربوا في السوفيت محل الذين تعلموا في الغرب ويصف الذين تعلموا هناك بأنهم لا يفقهون سوى اللغة الروسية - مراسل مجلة "نيوزويك" يزوّد السفارة الأمريكية بمعلومات حول لقائه بمسؤولين يمنيين - مقال في صحيفة مقربة من الأصنج ينتقد سفر زعماء قبائل ومسؤولين ذهبوا لأداء الحج والتواصل مع الجانب السعودي
تتناول الوثائق السرية الأمريكية المنشورة في هذه الحلقة؛ زيارة لمسؤول يمني إلى السفارة الأمريكية في أثيوبيا، تحدث خلالها عن الممتلكات الأمريكية التي بقيت في اليمن بعد طرد البعثة الأمريكية، ومنها طائرة مساعدات، كما تنقل آراء لكل من رئيس الوزراء محسن العيني، ووزير الخارجية أحمد بركات، أبديا فيها رغبتهما في تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة والغرب عموماً.
وتتحدث الوثيقة الثالثة عن مقال نشر في صحيفة "اليمن" المقربة من الوزير الأصنج انتقد ما أسماه "الحج السياسي"، ويقصد به سفر شخصيات سياسية يمنية إلى جدة لأداء الحج، بينما هدفهم الأساسي التواصل مع الجانب السعودي.
وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية مع نسخ موجهة إلى البعثات الدبلوماسية الأمريكية في أسمرة، عدن، جدة، روما صادرة عن السفارة الأمريكية في أديس أبابا التاريخ/ 1 فبراير 1968م الموضوع: زيارة مسؤول يمني للسفارة
قام مسؤول حكومي يمني -أثناء زيارة قام بها - بزيارة السفارة في أديس أبابا يوم 26 يناير لعرض وجهة نظره حول الوضع السياسي في اليمن. وقال المسؤول الذي عُرف بأبي نعمان –وهو مسؤول في إدارة الأشغال العامة ومديراً لإدارة الطرق في تعز -بأنه كانت لديه- علاقة عمل وثيقة مع بعثة المساعدات الأمريكية التي كانت تعمل سابقاً في اليمن، وقد عبر عن تعاطفه الشديد مع الولاياتالمتحدة. ولسنا هنا بصدد تقييم تعليقات المسؤول اليمني ولكننا نذكرها كما وردت علها تكون في مصلحة الوزارة.
1 - الممتلكات الأمريكية في اليمن: قال نعمان بأنه بذل جهوداً كبيرة لإقناع حكومة الجمهورية العربية اليمنية بالسماح لطائرة المساعدات الأمريكية بمغادرة اليمن حيث كانت تلك الطائرة عالقة في اليمن منذ قطع العلاقات بين الحكومتين الأمريكية واليمنية في أبريل الماضي. وزعم أنه قام قبل شهرين بتقديم التصريح الذي حصل عليه من الحكومة اليمنية لغرض إطلاق الطائرة إلى السفارة الإيطالية لكنها لم تقم بعد باتخاذ أي إجراء ويبدو أنه لم يتمكن من تحقيق أي تقدم في هذا الصدد. وأكد نعمان أنه قام بتجهيز بعض ممتلكات السفارة للشحن لكن الإيطاليين لم يتخذوا أي إجراء لشحن تلك الممتلكات. مضيفاً بأنه قضى بضعة شهور في السجن بعد طرد البعثة الأمريكية من اليمن في أبريل الماضي وذلك بسبب علاقته الوثيقة مع الأمريكان على حد قوله.
