من المتوقع ان تواصل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم لعب دور منسق الأسعار في منظمة أوبك والمورد الرئيسي للدول الصناعية المعتمدة على الطاقة حتى في حالة تغير قيادتها. وسافر العاهل السعودي الملك عبد الله الذي من المعتقد انه يبلغ 86 أو 87 عاما الى نيويورك يوم الاثنين في رحلة علاجية مما يضع السلطة رسميا في يد ولي العهد الأمير سلطان الذي أسرع بالعودة الى المملكة من عطلة دامت ثلاثة أشهر قضاها في المغرب.
تنتج السعودية أكثر قليلا من ثمانية ملايين برميل يوميا من النفط أي ما يعادل حوالي عشرة بالمئة من الطلب العالمي الاجمالي وتبلغ طاقتها الانتاجية 5 ر12 مليون برميل يوميا وهو ما يتجاوز احتياجات الاستيراد اليومية للولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وقال مسؤول بالقطاع النفطي السعودي "ستلعب السعودية دائما دورا متوازنا في تلبية الطلب العالمي." وتقول مصادر بالقطاع ان الملك عبد الله -الذي يحكم البلاد منذ 2005- يبدي تفهما كبيرا لقوة علاقة الاعتماد المتبادل بين الدول المنتجة والمستهلكة.
واستبعدت الرياض في أكثر من مناسبة استخدام النفط كسلاح ضد الغرب في الصراع العربي الاسرائيلي وتعهدت مرارا بسد أي نقص في الامدادات نتيجة اضطرابات سياسية أو كوارث طبيعية.
-الشركاء الأجانب والعملاء وعزز الملك عبد الله علاقات المملكة بالولاياتالمتحدة مما حقق توازنا بين انتقاده لسياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط ورغبته في الحفاظ على علاقة اقتصادية واستراتيجية قوية مع الولاياتالمتحدة.
وتفيد حسابات رويترز ان الشركات الامريكية استهلكت نحو 807 الاف و950 برميلا يوميا من النفط الخام الامريكي من اجمالي صادرات شركة أرامكو السعودية الحكومية البالغ 5.65 مليون برميل يوميا في 2009.
وفي مسعى لانعاش الاقتصاد يعتزم الملك ذو التوجه الاصلاحي السماح لشركاء أجانب بلعب دور في قطاع الطاقة السعودي الضخم.
وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي الشهر الماضي ان معدل الانتاج بلغ ما يصل الى 70 بالمئة من بعض الحقول السعودية وان المملكة تعتزم إبطاء معدل نضوب حقولها.
وتزيد المملكة ايضا تركيزها على الاسواق الصاعدة مثل الصين والهند. واختص الشرق الاقصى بحوالي 55 في المئة من صادرات السعودية العام الماضي.
وهي أيضا اكبر مورد للنفط الخام للصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم.
-اوبك ساعد نفوذ السعودية ايضا في الحد من الخلافات الداخلية في منظمة أوبك خاصة بين المملكة التي يوجد بها ربع احتياطي النفط في العالم وايران ثاني اكبر منتج في اوبك. وأتاحت سياسة الوفاق وضع حد لاجتماعات اوبك التي تسيطر عليها الخلافات ومهدت الطريق امام اسلوب اكثر تماسكا في صنع سياسة المنظمة.
ولا يزال اقتصاد السعودية معتمدا بقوة على النفط الذي وفر حوالي 85 في المئة من ايرادات ميزانيتها في 2009 وحوالي 31 في المئة من ناتجها المحلي الاجمالي مما يجعل المملكة عرضة للتأثر بتقلبات السعر.
وزادت المملكة باطراد تحت قيادة الملك عبد الله من توقعاتها لسعر النفط من 25 دولارا كسعر مستهدف عام 2000 ويبدو انها تعد لمواصلة استهداف 70- 80 دولارا للبرميل وهو مستوى تعتبره الرياض مقبولا للمنتجين والمستهلكين. وأشار النعيمي لنطاق اعلى قليلا في وقت سابق هذا الشهر حين قال ان سعرا يتراوح بين 70 و90 دولارا للبرميل سيكون مريحا للمستهلكين.
وحددت السعودية سعرها المستهدف عند 25 دولارا عام 2000 حين قفزت أسعار النفط العالمية فوق 30 دولارا ودفعت اوبك للدخول في حوار مع المستهلكين العالميين.
-الاحتياطيات والمصافي منذ حرب الخليج عام 1991 استطاعت السعودية زيادة انتاجها من النفط الخام بحوالي أربعة ملايين برميل يوميا ليقترب من تسعة ملايين برميل يوميا في 2000 . وتمتلك السعودية أيضا رابع أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في العالم وتبلغ 275.2 تريليون قدم مكعبة.
وزادت احتياطيات شركة أرامكو من النفط القابل للاستخراج والمكثفات الى 260.1 مليار برميل في 2009 وهو ما يمثل ربع الاجمالي العالمي.
ويوجد لدى المملكة حاليا سبع مصاف محلية للنفط الخام وتخطط لاضافة ثلاث مصاف أخرى لزيادة طاقتها التكريرية البالغة 2.1 مليون برميل يوميا حاليا الى المثلين. ولدى السعودية اصول في مجال التكرير والتجزئة في الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين والفلبين واليابان.