2- الجمهوريون والملكيون: وأكد نعمان بأن جميع اليمنيين جمهوريون حتى النخاع، وأن التهديد الملكي لصنعاء كان مجرد هراء. مضيفاً بأن القتال الدائر في المناطق الشمالية قد طال أمده بسبب الأموال السعودية. وأشار إلى أن المصريين لم يرحلوا من اليمن فقط، بل تم أيضاً تصفيتهم سياسياً وذلك بعد تغيير الحكومة وإطلاق النار على المصريين في الشوارع في أكتوبر الماضي. مؤكداً بأنهم لن يعودوا أبداً إلى اليمن. ولكنه زعم أن هناك ازدراء من قبل الجمهوريين تجاه الاتحاد السوفيتي الذي يعتبر حليفهم الحالي. وأوضح أن استمرار الحرب أجبر اليمنيين على الاعتماد على الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بالحصول على الأسلحة، لكنه أكد بأن الاتحاد السوفيتي تصرف بسخافة عندما قام بإخلاء صنعاء لأسباب غير عسكرية وإنما لأن شخصاً ما أبلغهم أن الإمام قادم.
3 - العلاقات اليمنية الأمريكية: وفيما يتعلق بطرد البعثة الأمريكية العام الماضي، أكد نعمان أن حكومة الجمهورية العربية اليمنية وليس اليمنيين هي التي يقع عليها اللوم في ذلك بنسبة 75%.
وأكد أن اليمنيين سيكونون سعداء لعودة الأمريكان مرة أخرى إلى اليمن. مضيفاً بأنه على اطلاع بأن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة اليمنية الحالية يقومون بإجراء اتصالات مع مسؤولين أمريكيين بهذا الخصوص. لكننا لم نعلق على ما قاله نعمان.
4- مهمة نعمان في أديس أبابا: لقد زار نعمان السفارة بصحبة رجل الأعمال الأثيوبي المعروف تيدلاديستا. حيث يمتلك ديستا الوكالة الدولية لمكائن الحصاد الكائنة في أثيوبيا. وأوضح نعمان بأن إدارة الأشغال العامة اليمنية تعاني من نقص حاد في قطع الغيار الخاصة بآلات الحصاد التي حصلت عليها سابقاً في إطار برنامج الدعم الأمريكي. وقد وافق تيدلا على تزويد الإدارة اليمنية للأشغال العامة بقطع الغيار تلك، وأن يقوم أيضاً بتوفير معدات أخرى يحتاجها اليمنيون.
وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية صادرة عن السفارة الأمريكية–بيروت الموضوع: مسؤولون يمنيون يؤكدون على الحاجة إلى منح دراسية واتصالات مع الغرب
قام مراسل مجلة نيوزويك (Newsweek) لشؤون الشرق الأوسط، ميلان كيوبيك، بتزويد الملحق الثقافي للسفارة بمعلومات حصل عليها أثناء زيارته الأخيرة لصنعاء، وتلك المعلومات لم يتم التطرق لها في المقال الذي نشرته المجلة عن اليمن بتاريخ 25 مايو. وذكر كيوبيك أن رئيس الوزراء محسن العيني ووزير الخارجية السابق أحمد بركات كانا قد أكدا له رغبة اليمن في تعزيز العلاقات مع الغرب من خلال تقديم منح دراسية لليمن وإجراء اتصالات دبلوماسية مع العالم الغربي في ظل تنامي الوجود السوفيتي.
وقد عبر بركات، الذي تخرج من كلية الاقتصاد في لندن، عن قلقه من أن المسؤولين من أمثاله الذين تلقوا تعليمهم في الغرب، سوف يتم استبدالهم بآخرين تم تدريبهم في الاتحاد السوفيتي. وأشار أن هناك حوالي 500 يمني يتلقون تعليمهم حالياً في الاتحاد السوفيتي من بينهم 104 مهندس زراعي كانوا قد عادوا من هناك بعد أن تم تدريبهم في هذا المجال، حيث وصفهم بالقول: “فنيون لا يتمتعون بكفاءة ولا يفقهون سوى اللغة الروسية”. وأضاف: “إننا في حاجة ماسة للحصول على منح دراسية في الولاياتالمتحدة وبقية البلدان الغربية”.
وكشف إلى أن الزيارتين اللتين قام بهما العام الماضي إلى أمريكا بحجة حضور جلسة للأمم المتحدة واجتماع للبنك الدولي، كانتا في الواقع تهدفان إلى إعادة فتح السفارة. وأورد بركات مثالاً على رغبة اليمن في الاستقلال من السيطرة السوفيتية، حيث ذكر أن اليمنيين رفضوا طلباً من الاتحاد السوفيتي بخصوص السماح بإنشاء محطة رصد للأقمار في أعلى قمة جبلية في شبه الجزيرة العربية. علاوة على ذلك، رفض الروس تزويد اليمن بذخائر للأسلحة روسية الصنع، واقترحوا مخاطبة ألمانيا الشرقية لغرض الحصول على تلك الذخائر.
أما محسن العيني، الذي كان سفيراً سابقاً لليمن في واشنطن والأمم المتحدة وموسكو، فإنه يشاطر بركات الرأي فيما يتعلق بوجود حاجة إلى استمرار التعاون مع الغرب، حيث أشار إلى أن هناك حكومتين غربيتين فقط لديهما تمثيل دبلوماسي في اليمن، ضمن 14 بعثة دبلوماسية في صنعاء، وهما ألمانيا وإيطاليا.
وأضاف قائلاً: إننا نسعى لتحقيق نوع من التوازن.
وقال رئيس الوزراء إنه عندما تم تأسيس قسم المصالح الأمريكية في صنعاء كان حريصاً على عدم إعطاء انطباع أن الأمريكيين “كانوا يتسللون إلى المدينة”. ولذلك فإنه رحب بهم في خطاب إذاعي موضحاً لمستمعيه بأن الترتيبات التي قامت اليمن بعملها بخصوص إنشاء قسم المصالح الأمريكية هي نفس الترتيبات التي تم عملها في القاهرة. بورتر
1 - نشرت صحيفة “اليمن” -التي تصدر كل أسبوعين في عددها الأخير- مقالاً يتحدث عن “تحركات مشبوهة للحجيج اليمنيين في السعودية”، حيث ذكر المقال أن الكثير من اليمنيين قد قدموا إلى جدة لأداء الحج السياسي الذي استخدموه كذريعة لكي يعبروا للسعوديين عن عدم رضاهم عن الشؤون اليمنية الداخلية. وذكر المقال بالاسم أسماء الأشخاص الموجودين في جدة من أمثال أحمد محمد الشامي، سفير اليمن في لندن ووزير الخارجية السابق في الحكومة الإمامية. كما أشار المقال إلى العديد من أعضاء مجلس الشورى الذين تسللوا بهدوء إلى جدة من أجل إجراء اتصالات مع السلطات السعودية. وذكر المقال أن تلك العناصر كانت قد عقدت اجتماعاً لمناقشة السخط السائد ضد الحكومة الحالية في الجمهورية العربية اليمنية، وكذلك لإقناع الجانب السعودي بدعم قضيتهم. أوضح المقال أنه، رغم وجود رغبة لإقامة علاقات تعاون وثيقة بين اليمن والسعودية، فإن من غير المناسب أن يتم عقد تلك المؤتمرات السياسية مع السلطات السعودية خارج اليمن.
2 - أشارت تقارير أخرى بأن عدداً كبيراً من زعماء القبائل الشمالية ومن ضمنهم أعضاء في مجلس الشورى، قد سافروا إلى جدة قبل موسم الحج لمطالبة السعودية بالتدخل في سياسة اليمن الداخلية.
وأشارت تلك التقارير بشكل غير واضح إلى وجود أشخاص ينتمون لجبهة الوحدة الوطنية المناوئة لليمن الديمقراطية في جدة وأنهم يسعون إلى الاستمرار في خوض كفاح مسلح ضد اليمن الديمقراطي بأسلوب لا تقره الجمهورية العربية اليمنية.
3 - تعتبر صحيفة “اليمن” مقربة جداً من وزير الاقتصاد وزعيم جبهة تحرير جنوب اليمن عبدالله الأصنج. وقد تركت تلك التقارير صدى واسعاً على الحكومة اليمنية، حيث مثلت توبيخاً غير مباشر للسعوديين بسبب تعاملهم مع عناصر محافظة مناوئة لحكومة الجمهورية العربية اليمنية، وبسبب ضغوطهم على تلك الحكومة للاستمرار في دعم النشاطات المعادية لليمن الديمقراطي. فلر